الوقت - "ماهر الأخرس" هو أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يضرب عن الطعام منذ فترة طويلة احتجاجاً على اعتقاله الإداري وغير القانوني من قبل الكيان الصهيوني.
تخطى إضراب الأسير الفلسطيني في السجون الصهيونية يومه المئة، ومع ذلك لم تبلغ تل أبيب عن إطلاق سراحه حتى الان. يبلغ عمر ماهر الأخرس 49 عاما ولديه 6 أطفال ويواصل إضرابه عن الطعام إلى أجل غير مسمى.
ماهر الأخرس مضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وورد أن حالته الجسدية حرجة، وتشير آخر الأخبار والتقارير المنشورة في هذا الصدد إلى أن حياة ماهر الأخرس في خطر شديد. ويقال أيضاً أنه نتيجة الإضراب عن الطعام فهو في حالة فقدان لبصره وسمعه وأصبح الآن غير قادر على الكلام. وكل هذا فيما لا تزال محكمة الكيان الصهيوني، بعد عقد عدة جلسات استماع، ترفض إصدار حكم بالإفراج.
المطلب الأساسي والرئيسي للسجين ماهر الأخرس هو إلغاء أمر اعتقاله الإداري والمؤقت. وتقدم الصهاينة حتى الآن بمقترحات مختلفة للأسير الفلسطيني لإنهاء إضرابه عن الطعام. كان أحد هذه الاقتراحات نقله إلى المستشفيات الصهيونية المجهزة، الأمر الذي عارضه بشدة. كما صرح الأسير الأخرس علانية أنه لن يكف عن الاضراب عن الطعام حتى يتم إلغاء أمر اعتقاله. وفي الآونة الأخيرة، أفادت الأنباء أن عائلة الأخرس قد أضربت عن الطعام أيضاً لدعمه.
سياسة الكيان الصهيوني وصمت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية
في غضون ذلك، ما يجب التفكير فيه أكثر هو سياسة "الموت التدريجي" التي ينتهجها الصهاينة ضد الأسير الأخرس. وفي الواقع، لا يظهر الكيان الصهيوني أي نية لإنهاء هذا الوضع، بغض النظر عن الحالة الجسدية للأسير، ما يعني أن قادة تل أبيب يسعون عمداً إلى الموت التدريجي للأسير ماهر الأخرس.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون فلسطينيون إن عدم اتخاذ الصهاينة أي اجراء يفضي الى إنهاء إضراب الأسير عن الطعام هو بمثابة الحكم عليه بالإعدام. وبعبارة أخرى، فإن الكيان الصهيوني ليس على استعداد لتقديم أي تنازل للأخرس لإنهاء إضرابه عن الطعام. ففي الماضي كان الكيان الصهيوني ينتهج سياسة "الموت التدريجي" ضد الأسرى الفلسطينيين، والآن جاء دور أصحاب ماهر الأخرس.
والنقطة التي يجب التوقف عندها هي صمت المجتمع الدولي تجاه الحالة الصحية المتفاقمة للأخرس، حيث يلتزم المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التابعة له الصمت التام حيال الوضع الراهن للأسير الأخرس، وبالتالي فهم يساهمون أيضا في كارثة محتملة للأسير الفلسطيني. ويأتي صمت المجتمع الدولي هذا فيما يردد ويتشدق قادته، بمن فيهم قادة الولايات المتحدة والغرب، بشعارات حقوق الانسان صباح مساء ويتخذون موقف الداعم لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
في المقابل، التزم معسكر التطبيع المكون من السعودية والبحرين والإمارات وغيرها التزام الصمت حيال ما يجري بحق الأسير ماهر الأخرس في سجون الكيان الصهيوني. حيث قام الأسير ماهر الأخرس بتلقين هذا المعسكر درساً في المقاومة وأرسل لهم رسالة مفادها أنه حتى لو أدارت كل الدول العربية ظهرها للقضية الفلسطينية، فإن الفلسطينيين والأسرى هم من يستطيعون الوقوف ضد الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
وما يبدو واضحا الآن هو أن الحالة الجسدية لأسير الحرب ماهر الأخرس تتدهور بشكل حاد، ويمكن أن يحدث شيء سيء لهذا الأسير الفلسطيني في أي لحظة. وما لا شك فيه أن مثل هذا الحدث سيكون له عواقب وخيمة على الكيان الصهيوني وسيؤدي إلى انتقام جميع الفلسطينيين من إراقة دماء الأسرى الفلسطينيين ظلماً.
كما ان فصائل المقاومة الإسلامية الفلسطينية، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما، قد حذرت بالفعل الكيان الصهيوني من أي حدث مؤسف يقع للأسير الأخرس.
وبالتأكيد فان أي حدث مؤسف قد يقع للأسير الأخرس سوف يتسبب في انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة، بل من الممكن أن تصطف جميع الفصائل الفلسطينية، إلى جانب معظم أبناء هذا البلد، في شكل انتفاضة جديدة ضد الصهاينة. وعلى الرغم من أن الصهاينة انتهجوا سياسة الموت التدريجي ضد الأخرس ولا يرغبون في إطلاق سراحه، إلا أنهم بلا شك يعرفون جيدا أن أي مكروه يقع لهذا الأسير الفلسطيني سيكون له عواقب وخيمة عليهم.
المظاهرات الاحتجاجية الداعمة للأسير الأخرس
شارك عشرات المواطنين في الخليل، في وقفة إسناد للأسير ماهر الأخرس التي دعت لها لجنة الدفاع عن الخليل. ورفع المشاركون في الوقفة التي جرت على دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل، صورا للأسير ولافتات تحمل شعارات التضامن معه، وتندد بسياسة الاعتقال الإداري.
وفي كلمة باسم فصائل العمل الوطني في الخليل، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فهمي شاهين "مرّت مئة يوم على إضراب الأسير ماهر الأخرس عن الطعام، الذي يخوض معركة ليست شخصية، بل هي معركة شعبنا في الدفاع عن الكرامة الوطنية والإنسانية، معركة الدفاع عن الحقوق في مجابهة الاحتلال".
بدوره، قال مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين في الخليل إبراهيم نجاجرة إن ماهر الأخرس يخوض إضرابه في ظل صمت حقوقي ودولي، وإن سلطات الاحتلال تستغل جائحة كورونا لتعميق الهجمة الشرسة على أبنائنا وبناتنا داخل سجون الاحتلال. وحمل نجاجرة الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسرى الذين أصيبوا بفيروس كورونا وعن حياة الأسير ماهر الأخرس.
من ناحيته، قال عنان دعنا ممثلا عن لجنة الدفاع عن الخليل إن "ماهر يتكلم ويصرخ بلغة لا يفهمها إلا الاحرار، ومن يعرف معنى الإنسانية، ماهر يصرخ ولسان حاله يقول لا للاعتقال الاداري، لا للاحتلال، لا للعنصرية وهو مصمم على أن يكون النصر حليفه، وحليف رفاقه الأسرى، وسيسجل نصره كعلامة فارقة في تاريخ الحركة الأسيرة، وهزيمة لكل من تخاذل عن مناصرته". وأضاف أن اضراب ماهر عن الطعام هو رسالة بأن القضية الفلسطينية حية بأبنائها، وأن شعبنا سيستمر في نضاله حتى تحقيق حقوقه الوطنية.
وفي طوباس، شارك عشرات المواطنين في وقفة دعم وإسناد للأسرى المضربين عن الطعام، والمرضى، في سجون الاحتلال الإسرائيلي. ورفع المشاركون في الوقفة التي دعا إليها نادي الأسير، وفصائل العمل الوطني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، صور الأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس. وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية يونس العاصي: "إن الأسرى في سجون الاحتلال هم ضحايا القوانين الإسرائيلية"، مؤكدا وقوف الشعب الفلسطيني مع أسراه.
من جانبه، قال مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة: "إن هذه الوقفة جاءت بالتزامن مع مواصلة الأسير ماهر الأخرس إضرابه عن الطعام لليوم الـ100، ودعما للأسير المريض كمال أبو وعر"، وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، مؤكدا أن شعبنا لا ينسى أسراه، وهو يبعث كل يوم رسالة تأكيد على وقوفه معهم.
وفي جنين، نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي، وقفة دعم وإسناد للأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس، أمام منزله في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين. وألقيت خلال الوقفة، عدة كلمات استعرضت معاناة أبناء شعبنا جراء الاحتلال الإسرائيلي، وأن إعلان بلفور هو أساس هذه المعاناة.
وأشاد المتحدثون بصمود الشعب الفلسطيني أمام كل المخططات والمشاريع التصفوية الهادفة للنيل من المشروع الوطني، والقضية الفلسطينية، وحيوا صمود الأسير الأخرس، ونددوا بمواصلة اعتقاله، محملين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة كافة الأسرى.