الوقت- تخلت الدول المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، عن مطالبها بالالتزام الكامل بتلبية قائمة المطالب الـ13 التي اشترطت عليها مقابل إنهاء المقاطع، وذلك بعد وصول هذه الدول إلى طريق مسدود.
وبعد يومين على التصعيد الدبلوماسي القطري ومطالبتها بمحاكمة دول الحصار في لاهاي، قال دبلوماسيون سعوديون وإماراتيون وبحرينيون ومصريون لصحفيين في الأمم المتحدة إن دولهم تريد الآن من قطر أن تلتزم بستة مبادئ عامة، وذلك وفقاً لشبكة بي بي سي الأمريكية.
ووفقاً لبي بي سي، تشمل هذه المبادئ الالتزام بمكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء الأعمال الاستفزازية والتحريضية، مؤكدة أنه لم يصدر أي تعليق عن قطر التي تنفي دعمها للإرهابيين.
ولم يصدر أي تعليقٍ فوري من مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة، علياء أحمد بن سيف آل ثاني.
وكانت قطر رفضت الالتزام بأي من الشروط التي وصفتها بأنها تهدد سيادتها وتنتهك القانون الدولي، ونددت "بالحصار" الذي فرضته عليها دول الجوار.
وقال الدبلوماسيون، في مؤتمر مع الصحفيين المعتمدين في منظمة الأمم المتحدة، إن بلدانهم ترغب في حل الأزمة ودياً.
وقال مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، إن وزراء خارجية الدول الأربع اتفقوا على ستة مبادئ يوم 5 يوليو/ حزيران في القاهرة، وإنه “سيكون من السهل على قطر الالتزام بها”. وأضاف أنه لا “مجال للتنازل” عن المبادئ، ولكن الطرفين سيتفقان على كيفية تنفيذها.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المعلمي، قوله، إن إغلاق الجزيرة قد لا يكون ضروريا، ولكن المطلوب هو وقف التحريض على العنف وخطاب الكراهية. وأضاف “إذا كان ذلك لن يتحقق إلا بإغلاق الجزيرة، فلا بأس، وإذا تم ذلك دون إغلاق الجزيرة فلا بأس أيضاً، فالمهم هو تحقيق الأهداف والمبادئ”.
وحذرت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة، لانا نسيبة، من أن “رفض قطر قبول المبادئ الأساسية لتحديد مفهوم الإرهاب والتطرف سيجعل من الصعب عليها البقاء في مجلس التعاون الخليجي”.
من جانبها، قالت وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي، ريم الهاشمي، إن الدول الأربع تعتقد أن واشنطن تلعب دورا بناء ومهما جدا في إيجاد حل سلمي للخلاف، ووصفت المذكرة الأمريكية القطرية حول محاربة الإرهاب ووقف تمويله والتي تم التوقيع عليها مؤخرا بالدوحة، بأنها "خطوة ممتازة".
وأوضحت أن دول المقاطعة تأمل في أن ترى قريبا مزيدا من الخطوات من هذا القبيل واتخاذ إجراءات أكثر قوة، وشددت على أن الكرة أصبحت الآن في ملعب قطر.
السعودية والإمارات والبحرين "لا تمثل مجلس التعاون"
على صعيد متّصل، قال سفير قطر لدى البرازيل، محمد بن أحمد الحايكي، إن ما وصفها بـ"دول الحاصر" فشلت في "خنق قطر اقتصادياً وسياسياً"، معتبراً أنها أمام ما وصفه بـ"الطريق المسدود"، وأنه حان الوقت لتتراجع، على حد تعبيره.
وأضاف الحايكي في مقابلة مع صحيفة "كوريو برازيلينز" البرازيلية ونقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا": "طلبات دول الحصار غير قابلة للتنفيذ.. وسيكون من الأفضل لدول الحصار العودة والاستماع إلى الأصوات الحكيمة في الخليج الفارسي كدولة الكويت وسلطنة عمان."
وتابع السفير القطري: "لقد اتهمونا بكل الموبقات ولكنهم عجزوا أن يقدموا دليلاً واحداً لدعم مزاعمهم"، مستطرداً: "لم تكن نواياهم محاربة الإرهاب لأن الإرهاب وجد له تربة خصبة في تلك الدول التي تتهمنا به،" على حد قوله.
ورأى المسؤول القطري أن توقيع مذكرة تفاهم بين قطر والولايات المتحدة حول مكافحة الإرهاب "يعطي إشارة واضحة للعلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين،" لافتاً إلى أن توقيع وزير الدولة لشؤون الدفاع، خالد بن محمد العطية، على عقد شراء 36 طائرة من طراز F-15 من أمريكا بعد 6 أيام من قطع العلاقات، وإرسال الولايات المتحدة سفينتين حربيتين إلى الدوحة لإجراء مناورات عسكرية مع الجيش القطري كانت "رسالة واضحة للدول المحاصرة للعدول عن أية نوايا أخرى يضمرونها ضد دولة قطر،" على حد تعبيره.
وقال السفير: "دول الحصار لا تمثل دول الخليج(الفارسي) ولكنهم يمثلون أنفسهم فقط فمجلس التعاون مكون من ست دول، والسعودية ومعها الإمارات والبحرين هم على رأس الحملة ضد قطر ولا يحق لهم الحديث باسم مجلس التعاون بأكمله،" على حد قوله.
وتتضمن قائمة الشروط التي وضعتها الدول العربية لقطر يوم 22 يونيو/ حزيران، إغلاق شبكة الجزيرة الإخبارية، وإغلاق القاعدة الجوية التركية، وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، وخفض العلاقات مع إيران.
ورفضت قطر الالتزام بأي من الشروط التي وصفتها بأنها تهدد سيادتها وتنتهك القانون الدولي، ونددت “بالحصار” الذي فرضته عليها دول الجوار.