الوقت- قال موقع وورلد سوشاليست الأمريكي على لسان الكاتب "اليكس لانتير" أنه أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية فإن فرنسا والشعب الفرنسي يتجه نحو الأسوأ، ولهذا ينبغي على الشعب الفرنسي أن يقاطع الانتخابات.
وتابع الموقع بالقول: سيصوت عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء فرنسا في الانتخابات الرئاسية في خضم أزمة سياسية لم يسبق لها مثيل وفي ظل حالة الطوارئ التي تعلق الحقوق الديمقراطية للشعب الفرنسي حيث يشكل اختيار الناخبين صراعا حقيقيا للنخبة الحاكمة في فرنسا.
واستطرد الموقع: هناك مارين لوبان من الجبهة الوطنية الفاشية الجديدة، من نسل النظام النازي الفرنسي في الحرب العالمية الثانية، والتي أشادت بالانتخابات التي قام بها دونالد ترامب في برنامج "أمريكا أولا" وطالبت فرنسا بالتخلي عن الاتحاد الأوروبي والعملة الأوروبية من أجل القيام بأقصى ضرر اقتصادي على ألمانيا، الشريك التجاري الرئيسي لفرنسا، وعلى الصعيد الداخلي قالت إنها ستستخدم حالة الطوارئ وجهاز التجسس الالكتروني الشامل لإقامة ديكتاتورية الشرطة الفاشية، وحظر الهجرة، وإنهاء التعليم المجاني للأطفال غير الفرنسيين، وفي المقابل يوجد خصم لوبان، وهو ماكرون الذي يدعم حملة حلف شمال الأطلسي ضد سوريا وكوريا الشمالية وروسيا، التي تهدد باستفزاز بالحرب بين القوى المسلحة نوويا، كما يدعو إلى عودة المشروع العسكري، أما على الصعيد الداخلي فإنه يعتزم الحفاظ على حالة الطوارئ واستخدامها، جنبا إلى جنب مع قانون العمل لتمزيق العقود الإدارية في البلاد والحقوق الاجتماعية، بما في ذلك الرعاية الصحية العامة والمعاشات، التي فاز بها العمال الأوروبيون على مدى أجيال من النضال في القرن العشرين.
وتابع الموقع: أيا كان المرشح الفائز، فإن فرنسا ستحكمها حكومة تمثل مصالح رأس المال وهي مكرسة لبرنامج الحرب الطبقية داخل البلاد والحرب الإمبريالية خارج حدودها، وسط انتشار الصراع الطبقي في فرنسا لا بل في أوروبا، أي إنه وبعد ربع قرن من الحرب وتقشف الاتحاد الأوروبي في أعقاب حل الاتحاد السوفياتي، يقول ثلثا الشعب الفرنسي إن الصراع الطبقي هو واقع الحياة اليومية، وبشكل أخص بين الشباب، الذين لم يعرفوا سوى الانهيار الاجتماعي والاقتصادي الذي تكشف منذ انهيار وول ستريت 2008، وقال 61 بالمئة من الفرنسيين الذين تقل أعمارهم عن 34 عاما إنهم مستعدون للمشاركة في "انتفاضة واسعة النطاق" ضد النظام السياسي، فأكثر من 60 في المئة من الشباب أعطى نفس الجواب في بريطانيا والسويد والنرويج وفنلندا وإيطاليا واسبانيا واليونان والبرتغال والمجر وبلغاريا ورومانيا.
وتابع الموقع: تستند الدعوة إلى خدمات التوظيف العامة بين العمال والشباب وقد أظهرت التجربة الكاملة للصراع الطبقي الدولي، الذي يمتد لأكثر من قرن، العواقب السياسية المميتة للدخول في تحالفات انتخابية مع أي حزب برجوازي، فمرارا وتكرارا، أدت تبعية الطبقة العاملة إلى حزب رجعي واحد إلى كوارث سياسية، أي إنه لا توجد مناورة انتخابية ذكية يمكن أن تحل الأزمة السياسية التي تواجه الطبقة العاملة، إن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات هي صحيحة لأنها تثير الوعي السياسي للطبقة العاملة وتعدها للنضال الحقيقي.
وقال الموقع: إن العديد من العمال في فرنسا يعلمون انه يتم تكثيف الهجمات على الطبقة العاملة، وممارسة المزيد من الانتهاكات من قبل الأحزاب الحاكمة التقليدية، ومن الضروري رفض الإطار الرجعي بأكمله لهذه الانتخابات والنظام السياسي الذي أنتجه بالأساس، ويتعين على الطبقة العاملة أن تقدم بديلا سياسيا مستقلا خاصا بها، بدءا من مقاطعة نشطة لسريان يوم الأحد.
وقال الموقع: إنه ينبغي على الشعب الفرنسي أن يتذكر حركة جان-لوك ميلينشون الفرنسية والحزب المناهض للرأسمالية الذي حجب المعارضة فجميع هذه القوى الزائفة في الانتخابات لن تؤدي إلا إلى دعم جهود الفاشيين الجدد لتقديم أنفسهم على أنهم الحزب الوحيد المناهض للأزمات التي تستشري في فرنسا ما يزيد من سلطتهم في حالة انتخاب أنصارهم.
واختتم الموقع: وبينما ينهار النظام السياسي الفرنسي فإن السبيل الوحيد للمضي قدما هو مقاطعة سياسية واعية للانتخابات والعودة إلى الطريق الثوري، ففي النهاية المؤسسة السياسية الفرنسية متأصلة في أزمة قاتلة في النظام الرأسمالي العالمي، الذي يغرق في هاوية الحرب والدكتاتورية، ومن أجل شن هجوم ثوري مضاد تحتاج الطبقة العاملة إلى حزبها الخاص وقيادتها السياسية، حيث يناشد العمال والشباب بالانضمام إلى النضال من أجل بناء الطليعة السياسية للطبقة العاملة في فرنسا.