الوقت- يمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأسوأ مرحلة عاشها في تاريخه السياسي، اذ أصبح نتنياهو محاصراً من جميع الجهات وعلى جميع الأصعدة داخلياً وخارجياً، ووصلت شعبيته للحضيض والجميع يطالب برحيله ولكنه لا يزال يُصر على بقائه في السلطة، ويقول بأنه يعمل ليلاً نهاراً على خدمة "الكيان الاسرائيلي" وطالب الجميع بالابتعاد عن المناكفات السياسية والاهتمام باحتواء فيروس كورونا، ولكن لم يستمع له أحد وعوضاً عن ذلك نزل إلى الشارع أكثر من 10000 صهيوني للمطالبة برحيله ووصل الأمر الى تهديده بالقتل، فهل ينتهي مصير نتنياهو ويتم اغتياله مثل رابين؟.
حالة من القلق تنتاب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولة لاغتياله فى أعقاب المظاهرات المتواصلة ضده في القدس المحتلة وتل أبيب على مدار الأسابيع الماضية.
وتوقع رئيس جهاز الموساد السابق دانى ياتوم، أن يتم اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مثل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين الذي وقع على اتفاق أوسلو.
من جانبه اعتبر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا، أن التظاهرات المناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "ستنتهي بإراقة الدماء". وخلال لقاء مع "يسرائيل هيوم"، قال: "لن تكون حرب أهلية، لكن العنف يتزايد مع الوقت. هناك أجواء من الكراهية في هذه المظاهرات. هذه المرة توجد انقسامات حادة بين الطرفين. الانقسامات دائما كانت وستكون موجودة".
وقال أوحانا، المعروف بقربه الشخصي من أسرة نتنياهو، إن "أجواء التحريض التي سبقت اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيليّة الأسبق إسحاق رابين، باهتة بالمقارنة بما يجري الآن".
واعتدى أنصار رئيس الوزراء على متظاهرين وصحفيين خلال التظاهرات المستمرة منذ أسابيع، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وفساد نتنياهو وسوء إدارته لأزمة كورونا.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن ضباط كبار في الشرطة قولهم، إن "أوحانا يحاول استغلال التعيين المرتقب لمنصب المفتش العام للشرطة من أجل منع المظاهرات مقابل مقر إقامة نتنياهو في القدس".
ونشرت قناة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية، مطلع الأسبوع الحالي تسجيلات لاجتماع عقد الأسبوع الماضي، بمشاركة أوحانا ورئيس بلدية القدس موشيه ليئون، وضباط شرطة وأعضاء في مجلس بلدية القدس.
وقال أوحانا خلال الاجتماع، إنه "لا يمكننا الاستمرار مع هذه الفوضى، ولا يمكننا الاستمرار مع هذه الفوضوية، ولا أعرف كيف أفسر للجمهور هذه المظاهرات، ولماذا لا نمنعها".
حشود بالآلاف تدعو لرحيل نتنياهو
تجمعّت حشود من المحتجين المناهضين لبنيامين نتنياهو أمام منزله لمطالبته بالاستقالة، برغم إجراءات الشرطة التي أغلقت عدداً من الطرق المؤدية إليه.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن آلاف المتظاهرين تجمعوا في شارع بلفور بالقدس المحتلة، مقابل منزل نتنياهو هتفوا وحملوا لافتات تدين الحكومة ومن يترأسها.
كما تم إغلاق ساحة باريس أمام حركة المرور، وتظاهر في تل أبيب أصحاب الأعمال المستقلة، بالإضافة إلى اعتقال 5 أشخاص بشبهة "مهاجمة متظاهرين".
ووفقاً لمنظمة "الأعلام السوداء"، فإن عشرات الآلاف يحتجون في حوالى 300 مفترق طرق وجسر في أنحاء "إسرائيل" للأسبوع السادس على التوالي.
في موازاة ذلك، شهدت سان فرنسيسكو الأميركية تظاهرة ضد نتنياهو شارك فيها عشرات الإسرائيليين، وتحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن دعوات إلى احتجاجات مماثلة في برلين ولندن وغيرهما.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو إن كل مظاهر التحريض والكراهية في تظاهرات من وصفهم باليسار، إضافة إلى الدعوة إلى القتل "لن توقفه من العمل لأجل إسرائيل"، وفق تعبيره.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أمل نتنياهو أن يستطيع "وقف مظاهر الكراهية والتحريض والعودة للتركيز في الصراع على فيروس كورونا وإنقاذ الأرواح ومعيشة المستوطنين".
وتشهد تل أبيب تظاهرات حاشدة منذ أيام ضد رئيس الحكومة، المتهم بقضايا فساد واحتيال، والذي ستبدأ محاكمته في كانون الثاني/يناير المقبل.
من جانبها قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، دعت إلى التوقف عن التحريض على عائلتها والدعوات إلى اغتيال زوجها أو ابنها.
وذكرت الوسائل يوم الجمعة أن سارة نشرت مقطع فيديو وصورة لها من مقر رئاسة الاحتلال الإسرائيلي في شارع بلفور في القدس المحتلة، مع كلبة العائلة نارا إلى جانبها، لتبديد الشائعات حول حالتها الصحية وأنها غادرت البلاد.
تصريحات سارة سبقها قيام محتجين في ميدان "رابين" في تل أبيب بنصب مجسم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يأكل كعكة على شكل علم "إسرائيل" من مائدة مليئة بالأطعمة، صممّت على نموذج العشاء الأخير قبل قتله.
وفي المجسم، يتوسط نتنياهو طاولة ممتلئة بأطباق من الفاكهة والعصائر ورزم النقود وزجاجات الخمر، في إشارة إلى رشاوى تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال نتنياهو عبر "تويتر" إن "المجسم يجسد وجبة يسوع الأخيرة قبل قتله يعادل تهديداً بالقتل، لأنه يعني ضمنياً أنه يتجه إلى المصير نفسه، مضيفاً: "ليس هناك مجال للتحريض والتهديد بالقتل - صريح وضمني - ضدي وضد أسرتي، بما في ذلك التهديد المخزي بالصلب اليوم في تل أبيب".
التهديد باغتيال رئيس وزراء في "إسرائيل" ليس جديداً. فرئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، الذي توصل إلى اتفاق أوسلو مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في 13 أيلول/ سبتمبر عام 1993، اغتيل برصاص إسرائيلي.
ويواجه نتنياهو تهم الفساد وخيانة الأمانة والحصول على الرشوة والاحتيال، والملفات هي، الملف 1000، ويشمل اتهامات لنتنياهو بالحصول على منافع شخصية من أثرياء ورجال أعمال، بينهم المنتج السينمائي أرنون ميلتشين والملياردير جيمس باكر.
والملف 2000، الذي يتضمن اتهامات لنتنياهو بمحاولة التوصل إلى اتفاق مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزس، للحصول على تغطية إيجابية في الصحيفة، مقابل إضعاف صحيفة "يسرائيل هيوم" المنافسة.
والملف 4000، وهو الملف الأكثر خطورة حيث يتضمن اتهامات لنتنياهو بإعطاء مزايا وتسهيلات مالية للمساهم المسيطر في شركة الاتصالات "بيزك" شاؤول ألوفيتش، مقابل الحصول على تغطية إيجابية في الموقع الإخباري المملوك لآلوفيتش، "واللا".