الوقت- حسم الوسط الفرنسي معركة الرئاسة بتقدّم المرشح إيمانويل ماكرون، وهو أصغر رئيس فرنسي، في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة 66% في مواجهة منافسته من اليمين المتطرف مارين لوبن، إلاّ أن الصحافة الفرنسية والعالمية قرأت هذا الانتصار السياسي بشكل مختلف، بخلاف أوروبا التي أبدت ارتياحاً واضحاً لخسارة لوبن.
الصحافة الفرنسية: انتصار تحت الضغط
بنظرات مختلفة قرأت الصحافة الفرنسيّة فوز ماكرون في الانتخابات الرئاسيّة، ففي حين اعتبرت صحيفة "لوموند" أن هناك اسبابا عدة لاعتبار أن فوز ماكرون "نسبي" موضحة أن "العديد من الفرنسيين لم يصوتوا لصالح مرشح، بل ضد اليمين المتطرف" فضلا عن وجود نسبة قياسية من الامتناع عن التصويت والاوراق البيض والاوراق اللاغية، رأت صحيفة "لوفيغارو" اليسارية أن هناك أكبر نسبة امتناع عن التصويت منذ العام 1969 فضلا عن تشتت الناخبين في اربع تكتلات، وتوقعت الصحيفة انتخابات تشريعية صعبة بالنسية إلى الرئيس الجديد.
من جانبها، أوضحت صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية، أنّ الأمر يتعلق بـ"انتصار تحت الضغط" لأن "النسبة الكبيرة للامتناع عن التصويت، رغم التهديد الذي يمثله اليمين المتطرف، هي إشارة الى عدم وجود رضا عن الرئيس الجديد".
وفي حين حيت صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية من جهتها "خيار الامل" مع وجود "وجه جديد لفرنسا، شاب وجريء"، وجدت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية أن "معركة جديدة تبدأ" من اجل "تحدي السياسات الليبرالية التي اعلنها الرئيس الجديد".
الصحافة الأوروبيّة: ارتياح واضح
وأما أوروبا الأكثر ترقّباً لنتائج الانتخابات الفرانسية خشية فوز اليمين المتطرّف، فقد أبدت صحافتها ارتياحاً واضحاً حيال فوز ماكرون، فقد اعتبرت صحيفة “فرانكفورتر ألغميني زيتونغ” الألمانيّة أن “أوروبا تجنبت كابوسا، لقد تم تجنب ما لا يمكن تصوره، فرنسا لن تكون بقيادة امرأة من اليمين المتطرف، الانتصار الواضح لإيمانويل ماكرون يعطي ثقة، لكن يتعين على أوروبا ألا تتوهم كثيرا”.
وأمّا صحيفة “تاغس تسايتونغ” اليسارية فقد اعتبرت أن “الفوز الواضح لايمانويل ماكرون هو مصدر ارتياح كبير لفرنسا”.
وفي بريطانيا، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن إيمانويل ماكرون في طريقه إلى الإليزيه لكنه قد يجد الحكم صعبا.
وأضافت الصحيفة أن تفوق المرشح الوسطي لا يمكن نكرانه، لكن بدون حصوله على دعم من حزب راسخ ربما لن يكون لديه ما يكفي لضمان استطاعته على الحكم.
في إسبانيا، كتبت صحيفة “إل باييس” أن “فرنسا اختارت ماكرون واحتوت الشعبوية”. وأضافت “وفرنسا قالت لا، ان فوز ايمانويل ماكرون المؤيد لاوروبا والمصرفي السابق الليبرالي احتوى موجة السخط الشعبوي التي انتصرت في تشرين الثاني/نوفمبر في الانتخابات الرئاسية الاميركية وقبل الاستفتاء البريطاني”. وتابعت الصحيفة “بعد البريكست وترامب، لن يكون هناك لوبن”.
أما في سويسرا، كتبت صحيفة “لو تان” أن ماكرون “الرجل الجديد نجح في رهانه الجنوني، فأبعد من مستوى الامتناع عن التصويت والتطرف نحو اليمين واليسار وتفسخ الاحزاب التقليدية، فإن الدرس الاساسي في السابع من ايار/مايو هو ان فرنسا اختارت رجلا جديدا لبدء تحولها”.
وفي روسيا، اشارت صحيفة “فيدوموستي” الى ان الفرنسيين اختاروا “المرشح الذي يمثل المبادئ الاساسية للجمهورية الخامسة الحكم عبر نخبة مؤهلة والالتزام بالتكامل الاوروبي”.
اما صحيفة “غازيتا.رو” الالكترونية فلفتت الى ان على الرئيس الجديد “أن يلبي مطلب التغيير”.
صحافة أمريكية وآسيوية
وأما في أمريكا، فقد رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في فوز ماكرون "ارتياحا كبيرا لاوروبا"، في حين وجدته صحيفة واشنطن بوست فرصة قصيرة الأجل لـ"أوروبا"، وأن فوز ماكرون لن ينهي مشاكل فرنسا.
وأوضحت الصحيفة إن "ماكرون" بعد فوزه سيدعم عدة قيم جيدة مثل التسامح الديني، والمشاركة الفرنسية في المجتمع الدولي مثل الإتحاد الاوروبي، ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وبالتالي فإن هذا سوف يخفف من المخاوف السائدة في الداخل والخارج".
وأضافت الصحيفة: "حتى لو فاز ماكرون، الذي يصف نفسه بالوسطي المدافع عن القيم الليبرالية والإتحاد الأوروبي، فسوف يجد الكثير من المشاكل التي تنتظره، وسيواجه العديد من التحديات. وتابعت الصحيفة، "أن هزيمة لوبان قد تساعد في الحد من دوافع التعصب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ألمح إلى تعاطفه معها،
وفي آسيا، كتبت صحيفة “ذي سيدني مورنينغ هيرالد” ان “فرنسا صوتت للأمل”، مشيرة أيضا الى ان هذا الاقتراع شكل “ارتياحا لاوروبا”.