الوقت- ان الاحداث التي شهدها لبنان يوم الخميس، والتي استشهد فيها عدد من المتظاهرين على خلفية تسييس عمل قاضي قضية تفجير مرفأ بيروت، هو سيناريوا جديد ومخطط مسبقا يسعى الى تحدي الاستقرار النسبي خلال الشهر الماضي في لبنان.
والهدف الاساسي هو احداث ضغط اجتماعي في المجتمع اللبناني لاستخدامه لتوفير المتطلبات الاساسية لإضعاف المقاومة، او على الاقل لاستنزاف قدرتها على التحديات الداخلية، وبالتالي تأمين جواً أمناً للكيان الصهيوني.
المطالبة بالمشاركة السياسية والاستفادة من المجتمع اللبناني بمختلف اطيافه والتحريض الديني او العرقي الى جانب الازمة الاقتصادية وانهيار قيمة الليرة اللبنانية زاد الطين بلة على اللبنانيين والمثقفين، كما أدى دخول حزب الله في معادلة الردع الاقتصادي وحل أزمة الوقود، فضلاً عن الاستقرار النسبي للحكومة بانتخاب نجيب ميقاتي رئيساً للوزراء، إلى تغيير معادلات التيارات السياسية التي كانت السبب الرئيسي وراء الازمات المالية والانهيار الاقتصادي في البلاد.
معظم هذه التيارات السياسية، التي كانت سبب الازمة الاقتصادية وانخفاض قيمة العملة الوطنية اللبنانية، تستخدم هذا العامل لاستفزاز الشعب اللبناني ومن ثم اطلاق احتجاجات ضد المقاومة، كما تنسق السفارة الامريكية في بيروت هذه الاحداث وتديرها، طبعا هذا ليس مجرد اتهام او تحليل سياسي، فالوثائق تكشف العلاقة بين المعارضة والسفارة الامريكية.
انفجار مرفأ بيروت ليس السيناريو الاخير لانهيار لبنان، مثلما لم يكن الاغتيال المشتبه به لرفيق الحريري عام 2005 هو اخر سيناريو، وعلى ما يبدو انه بعد ان لم تحقق التيارات الموالية لأمريكا في لبنان النتائج المرجوة من تفجير مرفأ بيروت، جرت هذه المرة محاولة لتسييس الموضوع وخلق ارضية جديدة للضغط على المقاومة.
وفي هذا الصدد انتقد وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور، تسييس عمل القاضي في قضية تفجير مرفأ بيروت وهيمنة الإرادة السياسية على القضاء اللبناني، مستشهدا بدور السفارة الأمريكية وسمير جعجع في جر لبنان إلى حافة الانهيار مؤكدا بان سمير جعجع لا يمثل اللبنانيين ولم تكن له مكانة بينهم.
واكد منصور على استقلالية القضاء اللبناني وقال إن القضاء يجب أن يتمتع بالحرية في لبنان، مضيفا ان التأثير على القضاء يمكن ان يمنع استقلالية التصويت وقراره العادل وهذا ليس في مصلحة لبنان. في هذه الحال، لا يمكن ان يأمل اللبنانيون في اتخاذ قرارات عادلة من قبل الجهاز القضائي.
وأضاف: منذ انفجار بيروت لم يكتمل التحقيق بعد، ويبدو ان بعض التيارات تحاول اتهام اطراف اخرى بالتورط في هذه القضية دون اية دلائل". ومضى يقول انه يجب ان يكون هناك معيار لإجراء التحقيقات، مضيفا ان التحقيقات يجب ان تكون شفافة، ولا يجب ان تستند إلى معايير مختلفة.
وتابع: التأكيد على أن اللبنانيين يريدون اعادة التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت دون أي تسييس للقضية. لأن تسييس القضية سببت ردود فعل سلبية من المواطنين اللبنانيين الذين شاركوا في الاحتجاجات اللبنانية ليوم الخميس.
وقال عدنان منصور إنه بعد المشاكل الاقتصادية والأزمة المالية، أصبح لبنان الآن في وضع خطير وصعب للغاية. كما أشار إلى دور السفارة الأمريكية في هذه الاحداث، وقال إن تصريحات المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس تظهر أن السفارة الأمريكية متورطة في هذه الاحداث لكن يجب على اللبنانيين ان لا يتورطوا في النزاعات الداخلية ويجب على جميع المسؤولين اللبنانيين مواجهت هذه القضايا.
وحول تصريحات سمير جعجع بعد الجريمة وتورط القوات اللبنانية في احداث الخميس قال وزير خارجية لبنان السابق ان سمير جعجع لديه خطة هدامة للبنان ولا يريد لبنان ان يرى الامن والاستقرار والسلام، مضيفا ان سجل جعجع اسود ومليء بالإرهاب وسفك الدماء، وعلى الحكومة اللبنانية ألا تسمح لهذا الشخص بالمغامرة.