الوقت- قال المحلل البريطاني "رودني شكسبير" في مقابلة مع وكالة "تنسيم": "إن السفارتين الأمريكية والبريطانية في العراق استغلتا الظروف الاقتصادية السيئة في العراق بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي وعملتا خلال الفترة الماضية على زيادة وتفاقم المشكلات الاقتصادية وذلك من أجل تحقيق العديد من مطامعهما الخبيثة".
وردّاً على سؤال حول الأسباب الرئيسة لنشوب تلك الاضطرابات والاحتجاجات العنيفة في العراق والتي أدّت إلى مقتل بعض الأشخاص ومقتل المئات منهم، أضاف "شكسبير"، قائلاً: "إذا لم تكن هناك فرص عمل كافية للشباب العراقي العاطل عن العمل، فيجب أن يكون هناك نوع من الدخل الأساسي لأولئك الشباب. نعم، إن السفارات الأجنبية - أمريكا وبريطانيا وهولندا – بذلت الكثير من الجهود خلال الفترة الماضية من أجل تفاقم المشكلات والتحديات أمام الحكومة العراقية، وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أنه من السهل دائماً القيام بذلك عندما لا يعيش الناس في حياة اقتصادية آمنة. ولذا يجب طرد جميع القوات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية من العراق".
وحول هذا السياق، قال رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" يوم الخميس الماضي إنه يأسف لاستمرار مثل هذه الاحتجاجات التي يسودها الكثير من أعمال العنف في العديد من المناطق العراقية وقال إنه مستعد للقاء المتظاهرين ومناقشة مطالبهم.
كما أضاف "عبد المهدي"، قائلاً: "هناك بعض العناصر والجهات الخاصة تمكّنت من إخراج الشعب العراقي من مساره السلمي إلى مسار العنف وإثارة الشغب".
يذكر أن عدداً من المواطنين العراقيين خرجوا خلال الأيام الماضية إلى شوارع العاصمة العراقية بغداد ومدن أخرى لتنظيم مظاهرات ضد الحكومة "عادل عبد المهدي"، وفي بعض المناطق تحوّلت الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ورجال الشرطة. وعلى الرغم من أن احتجاجات بعض المواطنين العراقيين ضد الحكومة أصبحت أكثر وضوحاً منذ يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن العديد من الشواهد تؤكد بأن المظاهرات التي خرجت في الأيام الأخيرة الماضية تم التخطيط لها منذ حوالي ستة أشهر.
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الاحتجاجات العراقية جاءت بالتزامن مع قدوم ملايين الحجاج من الكثير من بلدان العالم إلى مدينتي كربلاء والنجف للمشاركة في مراسم الأربعين الحسينية ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن الهدف الرئيس لأمريكا والسعودية والكيان الصهيوني والوكلاء الداخليين المقربين من هذه البلدان، مثل فلول حزب "البعث" وبعض الشيعة العلمانيين الموالين للسفارة الأمريكية، هو أن تنتشر أعمال العنف في معظم المدن العراقية ومواصلة ذلك حتى مراسم الأربعين الحسينية وذلك من أجل سفك الدماء وإثارة الفتن بين القبائل والعشائر العراقية.
وفي سياق متصل، قال "كيفن باريت"، الكاتب والمحلل السياسي لدى "ماديسون" في مقابلة صحفية له مع صحيفة "تنسيم": "عندما يصبح العراق أكثر استقراراً ويعيد بناء بنيته التحتية وموارده المالية، سيكتسب المزيد من الاستقلال".
مضيفاً: "إن عراقاً مستقلاً سينتقل في النهاية إلى محور مقاومة الإمبريالية والصهيونية وسينضم إلى محور المقاومة لسببين: أولاً، إن الشعب العراقي الذي تقطنه أغلبية شيعية، له مصالح وجذور وتقاليد ثقافية ودينية مشتركة منذ فترة طويلة مع الأعضاء الآخرين لمحور المقاومة، وثانياً وقبل كل شيء، إذا عاد العراق إلى استخدام موارده المالية لمصلحة شعبه، فسيتعيّن عليه في نهاية الأمر طرد القوات الأجنبية الدخيلة من جميع المناطق والمدن العراقية والدول الوحيدة التي ستكون على استعداد للتعاون مع العراق في هذا الصدد من أجل إخراج تلك القوات الأجنبية هي دول المقاومة".
وأشار "بارت"، قائلاً: "الحرب التي صممتها أمريكا والصهاينة تهدف إلى زعزعة استقرار العراق، إن المحتلين يتظاهرون بمكافحة الإرهاب ولا سيما تنظيم داعش الإرهابي الذي تم القضاء عليه قبل عدة أشهر على أيدي قوات المقاومة في العراق، إن تلك الدول الغربية تدّعي أنها تعمل من أجل استقرار الأوضاع في هذا البلد الغني بالنفط، وهنا ينبغي القول بأنه بينما يُظهر أحد أطراف التحالف الذي تقوده أمريكا بأنه يساعد الحكومة العراقية في التعامل مع الإرهابيين التكفيريين، فإن الطرف الآخر يدعم أولئك الإرهابيين. واليوم، يبدو أنهم يبذلون الكثير من الجهود من أجل تغيير استراتيجيتهم العسكرية إلى استراتيجية سياسية في العراق لتحقيق أهدافهم الخبيثة من خلال خلق انقسامات بين أبناء الشعب العراقي، ودعم الاحتجاجات العنيفة لإبقاء العراق غير مستقر ولإبقاء المسؤولين العراقيين غير قادرين على التعامل مع تلك الاحتجاجات وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن العراقي".
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي "دينيس ألتر" الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له في مقابلة له مع صحيفة "تنسيم": "إن أمريكا وأجهزة المخابرات الغربية الأخرى لها تاريخ طويل في التدخل في الشؤون الداخلية للدول التي تسعى للسيطرة عليها من إشعال فتيل الاحتجاجات المناهضة لحكومات تلك الدول.
وتابع: إنهم يحاولون زعزعة استقرار البلدان المستهدفة أملاً في تحقيق مطامعهم المرجوة في المنطقة وتوسيع نفوذهم السياسي".
مضيفاً: "لقد تعهدت إيران مؤخراً بمزيد من الدعم لإعادة إعمار العراق بعد هزيمة إرهابيي داعش، ولكن أمريكا وحلفاءها في المنطقة بذلوا الكثير من الجهود خلال الفترة الماضية لتدمير هذه العلاقات الودية بين طهران وبغداد، وقد تكون الاضطرابات الأخيرة بمثابة تدبير غربي خبيث لتدمير جهود الحكومة العراقية لإعادة بناء البلاد وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أن عراقاً فاشلاً سوف يخدم مصالح الإمبريالية الأمريكية في جهودها لاحتواء نفوذ إيران في المنطقة".