وفي هذا السياق ذكر مصدر عسكري مصري أن سيارة مفخخة استهدفت إحدى نقاط التفتيش جنوب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء (نقطة أبو رفاعي) وانفجرت بالقرب من الكمين، في وقت تحدثت فيه مصادر إعلامية عن مقتل كل أفراد الكمين البالغ عددهم 10 جنود، كما هاجم المسلحون أيضاً نقطة تفتيش السدرة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن، وذكرت مصادر أمنية مصرية أن المسلحين أطلقوا، بشكل متزامن، قذائف هاون على تلك الحواجز، وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين المسلحين وقوات الامن.
وفي هذا الصدد، نفت وزارة الداخلية المصرية في تعقيبها على حوادث الشيخ زويد، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ما تردد عن سيطرة مسلحي بيت المقدس على الشيخ زويد بالكامل ماعدا قسم الشرطة الذي يقع تحت المحاصرة من قبل المسلحين حاليًا، مؤكدة أن سيناء بالكامل تحت سيطرة الجيش المصري ولا صحة لما يتردد بشأن إقدام العناصر الإرهابية على السيطرة على مدينة الشيخ زويد أو غيرها.
هذا في الوقت الذي تبنت فيه جماعة بيت المقدس في بيان لها على مواقع التواصل الاجتماعي الهجوم، مضيفةً "تمكن اسود الخلافة في ولاية سيناء من الهجوم المتزامن على اكثر من 15 موقعا عسكريا لجيش الردة المصري".
الى ذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين أمنيين وعسكريين قولهم إن مسلحين ينتمون لجماعة "أنصار بيت المقدس" قاموا بعد الهجوم على مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء باختطاف جنود من الجيش المصري رهائن، مضيفة أن المسلحين استولوا أيضا على العديد من المركبات المدرعة.
من جانبه اعتبر رئيس مجلس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، أن بلاده تعيش حربًا حقيقية، مشيرًا إلى أنه سيرفع بعض القوانين إلى رئيس الجمهورية بعد الموافقة عليها في هذا الاجتماع، "لمواجهة ما نحن فيه من إرهاب."
بدوره قال بيان صادر عن القوات المسلحة المصرية، تلاه باسم الجيش العميد محمد سمير، إنه صباح اليوم الموافق 1/7/2015، قام عدد من العناصر الإرهابية "تشير المعلومات الأولية أنها تقدر بحوالي (70) عنصر إرهابي"، بمهاجمة عدد (5) أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن.
وأكد البيان أن القوات المسلحة مستمرة في مطاردة العناصر الإرهابية وتمشيط المناطق المحيطة بالكمائن التي تم مهاجمتها للقضاء على ما تبقى منهم، في حين لاتزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن. مضيفاً أن القوات المصرية تتعامل بشكل فوري مع العناصر الإرهابية بكافة وسائل النيران مما أسفر عن مقتل عدد (22) عنصراً إرهابياً وتدمير عدد (3) عربات (لاندكروزر) محملة بالمدافع عيار (14.5) من المضادة للطائرات واستشهاد وإصابة (10) أبطال من رجال القوات المسلحة البواسل حتى الآن.
وفي محافظة الشرقية عززت الأجهزة الأمنية تواجدها في جميع أنحاء المحافظة تحسبًا لوقوع أعمال عنف أو شغب بعد الاشتباكات التي شهدتها محافظة شمال سيناء. وقد تم نشر القوات أمام الأماكن الشرطية والمصالح الحكومية المهمة ودور العبادة وجميع المنشآت الحيوية وقامت قوات الأمن بغلق الشوارع المحيطة بمديرية الأمن والمراكز الشرطية. كما تم نشر القوات بمحيط ديوان عام المحافظة والبنوك والمستشفيات العامة والكنائس علاوة على وجود أكمنة ثابتة ومتحركة لفرض الحالة الأمنية خاصة على الطرق العامة والرئيسية.
الى ذلك اتهم حزب الوفد أجهزة مخابرات خاصة بالوقوف وراء اغتيال النائب العام أول أمس، والتفجيرات التي وقعت بسيناء اليوم، هدفها إفشال مصر، معتبراً أن نوعية الأسلحة المستخدمة والتخطيط الذي يتم من خلاله هذه العمليات الإجرامية، غير متوفر للتنظيمات الإرهابية، ولا تستطيع القيام به إلا دول لديها إمكانيات كبيرة.
يشار الى أن مصر تطبق منذ فترة حالة منع تجول ليلية في بعض مناطق سيناء، ويقوم الجيش المصري بشن غارات على بعض المواقع الارهابية المنطوية تحت جناح ما يسمى بجماعة "انصار بيت المقدس" التي أعلنت مبايعتها لـ"دعش" وانضمامها الى صفوفه وسمت نفسها "الدولة الاسلامية-ولاية سيناء" في شمال المنطقة. وقتل خلال هذه المواجهات اكثر من 60٠ من افراد الامن بحسب الحكومة المصرية التي عملت على إنشاء منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة في محاولة لمنع تهريب الاسلحة وتسلل المسلحين المتطرفين التي تقول إنهم يستخدمون الأنفاق التي تربط قطاع غزة بشمال سيناء.
ولكن جماعة بيت المقدس الارهابية استمرت في عملياتها، حيث تبنت في 2 نيسان الماضي، قتل 15 جنديا في هجمات متزامنة في شمال سيناء، كما تبنت أيضا في 12 من الشهر ذاته، قتل 11 من افراد الامن هم 6 عسكريين و5 شرطيين، في هجومين منفصلين احدهما ضد مدرعة للجيش والثاني تفجير مركز للشرطة في العريش.