الوقت- يعاني المجتمع الاسرائيلي من تصدع على جميع الأصعدة، وهناك أزمة أخلاقية غير مسبوقة في المجتمع الاسرائيلي، لها أسباب سياسية واقتصادية ودينية، ونعتقد أن هذا الأمر طبيعي على اعتبار ان المجتمع الاسرائيلي لم ينشأ على معايير سليمة أو حتى أخلاقية، فهو مجتمع استيطاني إحلالي تشكل من مهاجرين من أكثر من 100 دولة في العالم، نقلتهم الحركة الصهيونية تحت مزاعم مختلفة إلى فلسطين، ثم إلى يومنا هذا استمرت حركة نقل اليهود من أنحاء المعمورة إلى فلسطين المحتلة دون توقف، وهي تشكل المصدر الرئيسي لزيادة عدد سكان اليهود في الأراضي المحتلة.
هذه التركيبة الغير منسجمة ساهمت في ازدياد الانقسام وأدت إلى صراع داخلي في المجتمع الاسرائيلي، فالجميع يعلم أن الكيان الاسرائيلي منقسم مابين يهود غربيين، الأشكناز، ويهود شرقيين، السفارديم، يدوربينمها صراع مُمتد منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية. كما أن هناك المتدينون، حريديم، والعلمانيون، وبينمها عداء أيديولوجي قديم أيضًا. هذا بالإضافة إلي اليهود الروس، واليهود الفلاشا القادمون من أثيوبيا. وهناك كذلك الصراع التاريخي المعروف بين اليسار، واليمين، والوسط، واليمين المُتطرف. ناهيك عن الفقراء، والأغنياء الذين تتزايد الفجوة الاجتماعية بينهم على نحو مُتسارع.
هناك انقسام سياسي واضح أيضاً، ظهرت بعد تراجع حركات اليسار، وعلمانية الكيان، وصعود حركات اليمين المتطرف والمتدينين، والتي زادت من الشروخ والصراعات في فلسطين المحتلة، هذا التراجع الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي حينما فاز حزب الليكود اليميني، وأنهى بذلك تفرد حزب العمل بالحياة السياسية تقريبا، استمرت وتيرته بشكل سريع ومتواصل.
أسباب أخرى للانقسام نذكر منها: هناك 20 بالمائة ممن يوصفون وفق القوانين الإسرائيلية جزءا من هذا المجتمع، وهم فلسطينيو 48 يرفضون الولاء لإسرائيل، ومن جهة أخرى بقية المكونات لا تعترف ببعضها البعض، وهم متفرقون تحت مسميات "اليمين" و"اليسار"، و"العلماني"، و"المتدين"، و"المستوطن" و....الخ. رغم ذلك، هذا الانقسام لم يصل إلى أزمة مستعصية وتفكك بيّن، والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة نجحت إلى حد كبير حتى الآن في عدم وقوع هذا التفكك والحفاظ على التماسك والانسجام ولو في الظاهر خلال السبعة العقود الماضية، وذلك لأسباب عدة أهمها العيش في بيئة معادية، والتخويف من الأعداء المحيطين بهذا المجتمع، وسن قوانين تحول دون ذلك.
وأظهر استطلاع نُشر في وقت سابق، إن 80% من المواطنين في إسرائيل ترى أن "المجتمع الإسرائيلي منقسم"، وأن 93% أشاروا إلى أن هذا انقسام قومي، بينما يعتقد 89% أن الانقسام هو سياسي – حزبي.
وأكد المستطلعون على "وجود عداء كبير جدا تجاه ’الآخر "القومي"، وأيضا تجاه "الآخر" الأيديولوجي. وأظهر المؤشر أن هذا الشعور بالعداء يجعل المستطلعين ينظرون لـ"الآخر" أنه يشكل تهديدا على أمن دولة إسرائيل". وعبر 52% من العرب و50% من اليهود عن استعدادهم للتعاون مع الجانب الآخر.
ووفقا للاستطلاع، فإن يوجد لدى اليهود استعداد أكبر لممارسة العنف ضد العرب، 18.7%، بينما استعداد العرب لممارسة العنف أقل بكثير ونسبته 7%.
عضو الكنيست موشيه (بوجي) يعلون (يش عتيد - تلام) كتب مؤخرًا (الإثنين) على حسابه على تويتر: "مناقشة أخرى لمدة 7 ساعات في مجلس الوزراء كورونا ، دون اتخاذ قرارات. يؤدي الافتقار إلى القيادة والضغط والاعتبارات السياسية إلى تحطيم المجتمع الإسرائيلي في خضم أزمة حادة.
أكثر من 2700 إسرائيلي ماتوا بسبب هذا! تعليم؟ رزق؟ ماذا تنتظرون؟. مواطنو "إسرائيل" فقدوا الثقة في الحكومة المنفصلة والفاشلة! نتنياهو أنت فاشل! إرحل! غانتس ، تعال معنا لإصلاح الأمر.
الانقسام أيضاً ظهر بشكل واضح خلال فترة الانتخابات الأمريكية، اذ أشارت احصاءات أن 70٪ من اليهود الأمريكيين صوتوا للمرشح الديمقراطي جو بايدن ، بينما تظهر استطلاعات الرأي أن 70٪ من اليهود الذين يعيشون في إسرائيل (الأراضي المحتلة) فضلوا دونالد ترامب على جو بايدن. هذا التناقض والانقسام سيكون له تبعات كبيرة في مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية، لا نقول أن واشنطن ستتخلى عن تل ابيب، لكن لن تكون الأمور بنفس السلاسة التي شهدنها في فترة حكم ترامب.
هناك غضب أيضاً داخل "اسرائيل" من التمييز بين الاسرائيليين، ودعم طائفة "الحريديم" في فترة حكم نتنياهو، الأمر الذي سبب موجة غضب عارمة من الصهاينة لاسيما وان "الحريديم" يرفضون الالتحاق بالخدمة الالزامية، ولكن نتنياهو لايريد اغضابهم لأنهم يمثلون قاعدته الشعبية، ومع ذلك هم معزولون عن المجتمع ويعيشن في اماكن خاصة بهم، ويمارسون طقوسهم الخاصة، التي سببت أزمة مع انتشار فيروس كورونا، اذ لايلتزم الحريديم بالاجراءات الوقائية ولايعيرون اي اهمية لفيروس كورونا، الأمر الذي اغضب بقية الصهاينة، والحريديم لايندمجون مع البقية، وبهذا االخصوص، ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أنه تجري مناقشة حول الموضوع في لجنة النهوض بالمرأة بالكنيست، والتي أعلنت إنه هناك مجموعة من الحواجز تجعل من الصعب على المجتمع الأرثوذكسي المتطرف الإندماج في الجتمع.