الوقت- كشفت مصادر إعلامية، إن الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، عيّن الدبلوماسي السويدي "هانز جرندبيرغ"، مبعوثا خاصا له إلى اليمن. خلفا لـ"مارتن غريفيث". ونقلت تلك المصادر الإعلامية، أن "غوتيرش"، اختار "جرندبيرغ"، الذي يعمل سفيرا للاتحاد الأوروبي لدى اليمن. وحتى اللحظة، لم تصدر، أي تأكيدات رسمية من الأمم المتحدة عن تعيين "جرندبيرغ". وكانت المصادر، تحدثت في وقت سابق، أن "جرندبيرغ" من أبرز المرشحين لشغل المنصب، إلى جانب البريطاني "نيكولاس كاي".
فمن هو السويدي غرندبيرغ؟
"جرندبيرغ" سويدي الجنسية عُين سفيراً للاتحاد الأوروبي لدى اليمن في سبتمبر/أيلول 2019. ولقد قدم أوراق تعيينه للرئيس اليمني المستقيل "عبدربه منصور هادي" في فبراير/شباط 2020. وقبل تعيينه كان يرأس قسم الخليج في وزارة الخارجية السويدية في "ستوكهولم". وهو دبلوماسي محترف في شؤون الشرق الأوسط وحل النزاعات، وغالباً ما يكون له وظائف مشتركة في كل من البعثات السويدية والاتحاد الأوروبي في الخارج. كما شغل سابقاً، عدة مناصب دبلوماسية في القاهرة والقدس وكذلك بروكسل حيث ترأس مجموعة عمل الشرق الأوسط والخليج التابعة للمجلس الأوروبي خلال رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي لعام 2009. ويواجه المبعوث الأممي الجديد تعقيدات كبيرة في ملف الأزمة اليمنية، في ظل تصاعد الأعمال القتالية. وخصوصا في محيط مدينة مأرب آخر معاقل مرتزقة تحالف العدوان السعودي في شمال اليمن.
تعليق "أنصار الله" على تعيين مبعوث أممي جديد لليمن
علق "محمد علي الحوثي" عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة "أنصار الله" على تعيين الأمم المتحدة السويدي "هانس غرندبيرغ" مبعوثاً أممياً جديداً لدى اليمن خلفاً لـ"مارتن غريفيث". وقال "الحوثي" في تدوينة على صفحته في "تويتر" : "على مجلس الأمن والأمم المتحدة تغيير سياستهم من دعم التحالف الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه إلى دعم سلام حقيقي هذه هي الخطوة الجادة". وأضاف: "فلن يأتي أي مبعوث جديد بجديد ولا يمكنه كسر الجليد وسياسة دعم التحالف واستمرار الحصار هي منهجهم وشعارهم السائد". ولفت إلى أنه لم يعد خافيا بعد مضي ست سنوات ونيف على عدوان تحالف الشر والاجرام الدولي، أن الأمم المتحدة شريك في هذا التحالف، وأن التحالف استخدم الأمم المتحدة طبقا لما يتوافق مع مصلحته، من بداية العدوان وحتى اليوم وهو ايضا من كان وما زال يوجه تحركات المبعوثين الدوليين ويحدد خطوات سيرهم، ويملي عليهم ما يشاء في احاطتهم قبل اعلانهم لها في مجلس الامن. وأكد أن هذا الأمر كان واضح جدا لكل من تابع تصريحات مبعوث الامين العام للأمم المتحدة السابق "مارتن غريفث" التي ادلى بها في اليمن بعد كل لقاء له مع قائد الثورة والقادة اليمنيين في صنعاء ويقارنها مع ما تضمنته احاطته امام مجلس الأمن كل مرة فسيلاحظ التناقض العجيب بين ما قاله في تصريحه باليمن وبين ما قاله في احاطته امام مجلس الأمن التالية لعودته من اليمن في كل مرة، ما يشير إلى أنه يقول تصريحه في اليمن عن قناعة شخصية وبحرية مطلقة وارادة ذاتية لا يتمتع بها امام مجلس الأمن.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس الوفد اليمني المفاوض "محمد عبد السلام"، "ينبغي على المبعوث الأممي الجديد لليمن أن يراعي مصالح الشعب اليمني والعمل بجد من أجل فك الحصار على جميع المطارات والموانئ اليمنية وبذل كل الجهود لإجبار تحالف العدوان السعودي على إيقاف عدوانه على أبناء الشعب اليمني". كما انتقد "عبد السلام" توجهات الأمم المتحدة المتحيزة تجاه اليمن خلال السنوات الماضية. وأشار "عبد السلان" إلى أن هذا التحيز الأممي ظهر واضحاً خلال الخطة الاخيرة التي قدمها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن "مارتین غريفيث" لإنقاذ التحالف السعودي. وقال "عبد السلام"، إن "توقيت خطة "غريفيث" الجديدة، مع اقتراب سيطرة الجيش اليمني على جبهة مأرب، یظهر جهوده للالتفاف على التطورات الميدانية في اليمن وتحقيق مكاسب للتحالف السعودي". وأضاف إنه لا توجد علامة على الجدية أو النوايا الصادقة في خطة غريفيث الجديدة.
ومن جهته، قال عضو الوفد المفاوض لحكومة صنعاء، "عبد المجيد حنش"، قبل عدة أيام، إن " كل المبعوثين الأممين لليمن منذ ست سنوات ونيف لم يحققوا أي شيء خلال مهمتهم، وأنهم سعوا لإرضاء العدوان كي يستمروا في مناصبهم". ونقلت بعض وسائل الاعلام عن "حنش" قوله، إن "الأمم المتحدة فشلت فشلا ذريعا في اليمن، وأن غيابها ساهم في استمرار الجرائم بحق شعبنا من قبل تحالف العدوان، وإننا لا نعّول على دور للأمم المتحدة في إيجاد حل للعدوان والحصار على اليمن". ولفت هذا المسؤول اليمني إلى أنه "عندما يُقصف اليمنيون بدم بارد لا نسمع من المبعوث إلا أنه متوتر وقلق، وفي عمليات مأرب نسمع إدانته ومواقفه الصارمة إلى جانب العدوان والمرتزقة". وأكد "حنش"، أن المال السعودي والإماراتي يؤثرعلی قرارات الأمم المتحدة متهما إياها بالانحياز لدول تحالف العدوان على اليمن.
الأمم المتحدة منحازة إلى جانب تحالف العدوان
أكد وكيل وزارة الإعلام "نصر الدين عامر"، أن الأمم المتحدة منذ بداية العدوان منحازة بالكامل لدول العدوان نتيجة الهيمنة الأمريكية على القرار الاممي. وقال "عامر"، إن "الموقف الأممي تجاه العدوان على اليمن، لم يعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحية لمصلحة القاتل"، مشيراً الى أن المال السعودي والاماراتي يستلب القرار الأممي الى حد كبير وهذا ورد على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بانكي مون الذي أزال السعودية من قائمة العار لانتهاكات الأطفال بعد تهديدات السعودية بوقف التمويل للسعودية وتمت ازالتها خلال أيام. وحول هذا السياق، اتهمت حكومة صنعاء خلال الفترة الماضية، الأمم المتحدة بالتغطية على جرائم تحالف العدوان السعودي وجاء هذا الاتهام للأمم المتحدة بعد ساعات قليلة من شن مقاتلات تحالف العدوان السعودي غارات مكثفة على أهداف مدنية مختلفة في العاصمة اليمنية صنعاء ومأرب والجوف والبيضاء. وأعرب، "ضيف الله الشامي" وزير الاعلام في حكومة صنعاء، قائلا: "موقف الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، تأتي للتغطية على جرائم العدوان حتى التي استهدفت عاملين في الأمم المتحدة".
إن تنصل الامم المتحدة عن تنفيذ التزاماتها واستمرار مراوغتها في ذلك وخصوصا ما يتعلق بمطار صنعاء وميناء الحديدة واعادة تأهيلهما لاستقبال المسافرين والمرضى والطائرات والسفن سوف يُساعد على تحقيق السلاسة في تدفق المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمشتقات للتخفيف من حدة الكارثة التي يعيشها الشعب اليمني ولكن عدم حلها لهذه المعظلة هو الآخر تأكيد على أن الامم المتحدة تتحرك فقط على المسارات التي يرسمها لها تحالف العدوان السعودي الامريكي وهو ما يحول دون وفائها بما تم التوقيع عليه والتزمت به امام العالم في اتفاق "استوكهولم" .وعدم قدرت الامم المتحدة على إلزام مرتزقة العدوان بالوفاء والسير بالخطوات التي يتم الاتفاق عليها مع اللجان التي تمثل الجانب الوطني من حيث اعادة الانتشار الى النقاط التي تم الاتفاق عليها وكذا الزامهم بوقف خروقاتهم التي لم تتوقف على مدار الساعة يؤكد أن الأمم المتحدة طرفا غير محايد في رعاية الاتفاق بل تعتبر طرفاً منحازاً انحيازاً علنياً الى جانب تحالف العدوان.
وفي الختام، يمكن القول إن حكومة صنعاء لا يمكنها أن تعّول ابداً على الأمم المتحدة في تحقيق اي تقدم نحو السلام العادل ولن تعّول عليها في أي أمر في ظل الهيمنة الأمريكية والمال السعودي والإماراتي عليها والذي اخرجها تماما عن دائرة الاستقلال . وما استمرار قيادة صنعاء في مجاراة الأمم المتحدة إلا من باب التأكيد على حسن نواياها وعلى رغبتها الحقيقية في الوصول إلى السلام العادل والمشرف، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن المواجهة والصمود هو خيارها الوحيد من دون السلام العادل وأن على تحالف العدوان والامم المتحدة أن يعلموا أن الاستسلام غير وارد ولا وجود له في كل قواميسها أياً كانت النتائج التي تتمخض عن هذا الموقف الاساسي والمبدئي لليمنيين قيادة وشعباً .