الوقت- في قرار مفاجئ و غير متوقع، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرأي العام الامريكي من جديد وذلك بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) "جيمس كومي" الذي كان يقود تحقيقاً حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسة الأميركية.
نص رسالة الاقالة
واستند ترامب في قرار الاقالة الى توصية من وزير العدل والمدعي العام الأمريكي، "جيف سيشنز" (كان مستشارا لحملة ترامب قبل أن يختاره الرئيس لقيادة وزارة العدل)، ونائبه "رود روزينشتاين" حيث قال ترامب في رسالة بعثها لكومي: "إنني أتفق مع الحكم الصادر عن وزارة العدل بأنكم غير قادرين على قيادة المكتب بفعالية. ومن الضروري أن نجد قيادة جديدة لمكتب التحقيقات الفدرالي والتي ستعيد ثقة الناس به وبمهمته الحيوية لإحلال القانون".
وفي هذا الخصوص علق روزنشتاين على الموضوع "لا أستطيع الدفاع عن تعامل المدير مع ما خلص إليه التحقيق في الرسائل الإلكترونية للوزيرة كلينتون ولا أفهم رفضه قبول الحكم...بأنه أخطأ".
كيف تبلغ جيمس كومي الخبر؟!
وتفاجئ كومي بالخبر كما الكثيرون، حيث ذكرت وسائل الاعلام الامريكية "كومي" تلقى نبأ اقالته عبر شاشات التلفاز عندما كان يلقي محاضرة لموظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي في لوس انجليس.
وفي هذا الشأن أشارت مصادر من الكونغرس الأميركي إلى أن وكالات الإستخبارات لم تتبع البروتوكولات المعهودة، و لم تعطى أي إشعار مسبق حول قرار إقالة كومي.
ردود أفعال
الحزب الديمقراطي
وكانت أبرز ردود الافعال المنددة لقرار الاستقالة قد صدرت من قبل أعضاء الحزب الديمقراطي مع أنهم يعتبرون "كومي" السبب الرئيسي في خسارة كلينتون للانتخابات الرئاسية العام الماضي. حيث شبّه البعض قرار ترامب بـ"مذبحة ليلة السبت" (1973) حين أقال الرئيس ريتشارد نيكسون مدعيا خاصا مستقلا يحقق في "فضيحة ووترغيت".
وقال العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب جون كونيرز، إن "الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم يزيل تماما أي مظهر من مظاهر التحقيق المستقل في المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية".
اما زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور "تشاك شومر"، قال إنه تلقى اتصالاً من ترامب حول اقالة "كومي" وأبلغه بأنه ارتكب خطأ كبيراً بهذا القرار، مشيراً إلى أنه يجب أن يجري التحقيق حول روسيا بعيداً قدر الامكان عن البيت الأبيض.
ووصف رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي توم بيريز، قرار ترامب باقالة كومي بالـ "تعسفي قاس ومسيء للسلطة".
أيضاً اعتبر نائب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي كيث أليسون، في بيان له أن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي دليل على أزمة دستورية، مشيراً إلى أن الظروف المحيطة بخروج كومي، الذي يقترب من التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفدرالي بين روسيا وحملة الرئيس ترامب، تثير تساؤلات حول مصداقية بديله.
وأعربت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، عن غضبها حول اقالة كومي وتصرفات الرئيس الامريكي، قائلةً "قرار الرئيس ترامب المفاجئ بطرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي يمثل أحد أسوأ الانتهاكات التي يتعرض لها الفرع التنفيذي، ولا يمكننا أن نقف متفرجين ونشاهد التآمر المحتمل مع قوة أجنبية معادية لتقويض الديمقراطية الأميركية"، كما طالبت الكونغرس بالعمل فوراً على إنشاء لجنة مستقلة من الحزبين لمتابعة علاقة "ترامب - روسيا" بعيدة عن محاولات الادارة لاسكاتها.
الجمهوريين
وعبر السيناتور الجمهوري جون مكين عن أسفه لاقالة كومی قالاً "أشعر بخيبة أمل من قرار ترامب حول إقالة كومي".
وأضاف مكين أن "قرار اقالة كومي يؤكد الحاجة الملحة إلى تشكيل لجنة من الكونغرس للتحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية".
ورحب السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام بقرار ترامب باقالة كومن و قال: "صعب لجميع الأطراف المعنية لكنه بداية جديدة ستخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي والبلاد بشكل جيد، مشجعاً ترامب على اختياره المهنيين الأكثر تأهيلاً الذين يخدمون مصالح البلاد".
يذكر أن جيمس كومي تسلم منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي في عام 2013 لمدة 10 سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن كومي كان يجري تحقيقاً في الصلات المزعومة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بروسيا، والتي نفى وجودها البيت الأبيض والكرملين على حد سواء أكثر من مرة.