الوقت- قال مصدر عراقي إن تفجيرا حصل الثلاثاء بعد الظهر أمام رتل عسكري أمريكي في محافظة المثنى، وانفجرت قنبلة في محافظة بابل وانفجرت قنبلة ثالثة جنوبي بغداد. وشددت جماعات المقاومة العراقية مرارا على ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من العراق وفقا لقرار برلماني، قائلة إن الهجمات ستستمر حتى انسحاب القوات. تكثفت الهجمات على القوافل العسكرية الأمريكية في العراق في الأيام والأسابيع الأخيرة، وقالت بعض جماعات المقاومة العراقية إنها ستستمر في الهجوم ما دامت بلادهم تحت الاحتلال الأمريكي.
وقد بدأت جولة جديدة من الهجمات على المواقع والقوافل الأمريكية عندما وافقت بغداد وواشنطن مؤخرا على سحب القوات الأمريكية من العراق. تشير تقديرات أمريكية إلى أن قوات التحالف الدولي تعرضت لأكثر من 50 هجوما منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. وقد تراجعت الهجمات الصاروخية ضد سفارة واشنطن والقواعد التي تستضيف جنودا أمريكيين في فترة التهيئة لانتقال السلطة إلى الرئيس جو بايدن، بينما صعّدت مجموعات "المقاومة" من استهداف قوافل الإمدادات لقوات التحالف الدولي في محافظات وسط وجنوب العراق. لكن حدة الهجمات على المصالح الأمريكية والقواعد العراقية التي تتواجد فيها قوات أمريكية تصاعدت بوتيرة عالية في الأشهر الأخيرة بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. وأعلنت الولايات المتحدة في ختام الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي مع العراق في 7 أبريل/نيسان الجاري سحب جميع قواتها المقاتلة وإعادة نشرها خارج العراق، والإبقاء فقط على مدربين ومستشارين غير قتاليين وفق جدول زمني سيحدده الطرفان لاحقا. ولا يزال الموقف الأمريكي منقسما بين وزارة الخارجية والبيت الأبيض اللذين يؤيدان سحب جميع القوات القتالية من العراق، ووزارة الدفاع وكبار القادة العسكريين الذين يرون ضرورة الإبقاء على ما يكفي من القوات الأمريكية في قاعدتي "عين الأسد" بالأنبار، ومطار أربيل الدولي في أربيل؛ لمواجهة تنامي نشاطات تنظيم "داعش".
وفي جلسة استماع لأعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي، أجاب قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى، الجنرال كينيث ماكينزي، بأنه لا يتوقع انسحابا أمريكيا كاملا من العراق في المستقبل. وقلصت الولايات المتحدة عديد جنودها عند تشكيل التحالف الدولي في عام 2014 من 5200 إلى نحو 2500 جندي ومدرب ومستشار لا يزالون في العراق ضمن مهمة التحالف الدولي في الحرب على تنظيم "داعش". وانسحبت قوات التحالف الدولي من 8 قواعد في العراق إلى قاعدتي "عين الأسد"، ومطار أربيل الدولي، مع تواجد محدود في الجناح العسكري لمطار بغداد الدولي المعروف باسم معسكر فكتوريا. وتأتي جهود الولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان في سياق أولويات الإدارة الامريكية الجديدة باعتبار الصعود الصيني في شرق آسيا هو التهديد الأول للولايات المتحدة. وأصدرت الولايات المتحدة أوامرها بانسحاب جميع قواتها وقوات حلف الناتو من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل.
وقد ارتفع عدد الهجمات على قوافل الإمداد الأمريكية إلى مستوى غير مسبوق يوم الثلاثاء، حيث وصل إلى ثماني هجمات في اليوم. ونقلاً عن مصادر إعلامية، استهدفت، اليوم الثلاثاء، 8 قوافل إمداد ودعم لقوات الاحتلال الأمريكي في مختلف محافظات العراق. وذكر التقرير أن قافلتين من الإمدادات العسكرية الأمريكية وقوات التحالف الدولي تعرضت للقصف على جانب الطريق في محافظة الديوانية جنوب العراق. كما تعرضت قافلتان أخريان للقوات الأمريكية للهجوم على طريق بابل السريع. كما تستهدف أربع قوافل دعم وإمدادات أميركية، اليوم، محافظات ذي قار والمثنى جنوب ووسط العراق، ومنطقة التاجي شمال بغداد واليوسفية.
وأعلنت جماعة تسمى قاسم الجبارين مسؤوليتها عن جميع الهجمات يوم الثلاثاء. ولم يعلق المسؤولون العراقيون بعد على الأضرار أو الإصابات في الهجمات. وتعرضت عشرات القوافل الأمريكية للهجوم في العراق هذا العام. وصرحت مجموعات مختلفة بأنها ستواصل هجماتها طالما أن بلادها تحتلها الولايات المتحدة. رفضت القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي المعروفة بـ "التحالف الدولي ضد داعش" تنفيذ القانون ومغادرة العراق، رغم مرور أكثر من عام ونصف على قانون حظر وجودها في العراق. تكثفت الهجمات على قوافل الإمداد والدعم للجيش الأمريكي والتحالف الدولي منذ صيف 1999، مستهدفة مئات قوافل المحتلين. تتم معظم الهجمات على رتل المحتلين باستخدام العبوات الناسفة على جانب الطريق.