الوقت- تحدثت قناة فوكس نيوز الأمريكية اليوم الثلاثاء عن الأزمة التي تتفاعل بين السعودية وقطر، حيث وفي إشارة إلى دولة قطر اعتبرت أن أحد حلفاء أمريكا في المنطقة قد تم عزلها بشكل رسمي من قبل بعض الدول الخليجية المجاورة. والسبب اتهامات تتعلق بالتعاون مع إيران وتقديم الدعم للإرهابيين، اتهامات رفضتها قطر واعتبرتها غير صحيحة وردة فعل هذه الدول غير مبررة.
يضيف تقرير الفوكس نيوز: "هذه الأزمة بين حلفاء أمريكا تتفاعل في وقت تضغط أمريكا على هذه الدول لزيادة مواجهتها للإرهاب". تضيف القناة إن هذه الأزمة الدبلوماسية ستشكل تحدي للسياسة الأمريكية في المنطقة. معتبرة أن دولة قطر تحتل موقعا مهما بالنسبة لأمريكا خاصة أن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية تقع في ذلك البلد وتحتوي على 11 ألف عسكري أمريكي.
وفي نفس السياق فقد نشر معهد "ستراتفور" تغريدة على تويتر اعتبر فيها أن اشتعال الأزمة بين قطر والدول الخليجية الأخرى، سيؤدي لإضعاف السياسة الأمريكية الرامية لتشكيل ناتوعربي.
أما الملاحظة المهمة في التقرير الذي بثته قناة فوكس نيوز المحسوبة على المحافظين وهو عدم الاشارة الواضحة للموقف الأمريكي، وقد يكون السبب أن الموقف الأمريكي الرسمي إلى الآن لا يزال ضبابي. حيث أن التصريحات الأمريكية بهذا الخصوص كانت محدودة جدا وهو ما يثير التساؤل عن السبب وراء ذلك.
فعن الأزمة الدائرة أعلن "ادريان غالوي" المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" البارحة تعليقا على قطع بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر أن لا نية لتغيير الموقف من قطر، كما أن نشاط المقاتلات الأمريكية التي تشارك في طلعات جوية باتجاه سوريا والعراق وأفغانستان لن يتغير وستستمر أمريكا في الاستفادة من قاعدة العديد الجوية في قطر.
أما وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون" فقد أطلق خلال زيارته لأستراليا تصريحا حول الأزمة طلب فيه من كافة الأطراف ضبط النفس وحل المسائل العالقة بالنقاش وبطريقة سلمية.
هذه المواقف الأمريكية التي لم تقف بشكل حاسم إلى جانب أحد من الطرفين، اعتبرها البعض أنها من الممكن تُفهم ضوء أخضر أمريكي للسعودية والإمارات للقيام بخطوات عسكرية اتجاه الدوحة تصل لتغيير النظام هناك، مقابل اعتبار البعض هذا الأمر بمثابة تشجيع أمريكي للتأزيم دون السماح بالانجرار لحرب، والهدف الابتزاز السياسي والمالي للطرفين.
هذه المواقف الأمريكية التي يمكن وصفها بالرمادية إن صح التعبير، تأتي في وقت أعلنت السعودية والإمارات ومعها مصر والبحرين وبضع دول أخرى صباح البارحة قطع علاقاتها مع دولة قطر، مصعدة بإقفال الحدود البرية السعودية القطرية، والجوية والبحرية مع الدول الأخرى، لتصبح قطر جزيرة لا منفذ بري لها، كما أن منافذها البحرية والجوية أصبحت محدودة إلا مع إيران. وتبقى التطورات والأيام القادمة كفيلة بتسليط الضوء أكثر على حقيقة الموقف الأمريكي من أزمة تجمع حلفاء أساسيين له في منطقة ملتهبة بالأصل.