الوقت- قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي إن سوريا شهدت خلال الأيام الماضية تغييرا يعتبر الأكثر أهمية حيث تحركت القوات الحكومية السورية في الجنوب الشرقي باتجاه الحدود العراقية.
وتابع الموقع: إن الخطة الأصلية كانت استعادة منطقة التنف إلى الجنوب الغربي لتأمين المعبر الحدودي للطريق السريع بين دمشق وبغداد هناك، لكن التنف كان محتلا من قبل الغزاة الأمريكيين والبريطانيين والنرويجيين وبعض قواتهم بالوكالة، فقد هاجمت طائراتهم قوافل الجيش السوري فكانت الخطة الأمريكية هي الانتقال من منطقة التنف شمالا باتجاه نهر الفرات، ومن ثم السيطرة على جنوب شرق سوريا بأكمله، لكن سوريا وحلفاءها قاموا بخطوة غير متوقعة ومنعوا تلك الخطة فعلى الجانب العراقي تسير عناصر من الوحدات العسكرية الشعبية تحت قيادة الحكومة العراقية للقاء القوات السورية على الحدود.
وقد فشلت الخطط الأمريكية في جنوب سوريا، في الغرب وكذلك في الشرق، وما لم تكن إدارة ترامب مستعدة لاستثمار المزيد من القوى الكبيرة، ستشن حربا على الحكومة السورية وحلفائها هناك بينما ستستعيد القوات السورية على مر الزمن جميع الأراضي (اللون الأزرق) في الجنوب التي يحتجزها حاليا مختلف الوكلاء الأمريكيين والمجموعات الإرهابية الأخرى.
وفي الشمال الغربي، تتركز الجماعات المتمردة التكفيرية حول إدلب شمالا، هذه المجموعات برعاية المال السعودي والقطري والتركي، وقد أدى الوضع الأخير بين قطر ودول الخليج الأخرى إلى إضعاف حالة إدلب ودخولها في مزيد من الفوضى، حيث تحارب الجماعات التي ترعاها السعودية الآن الجماعات القطرية والتركية، وهذه الصراعات تأتي على رأس العداوات الأخرى بين القوات الموالية للقاعدة وتلك التابعة لحركة أحرار الشام، بينما قوات الحكومة السورية تبقى محافظة في الشمال حيث أبقت حدودها مغلقة، وفي نهاية المطاف ستتحرك القوات الحكومية وتدمر كل من تبقى من الارهابيين في سوريا.
وفي وسط الخريطة، تشير الأسهم السورية (الحمراء) إلى المناطق الصحراوية الوسطى التي تحتلها قوات داعش والتي تتراجع نحو الشرق (الأسهم السوداء)، وفي الوقت الذي تتحرك فيه القوات الحكومية السورية في وقت واحد من الشمال والغرب والجنوب، تحقق تقدما سريعا على بعد عدة كيلومترات من الأرض وخلال الشهر الماضي، تم تحرير 000 4 كيلومتر مربع وأكثر من 100 قرية ومدينة، وفي غضون أسابيع قليلة، استعادوا جميع مناطق داعش (اللون البني) الذي كان يحتفظ بمناطق تصل إلى خط نهر الفرات والحدود السورية العراقية.
وتابع الموقع الكندي: بدأت المعدات العسكرية الروسية في الآونة الأخيرة بالوصول إلى سوريا، وسوف تكون هناك حاجة لعبور نهر الفرات واستعادة المناطق الشمالية، وفي الوقت نفسه، تدعم الولايات المتحدة القوات الكردية (الأسهم الصفراء) التي تهاجم مدينة داعش في مدينة الرقة، وتدعي القيادة العسكرية الروسية أن الأكراد والولايات المتحدة توصلوا إلى اتفاق مع داعش للسماح لمقاتليه بمغادرة الرقة باتجاه الجنوب والشرق، التقدم السريع الذي يبذله الأكراد في أخذ المدينة يدعم هذا الادعاء، ويبدو أنه لا يوجد هناك بالكاد أي مقاومة من تنظيم "داعش" الارهابي.
واستطرد الموقع: إن جميع قوات داعش التي تركت في سوريا، من القادمين من الرقة وكذلك من المناطق الصحراوية، تتحرك شرقا على طول نهر الفرات باتجاه مدينة دير الزور، فهناك ما يقارب من 100،000من المدنيين منحازين للحكومة وحامية الجيش السوري منذ فترة طويلة، حيث يتم تزويد الناس المحاصرين عن طريق الجو، وقد قامت الحامية العسكرية السورية منذ فترة طويلة بإيقاف قوات داعش المهاجمة، ولكن مع وصول الآلاف من قوات "داعش" الجديدة إلى المدينة، فإن القوات الحكومية في خطر حقيقي فيجب أن يتم نقل التعزيزات إلى المدينة لإبقاء داعش خارج المدينة، فالبديل الأفضل بكثير هو خط الإغاثة على الأرض، حيث يتم التحضير لتحرك جديد من القوات الحكومية باتجاه دير الزور، ويمكن للمرء أن يأمل فقط بأن تصل القوات الحكومية في الوقت المناسب، وقد شنت القوات القطرية والسعودية والتركية، التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية، حربا استمرت ست سنوات ضد سوريا وشعبها، لكن تنظيم "داعش" الارهابي يتقلص بسرعة وهزيمته باتت قريبة، وقد توقفت المحاولة الامريكية للحصول على ارض في الجنوب، ولو تغير الولايات المتحدة هجومها واسع النطاق على سوريا مع قوات الجيش الخاصة بها لكانت الحرب على سوريا قد انتهت.
وتابع الموقع: إنه لا تزال هناك حاجة إلى استعادة العديد من المناطق من قبل القوات السورية، وسيتعين اجراء مفاوضات حول مناطق فى الشمال هي حاليا تحت السيطرة التركية او الامريكية، وسيتعين التوصل إلى مزيد من التسويات، لكن الحرب الاستراتيجية واسعة النطاق ضد سوريا قد انتهت الآن.