الوقت - على وقع تجاهل السعوديّة كافّة الدعوات الدولية لرفع الحصار عن اليمن معرّضة حياة الملايين للخطر، وبالتزامن مع عجز ميداني غير مسبوق ظهرت معالمه في دخول مرحلة الرياض حيّز التنفيذ، أجرى موقع الوقت التحليلي الإخباري مقابلة مع كل من الإعلاميين اليمنيين أمين الحاكم وعبد السلام عبدالله جحاف، إليكم نصّ المقابلة:
الوقت: لماذا نرى لجوء دول تحالف العدوان إلى تشديد الحصار بعد ثلاث سنوات على فشل خيارها العسكري؟
الحاكم: بعد الفشل المخزي وبعد التهوّر الذي قامت به السعوديّة عبر شنّ الحرب الغاشمة دون أي سبب، ودون أي شرعية بل كان يراد منها حرب إبادة للشعب اليمني، وبعد أن أعلنت الحرب من داخل البيت الأبيض كان التدخل الإماراتي والسعودي، إلا أنّهم تفاجئوا بالصمود الأسطوري للشعب، صمود لم يكونوا يتوقّعوه إلى أن دام لأكثر من 1000 يوم. هناك معادلات موجودة، فالعدو كان يراهن على السلاح والدعم الأمريكي والبريطاني، إلا أنّه أيضاً كان يراهن على ضعف الشعب اليمني الذي لا يمتلك سلاحاً. قبيل استقالة هادي عملت أمريكا على توريد السلاح وكانوا يتوقعون انهيار الشعب اليمني لكنّهم فشلوا واليوم يذهبون إلى الحصار واستخدام جميع الأوراق حتى يضربوا عزيمة الشعب اليمني، لكن هذا الشعب ارتقى بمشروعه فقد استطاع أن يصنع السلاح، يصنع الطائرات من دون طيار والصواريخ التي تصل إلى الرياض وما بعد الرياض والقادم ان شاء لله أعظم، فمهما استمر العدوان سيستمر الصمود وينكسر.
الأستاذ جحاف: فقدت دول العدوان كل ما لديها من أوراق. الآن الحصار المفروض على اليمن منذ ثلاث سنوات تشدّده دول العدوان بطريقة غير مسبوقة لم تحصل في أيّ دولة من دول العالم. الغرض من ذلك تركيع اليمنيين، وجعل الشعب اليمني تسلّم بالإرادة التي تخلقها السعوديّة ومن خلفها أمريكا و"اسرائيل" وما لم ينجح فيه العدوان خلال ثلاثة أعوام لن ينجح فيه بأي طريقة كانت.
الوقت: كيف ترون دور قوات الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان؟ وما مدى شعبيتهم بين الأطياف اليمنية؟
الحاكم: لولا الجيش واللجان لسقط الشعب اليمني، في المقابل يستمد هؤلاء قوتهم من الشعب في رفد الجبهات. لولا هذه المعادلة لكان اليمن دويلات داعشيّة كان سيمزّق مثل ما مزقت ليبيا ولكن الدور الذي قامت به قوات الجيش واللجان دور رئيسي في صد العدوان، وهذه القوات هي صاحبة القرار اليوم في اليمن هي من دافعت عن البلاد هي من قدّمت التضحيات، وأمّنت الشعب سواء في الداخل أو الخارج. الشعب اليمني وكافّة الأحرار التفوا حول الجيش واللجان الشعبية، لتصبح أمل الشعب.
الأستاذ جحاف: الجيش واللجان وقفوا أمام اكبر آلة سلاح وامبراطورية مال في العالم، واستطاعوا أن يواجهوها على مدى ثلاث سنوات، ولو لم يكن الشعب اليمني بمثابة حاضنة رئيسة ورافد أساسي للجيش واللجان الشعبيّة لما استطاع أن يفعل كلّ ذلك ولما استطاع أن يواجه العالم خلال ثلاث سنوات وحتى الآن.
الوقت: ما سرّ الصمت الغربي تجاه المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني حتى الآن؟
الحاكم: الغرب هو من أعلن الحرب. الغرب في المثلث الشيطاني الأمريكي البريطاني الإسرائيلي هو من أعلن الحرب، وهم من أرادوا المشروع الجديد والشرق الأوسط الجديد، وكان منها ما يسمى بالربيع العربي في اليمن وسوريا، لكنهم تفاجئوا بهذا الزخم من الصمود ومن الصبر. نحن لا نراهن على الغرب، لنا تجربة معهم، فقد مرّ على القضية الفلسطينية حوالي 70 سنة أين الغرب فكل يوم يُقتل الفلسطينيون وتغتصب أراضيهم ومقدّساتهم. الغرب يريد الاستعمار يريد أن يسيطر على المناطق الحيوية. الغرب يريد أن يشنّ حرباً على حزب الله، لماذا حزب الله؟ لأنه يدافع عن أرضه، لأنه طرد الإسرائيلي من أرضه، ولكن بعد الانتصارات المتتالية ليس آخرها في سوريا والعراق، صبّ الغرب جام غضبه على الشعب اليمني، إلا أن الشعب اليمني كان غضبه أكبر.
الأستاذ جحاف: نحن نعلم أنّ الغرب مجتمع مصالح لا تهمّه الانسانيّة ولا تهمه معاناة الشعوب. الغرب يتكسّب ويعيش على معاناة المستضعفين في العالم. ولم نرَ الغربيين مطلقاً إلاّ متشدّقين بما يسمّى حقوق الانسان والانسانيّة، وما يجري في اليمن وغالبية الدول مثال واضح على نفاق الغرب ونفاق المجتمعات التي تسمّي نفسها مجتمعات حقوقيّة.
الوقت: نسمع بين الفينة والأخرى عن خلافات بين الإمارات والسعوديّة في اليمن، ليس آخرها لجوء محمد بن سلمان إلى حزب الإصلاح وتهديده قيادة عسكرية يمنية تابعة للإمارات، ما هي حقيقة هذه الخلافات؟
الحاكم: العالم يعلم بأسره أن السعوديّة والإمارات هما مجرّد غطاء للتدخل، لأن الأمريكيين لا يستطيعون بعد أن فشلوا في بلاك وتر في تعز، فقد كان هناك حضور كبير لبلاك وتر إلا أن الجيش اليمني نجح في كسر بلاك وتر وأُجبرت على الانسحاب. فالأمريكيون هم من يقودون الحرب كونهم لا يستطيعون دخولها بشكل مباشر فيأتون بأسماء ومسميات. عندما شنّ صدّام حسين الحرب على ايران كان صدام مسمّى، وإلاّ من قاد الحرب فهي أمريكا، عندما دخل الإخوان المسلمون إلى أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفييتي كان مسمّى، وكانت أمريكا وراء الحرب. ما يجري اليوم مشابه، فهناك مؤامرة تحبك من قبل أمريكا، هي من تقود الحرب التي أُعلنت من داخل البيت الأبيض، بينما قال الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إننا تفاجئنا بـ"عاصفة الحزم"، اذا كان الرئيس الذي يدعون شرعيته يقول نحن تفاجئنا بهذه الحرب ولا نعلم، وبالتالي فإن السعودية والإمارات مجرد أداة لضرب الأمة الإسلاميّة. من ضرب سوريا كانت السعودية على رأسهم، ومن ضرب العراق كانت السعودية على رأسهم.
الأستاذ حجاف: لنضع الأمور في مسمّياتها نستطيع أن نقول هناك سباق بين الإمارات والسعوديّة لاسترضاء الأمريكي. أي أن الإمارات تسابق السعوديّة لأداء خدمات أفضل لصالح الأجندة الأمريكية ليس إلاّ، لذلك هؤلاء لا يمكن أن يتّفقوا مطلقاً لأنه ليس لديهم مشروع إنّما ينفّذون مشروع أمريكي صهيوني.
الوقت: إلى أين يتّجه اليمن؟
الحاكم: يتّجه اليمن إلى النصر وعلى الشعوب الساكتة أن تتحرّك قبل أن لا ينفعها تحرّكها، الشعب اليمني ينتظر وقوف الأحرار إلى جانبه، وسيأتي اليوم الذي يشكر فيه الشعب اليمني من وقف معه، الشعب الذي كان يملك قبل الحرب السلاح الشخصي، اليوم يملك الطائرات والدفاع الجوي والصواريخ والقوّة البحرية الضاربة. باختصار بات الشعب اليمني قوّة فاعلة في المنطقة.