الوقت_ عقب إدانة الاعتداءات الصهيونيّة ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة من قبل حركة أنصار الله في اليمن، ودعوتها إلى نصرتهم وتجاوز بيانات التنديد والشجب إلى دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية، ورفض الخطوات التطبيعيّة التي قامت بها بعض الأنظمة العربيّة، دعا قائد الحركة، عبد الملك الحوثي مؤخراً، الشعب اليمني إلى المبادرة بالتبرعات الماليّة لدعم الفلسطينيين ومقاومتهم، مضيفاً إنّه سيتم التنسيق مع ممثلي حركات المقاومة الفلسطينيّة في العاصمة اليمنيّة صنعاء لاستلام التبرعات الماليّة، مؤكّداً أن الحركة ستبقى في حالة استعداد تجاه كل الاحتمالات والتطورات في فلسطين المحتلة، وتأتي تلك التصريحات مع اقتراب دخول العدوان السعودي على الشعب اليمني عامه السادس بكل ما يحمله من جرائم ومجازر بشعة لم تستثن الأطفال والنساء والشيوخ وكوارث يندى لها جبين الإنسانية وتجاوزات خطيرة للقوانين الدوليّة ما تسبب بأكبر كارثة إنسانيّة بحسب توصيف الأمم المتحدة.
بالتزامن مع محاولات قوات العدو الصهيونيّ الحثيثة، لمصادرة منازل الفلسطينيين في حي "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة من خلال كافة الوسائل وبالأخص هدم بعض المنازل فيه أو نهبها، وما تبعها من هجمات إسرائيليّة خلفت عدداً كبيراً من الجرحى الفلسطينيين في القدس المحتلّة، وبالأخص في باحة المسجد الأقصى، نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الاحتلال ضد المحتجين الفلسطينيين على النشاط الاستيطانيّ المتصاعد للكيان، أضاف الحوثي: "نتابع باهتمام كبير التطورات على الساحة الفلسطينية إثر التصعيد الذي يقوم به العدو الصهيونيّ واستهدافه المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة".
ومع ارتفاع قوة الردع اليمنيّة ضد دول العدوان والأخص السعوديّة، يُثمن الدعم اليمنيّ في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها أبناء اليمن مع تزايد حصيلة أرواح الأبرياء التي يحصدها ما يسمى التحالف العربيّ بقيادة الرياض، ومع تفاقم الكارثة الإنسانيّة الناتجة عنه والتي أصبحت الأسوأ في القرن الحادي والعشرين، حيث قال قائد حركة أنصار الله: "سنبقى في حالة استعداد تجاه كل الاحتمالات والتطورات وحسب اللازم".
وتبدو "أنصار الله" جادة في رسائلها فهي التي أسقطت نظريات الانقلابيّ محمد بن سلمان الذي ظنّ أنّه قادر على حسم الحرب على اليمن في أيام معدودة، واليوم يبدو "محور المقاومة" (إيران، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، اليمن) متوحداً أكثر من أي وقت مضى، وقد أشاد الحوثي بما يقوم به الشعب الفلسطينيّ ومقاومته الباسلة، من تصدٍ للاعتداءات الصهيونيّة، مؤكداً وقوف الشعب اليمنيّ بشكل تام مع فلسطين وشعبها ومقاومتها، مع استمرار التنسيق مع حركات المقاومة في فلسطين ومحور المقاومة.
موقف حركة أنصار الله، يتزامن مع التطورات العسكريّة على الأراضي الفلسطينيّة، بعد أن وجهت "كتائب القسّام" ضربة صاروخية موجعة لمدينتي أسدود وعسقلان المحتلتين رداً على الغارات التي شنتها الطائرات الحربية التابعة للعدو على قطاع غزة، ما أدى إلى شلل المستوطنات الصهيونيّة وإخلائها بحسب وسائل إعلام، فيما بيّن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المَشّاط، أن إطلاق المقاومة الصواريخ على العدو الصهيوني "خطوة مهمة" في سبيل الانتصار للقدس ولفلسطين، داعياً الدول التي تورطت في الخيانة (البحرين، الإمارات، السودان، المغرب) إلى مراجعة حساباتها، وقطع كلّ العلاقات مع العدو الصهيونيّ.
خلاصة القول، عظيمة هي المواقف اليمنيّة لأنّها تعتبر العدو واحداً على مختلف الساحات العربيّة، وخاصة أنّ اليمن يعيش حرباً وحشيّة، وحصاراً خانقاً، وتدميراً ممنهجاً منذ سنوات، ولا يمكن لأيّ لغة في العالم أن توصف المشهد هناك بعد أن كان هذا البلد يوصف بالسعيد يوماً، لكن الآلة العسكريّة السعوديّة ومن معها، قصفت بنيته التحتية بشكل شبه كامل، واليوم يعول الجميع على شجاعة ومقاومة اليمنيين التي تستند إلى أخلاقهم الإنسانيّة والعربيّة والإسلاميّة في كل الميادين، والدليل هو تصريحات الحوثيّ الأخيرة التي أضافت وصمة عار جديدة على دول الخيانة والتطبيع مع عدو العرب والمسلمين الأول.