الوقت- أثار إعادة مشهد سايغون في كابول والخروج المذلّ للأميركيين منها سؤالاً وحيداً: متى سيتكرر المشهد في العراق وسوريا ولبنان، بل في غرب آسيا بأكملها؟ وكان للتطورات الحالية في أفغانستان وعودة ظهور طالبان أثر عميق على العراق عامة وإقليم كردستان العراق خاصة، حيث يعتقد رئيس فصيل حركة التغيير الكردية في البرلمان العراقي أن هذه التطورات دقت ناقوس الخطر للحلفاء الأجانب الآخرين في المنطقة.
استبعد نواب ومحللون عراقيون احتمال تكرار أحداث أفغانستان في العراق، لوجود الحشد الشعبي والمرجعية الشيعية الحكيمة. وقال عدي الخضران، وهو عضو في تحالف فتح، إن السيناريو الأمريكي لأفغانستان لن يتكرر في العراق. وأضاف: "السيناريو الأمريكي في أفغانستان يهدف إلى زعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى ونقلها إلى منطقة الشرق الأوسط التي تعاني بشكل أساسي من تداعيات تنظيم القاعدة وداعش والجماعات المتطرفة الأخرى". وقال الخضران إن السيناريو الأفغاني في العراق لن يحدث بسبب وجود الحشد الشعبي الذي يعد ركيزة مهمة لمنظومة الأمن العراقي. وأضاف: "كل ضغوط وأعمال واشنطن ضد الحشد الشعبي في السنوات الأخيرة تعود إلى حقيقة أنها تدرك قوة قوات الحشد الشعبي العراقي". وشدد الخضران: "ما يحدث في أفغانستان مؤامرة دولية بقيادة واشنطن والعراق في مأمن منها لوجود الحشد الشعبي".
نعمة المرجع الشيعي والحشد الشعبي في العراق
وقال محمد كريم عضو "صادقون" في البرلمان العراقي: "ما حدث في أفغانستان واستيلاء طالبان السريع على كابول خطة أمريكية مخططة سلفا والسيناريو الأفغاني في العراق لن يتكرر أبدا لأن العراق ينعم به. حكمة وتعبئة شعبية مقدسة. وأضاف: "إن الاحتلال السريع لأقاليم أفغانستان وعاصمتها كابول جاء نتيجة عدم التزام الولايات المتحدة بتدريب الجيش الأفغاني وتجهيز طالبان بالمعدات والأسلحة سرًا على غرار ما حدث لتنظيم القاعدة وداعش في العراق."
بغداد لن تصبح كابول
وقال النائب محمد البلداوي، من ائتلاف فتح العراقي، ان "موضوع عودة الارهاب الى العراق وعاصمته في حال انسحاب القوات الاميركية هو دعاية للمحتلين من قبل عملائهم ويدل على عدم معرفتهم بالمجتمع العراقي". وأضاف: "سيناريو الفوضى التي حدثت في أفغانستان لن يتكرر في العراق لأن العراقيين يعارضون النهج الطائفي ولا يوجد عدم استقرار سياسي وأمني في العراق". وقال البلداوي إن وجود الحشد الشعبي وقوات الأمن هو الضمان الحقيقي بأن سيناريو سقوط كابول في بغداد لن يتكرر ، وأن القوات العراقية ستكون قادرة على إنهاء الخطر بسهولة وبسرعة دون دعم خارجي. .
صدى أحداث أفغانستان في كردستان العراق
قال الرئيس السابق لبرلمان إقليم كردستان إن ما يحدث في أفغانستان هو مثال لمن أصبح يعتمد على الأجانب بدلاً من الاعتماد على القوة الشعبية. وقال يوسف محمد، الذي يترأس الآن فصيل حركة التغيير في البرلمان العراقي، إن التطورات دقت ناقوس الخطر في المنطقة.
وكان " علي محمد صالح " أحد الأعضاء البارزين في برلمان إقليم كردستان العراق أحد أولئك الذين ردوا على الأحداث في أفغانستان. وأوضح علي محمد صالح أن التيارات في إقليم كوردستان الراضية عن دعم الأجانب بحاجة لتلقي رسالة الأحداث الجارية في أفغانستان. وقال إن التيارات الداخلية الموالية للخارج، والتي عليها اتهامات بالفساد في إقليم كردستان، تنتظر مستقبلاً مثل أفغانستان.
وفي سياق متصل أصدر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بيانا بشأن التطورات الجارية في أفغانستان والمخاوف التي ثارت في إقليم كردستان من احتمال تكرار هذا السيناريو ومسؤولية الأمريكيين. حيث قال مسعود بارزاني، زعيم الحزب، إن أي أمة معرضة باستمرار لخطر الانقراض إذا لم تعتمد على قدراتها الداخلية، وأن الدعم الشعبي سيكون مهما وفعالاً لأنه يوفر الإرادة القوية. وشدد بارزاني في بيانه على أن الوضع في كردستان العراق يختلف عن الوضع في أفغانستان، وأن هناك خلافات جوهرية بين الجيش الأفغاني والبيشمركة الكردية.
كما طمأن راديس من الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي شعوب المنطقة بأن الوضع في المنطقة يختلف ليس فقط عن أفغانستان ولكن أيضًا عن أجزاء أخرى من العالم، وأن الأقليم لديه أمة قوية الإرادة وجيش البيشمركة.
في أعقاب التطورات في أفغانستان، تنامت المخاوف من احتمال تكرار الاحتلال الأمريكي لكردستان العراق، وحذر محللون أكراد من عواقب اعتماد حكومة أربيل على الأمريكيين.