الوقت- في إشارة إلى وثيقة التعاون التي استمرت 25 عاماً بين إيران والصين، ذكر مركز أبحاث أمريكي أنّ هذا الاتفاق هو نتيجة خيبة أمل إيران من الاتفاق النووي مع أمريكا وأوروبا.
قال المركز إنّ إيران تضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية مدّتها 25 عاماً مع الصين، بما في ذلك تأمين مبيعات النفط والتعاون التجاري، حيث إنّ الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتقوم الصين وإيران بوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية، ولم يتم الإعلان عن التفاصيل الدقيقة رسمياً في أيّ من البلدين.
وأضاف المركز: بالنسبة لبكين، تعدّ الاتفاقية جزءاً من مبادرة حزام طريق الحرير الجديد، والآن يعمل الحزب الصيني، ويسعى لربط عشرات الدول الآسيوية مع أوروبا وإفريقيا في برنامج التنمية العالمية بقيادة بكين من خلال تنفيذ مشروع طريق الحرير الجديد، لهذا السبب يجب اعتبار هذه الاتفاقية صفقة رابحة.
وتابع: إنّ بنود الاتفاقية قويّة بما يكفي كي تصل الاستثمارات الصينية في إيران إلى مليارات الدولارات في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، ففي مجال آبار النفط، تحتاج مصافي إيران والمنشآت النفطية الأخرى إلى التحديث، وتتعارض الاتفاقية بشدّة مع آمال إدارة ترامب المستمرة في تدمير الاقتصاد الإيراني من خلال حملة من الضغوط القصوى، الحقيقة هي أنّ الصين وإيران بحاجة إلى بعضهما البعض، والصين بحاجة إلى النفط، وهي الآن أكبر عميل لطهران للنفط الخام.
وأردف: مقارنة بالاتفاقيات الطويلة التي تمّ التوصل إليها بين الصين والدول الأخرى فإنّ الاتفاق مع طهران هو اتفاق مهمّ إذا تمّ تنفيذه واستمراره بالفعل، ففي عام 2013، وقّع الرئيس الصيني اتفاق نفط مع روسيا بقيمة 270 مليار دولار، اليوم وعلى الرغم من التنافس الجيوسياسي بين البلدين، لا تزال اتفاقية النفط هذه سارية، بالنظر إلى أن روسيا اليوم هي أكبر مصدّر للنفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك(، وفي آذار من هذا العام، عندما انخفض الطلب الأوروبي على الخام الروسي، اشترت الصين 1.6 مليون طن من النفط من موسكو في أربعة أسابيع.
خمسة وعشرون عاماً من التعاون بين الصين وإيران لأول مرة خلال زيارة عام 2016، تم اقتراح هذا الاتفاق، وتركّز النسخة الحالية من الاتفاقية على تجارة النفط أكثر من أي شيء آخر، كما يعدّ تطوير تقنية 5G في إيران جزءاً آخر من الاتفاقية، والذي يتطلّب بموجبه أن على الشركات الصينية التقنية والأجهزة تطوير هذه التكنولوجيا، أما في مجال الأمن، فقد تقرّر إقامة علاقات عسكرية أقوى بين الدول الثلاث إيران والصين وروسيا، بما في ذلك في مجال التدريب المشترك وتطوير الأسلحة وتبادل المعلومات، وأجرت الدول الثلاث مؤخراً مناورة بحرية مشتركة في بحر عمان.
وقال المركز: الادّعاء بأن إيران استسلمت للصين أو أصبحت مستعمرة بطريقة ما غير صحيح، طهران في خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) مع القوى العالمية، تعاونت مع أمريكا، على سبيل المثال " الاتفاق النووي"، ولكن الخطة فشلت مع نهج واشنطن، لذا كان من الطبيعي أن تبحث طهران عن مجالات أخرى للتفاوض، يُظهر الاتفاق المقترح بين طهران وبكين إحباط إيران من الاتفاق النووي، فعندما تتراجع أمريكا عن التعاون مع إيران، فإنّ بكين مستعدّة لتحلّ محلّها.