الوقت- أكثر من 13 يوم مروا وتركيا لا تزال تقطع المياه عن مدينة الحسكة السورية وهذه المرة الـ 21 التي تقطع فيها تركيا المياه عن أكثر من مليون ونصف انسان دون وجه حق، بما يتعارض مع جميع القوانين الدولية، وتمارس عقاباً جماعياً بحق جميع السكان.
قطع المياه من الجانب التركي بدأ منذ احتلال تركيا لمدينة رأس العين واريافها، ضمن عملية (نبع السلام) التي أطلقها في تشرين الاول/اكتوبر 2019.
يوم أمس وردت أنباء تفيد بأن ما يسمى الضامن الروسي اتفق مع الاحتلال التركي على إعادة ضخ مياه الشرب من محطة علوك، وكان من المفترض أن يتم الضخ اليوم، لكن حتى ساعة إعداد هذا الخبر لم تعمل المحطة ولم يتم ضخ المياه.
ويعاني المدنيون في المنطقة، ظروفاً مأساوية في ظل عدم وجود أي مصدر مائي بديل وارتفاع درجات الحرارة والمخاوف من تفشي فيروس كورونا، التي تتزايد فيها الإصابات وفق الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة السورية، وإحصاءات "الإدارة الذاتية" الكردية، التي تسيطر على غالبية المحافظة.
ومع اشتداد معاناة السكان، يتسابق العديد منهم على الصهاريج التي سيرتها الجهات الحكومية، للحصول على جزء من حاجتهم من مياه الشرب، مع اعتماد السكان على مياه الآبار السطحية المالحة، التي تمّ حفر نحو 300 بئر في عدد من أحياء المدينة، بهدف الاستخدامات المنزلية.
وتضرب مدينة الحسكة موجة من العطش وشح المياه نتيجة استمرار جريمة قطع المياه عن مليون مدني في المدينة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها والريف الغربي للمحافظة بسبب توقف العمل في المصدر الوحيد لمياه الشرب وهو محطة علوك في ريف رأس العين شمال غربي الحسكة من قبل الفصائل "التركمانية" الخاضعة للجيش التركي من طرف، والفصائل "الكردية" الموالية للجيش الأمريكي من طرف آخر.
حلول فردية
أطلق أحد شيوخ القبائل العربية السوريين المقيمين في الخليج العربي، مبادرة خاصة في إطار التكافل الاجتماعي تهدف لتوزيع عشرات آلاف الطرود من المياه المعدنية على المدنيين في مدينة الحسكة وأحيائها وريفها.
وأفادت المعلومات الواردة من الحسكة بأن الشيخ عبد الله بن علي العاصي الجربا، أحد شيوخ قبيلة شمر العربية المقيمين خارج سوريا، أعلن عن إطلاق مبادرة إسعافية وخاصة منه لسكان مدينة الحسكة من خلال تقديم آلاف الطرود من المياه المعدنية إلى 30 حياً سكنياً في مدينة الحسكة وريفها عبر 300 شاحنة كبيرة على نفقته الخاصة، كما أعلن في الوقت نفسه، عن جاهزيته لتقديم كل الإمكانيات لإيجاد حلول جذرية لمشكلة المياه في محافظة الحسكة.
وطالب الشيخ الجربا من زعماء الدول العربية والإقليمية وجميع المنظمات الدولية والإنسانية التدخل السريع لإيقاف الجريمة المرتكبة ضد مليون مدني سوري لا ذنب لهم في ظروف مناخية قاسية مع ارتفاع استثنائي لدرجات الحرارة، وظروف صحية عالمية نتيجة تفشي فايروس "كورونا".
يشار أن مدينة الحسكة وريفها وبلدة تل تمر وقراها تعيش أزمات في انقطاع مياه الشرب والكهرباء بشكل متتال منذ سيطرة الجيش التركي على مدينة رأس العين شمالي الحسكة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، والتي تضم المصدر الوحيد لمياه الشرب (آبار علوك)، حيث فشلت كل المساعي في إيجاد حلول لتحييد المحطة عن الصراعات العسكرية بين المجموعات المسلحة "الكردية " من طرف و"التركمانية" من طرف آخر، التي يدفع ثمنها المدنيون.
تركيا وجميع من دخل الاراضي السورية عنوة، يطلقون تبريرات غير منطقية ولا أخلاقية لسرقة السوريين وتجويعهم وتعطيشهم. مثلا ما هو الدافع لدى الادارة الامريكية لاحتلال اراض سورية وسرقة نفطها وقمحها. هل هي تعاقب النظام أم الشعب بهذه الافعال. وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا. فتعطيش السوريين ليس له اي مبرر وهو اعتداء واضح على السيادة السورية، ومع ذلك تسوق لنفسها أنها جاءت لتحمي الشعب السوري وتحمي أمنها القومي من الأكراد، لنحاول أن نتفق مع تركيا في هاتين النقطتين لترى ان كانت ما تدعيه صحيحاً، ولكن تصرفاتها لا تدعنا نتفق معها ولا ثانية واحدة، هل تعطيش سكان الحسكة لأكثر من اسبوعين هو لحماية الشعب السوري وحماية أمنها، مالمبرر للقيام بمثل هذه الخطوة الغير انسانية؟.
الأغرب من هذا أن العالم يراقب ما يجري في الحسكة بصمت مطبق وكان الذين يموتون عطشاً ليسوا من هذا العالم، حيث لم تتدخل الدول الكبرى ولا حتى المنظمات الانسانية لرفع هذا الظلم عن شعب الحسكة؛ نحن نتكلم عن أكثر من مليون مواطن يموتون عطشاً دون أن أي خطوة فعلية على ارض الواقع، لماذا لا يتحرك العالم الاسلامي على الأقل ويدين ما تقوم به تركيا وينقذ آلاف الناس ويؤمن لهم أبسط حاجاتهم الأساسية التي تمثل أبسط حقوقهم.
تركيا أوقفت تشغيل محطة مياه علوك، لتمارس عملية عقاب جماعي غير إنساني وغير أخلاقي تهدف للضغط على السكان الذين يقطنون في مناطق سيطرة القوات الكردية وهو ما أفضى خلال الأيام الماضية إلى كارثة في المدينة وأريافها.
وتقوم الحكومة السورية بمحاولات نقل مياه بشكل عاجل عبر الصهاريج إلى سكان المحافظة بالرغم من أن قسما كبيرا منها يقع تحت سيطرة قوات "قسد" والفصائل الكردية المناوئة للحكومة السورية.
ويبدو أن تركيا أقدمت على قطع المياه من المصدر الوحيد الذي يغذّي أهالي المحافظة كردٍّ على قطع الإدارة الذاتية الكردية المسيطرة على أجزاء من محافظة الحسكة للكهرباء عن منطقة رأس العين وتل أبيض اللتان تقعا تحت سيطرة القوات التركيّة في الشمال.
في المقابل تبرّر الإدارة الكردية قطع الكهرباء بتخفيض الجانب التركي الوارد المائي من محطة علوك إلى أقل من 10% من طاقتها الفعلية، واقتصاد الضخ على مضخة واحدة من أصل 10، ويحاول سكان الحسكة حفر الآبار كبديل عن تحكّم أنقرة بماء الشرب، إلا أنّ مياه تلك الآبار حسب السكان ليست صالحة للشرب بسبب ملوحتها وتلوّثها بمياه الصرف الصحي.