الوقت- شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات ومستجدات متسارعة على الساحة السورية، حيث يواصل الجيش العربي السوري مدعوما بالتشكيلات الشعبية، تنفيذه للعمليات النوعية ضد اوكار وتجمعات التنظيمات الإرهابية التي تتلقى دعما مباشرا من تركيا والسعودية وقطر ومن ورائهم امریكا، موقعاً في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين بريفي حماة وإدلب، بالإضافة الى العديد من المناطق السورية الأخرى. فيما يشهد الشارع السورى حالة ترقب وانتطار لنتائج العمليات، خاصة في ظل ما تشهده المعارك من تقدم ملحوظ للجيش العربي السوري ومطاردته للإرهابين، فيما تلجأ الجماعات المسلحة الى استخدام العمارات والمناطق السكنية وأهالي المناطق کدروع بشرية، وهو التكتيك الذي تعتمده الجماعات التكفيرية منذ بداية عدوانها على سوريا .
محافظة حماة وإدلب :
وفي هذا الإطار تتوارد المعلومات من مصادر عسكرية داخل الجيش السوري، أن معارك عنيفة لا زالت تخوضها الوحدات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في محيط مدينة جسر الشغور، فيما سجلت العشرات من الجثث العائدة للجماعات التكفيرية بالإضافة الى تدمير عدد من الآليات وعربة مفخخة عند المدخل الجنوبي للمدينة. فيما تمكن سلاح الجو من تدمير تجمعات للإرهابيين في كفرلاتا ومعربليت وفيلون وبكفلون ورتلا في ريف إدلب وأوقع أعدادا من الإرهابيين قتلى ومصابين، فيما تؤكد مصادر تسجيل حالات فرار للعديد من الإرهابیين في معارك جسر الشغور .
فيما تشهد الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب إغارات ليلية تشنها الطائرات الحربية السورية في محيط بلدة القاهرة، مسجلة خسائر في الأرواح والعتاد. يأتي ذلك بعد يوم واحد من تدمير الجيش تجمعات لإرهابيي “جبهة النصرة” وأسلحة وعتاد حربي في العنقاوي ورسم أحمر وكركات والقاهرة بريف حماة وإيقاع العشرات منهم قتلى ومصابين. فيما تؤكد مصادر مطلعة أن النسبة الأكبر من أفراد التنظيمات الإرهابية تأتي عن طريق الحدود التركية، وهو ما تعده انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وخاصة القرارين 2178 و 2170 .
ريف دمشق وجرود القلمون :
أما في ريف دمشق والذي يشهد تقدما مستمرا لوحدات الجيش السوري، فقد تمكنت وحدات من الجيش والقوات المسلحة القضاء على إرهابيين سعوديين وأردنيين في ضربات محكمة نفذتها اليوم على أوكار التنظيمات الإرهابية التكفيرية في الغوطة الشرقية وجرود القلمون الشمالية. وعلى الأطراف الجنوبية لمدينة دوما قضت على الإرهابي الأردني “أديب العبيدات” والسعودي “فهد المزيدي” والفلسطيني “زهير النملة وعبدو الرحمن وعبدو الشامي” ودمرت لهم 3 آليات بما فيها من أسلحة وذخيرة .
إلى ذلك أوقعت وحدة من الجيش أفراد مجموعة إرهابية بين قتيل ومصاب ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة في مزارع حرستا الشمالية. وفي جبال القلمون الشمالية واصلت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عملياتها في رصد تحركات الإرهابيين وضرب أوكارهم في جرود بلدات المشرفة وعسال الورد وراس المعرة وقضت على العديد من إرهابيي “جبهة النصرة” الذين يتسللون عبر الحدود المشتركة مع لبنان بدعم وتمويل من تيار المستقبل ونظام آل سعود الوهابي .
محافظة حمص ومحيطها :
أما في محافظة حمص، فقد تمكنت وحدات من الجيش السوري من تكبيد المجموعات التكفيرية خسائر فادحة في الأفراد والعتاد، خلال ضربات مكثفة على أوكاره في ريف حمص الشرقي. وقال مصدر عسكري مطلع إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت الليلة الماضية وصباح اليوم عمليات نوعية على تجمعات الجماعات التكفيرية في قرى عرشونة والمدراجة ورجم العالي ورجم القصر الواقعة على بعد نحو 75 كم شرق مدينة حمص أسفرت عن ايقاع العديد من القتلى والمصابين بين صفوفه .
كما واشار المصدر إلى أن عمليات الجيش طالت أوكارا للإرهابيين في قرية رحوم على الحدود الادارية مع محافظة الرقة أسفرت عن مقتل العديد منهم وتدمير أسلحة وعتاد حربي كان لديهم. وكانت وحدات من الجيش دمرت أمس أوكارا للإرهابيين التكفيریين في قرى رسم الطويل ورسم السبعة ومنوخ وأم صهيريج وأم الريش والخريجة ورحوم في ريف حمص الشرقي .
وفي ريف تدمر قال المصدر إن وحدات من الجيش نفذت عملية دقيقة على آليات التكفيریين أسفرت عن تدمير اثنتين منها تدميرا كاملا بما فيهما من أسلحة وذخيرة وإرهابيين قرب البئر 105 النفطي في جبل الشاعر. وتأتي عملية الجيش في منطقة جبل الشاعر في إطار سلسلة عمليات مكثفة لحماية آبار النفط والغاز في المنطقة من اعتداءات التكفيریين الذين يعمدون إلى سرقة النفط والغاز وتهريبه للخارج بتواطوء مفضوح مع الحزب التركي الحاكم .
محافظة الحسكة :
في محافظة الحسكة وجهت وحدات من الجيش ضربات دقيقة على بؤر إرهابيي التكفيريين في مدينة الشدادي بريف الحسكة أسفرت عن إيقاع قتلى في صفوفه بينهم عدد من المتزعمين الميدانيين. وذكر مصدر في المحافظة أن الجيش نفذ عملية محكمة على وكر للإرهابيين بمساكن المئتين وسط المدينة خلال اجتماع لهم مؤكدا أن العملية أصابت هدفها المحدد بدقة وأسفرت عن مقتل جميع المتواجدين داخل الوكر .
في سياق متصل تمكنت وحدات الجيش من تدمير أسلحة وذخيرة في ضربة دقيقة وجهتها إحدى وحدات الجيش على تجمعاتهم قرب فندق مدينة الشدادي الواقعة على بعد 50 كم جنوب مدينة الحسكة، فيما يرتكب التكفيريون جرائم ومجازر ويقومون بأعمال إبادة وتهجير جماعي للأهالي وحولوا مدينة الشدادي إلى معقل رئيسي يقتادون إليه المختطفين حيث اقتادوا اليها مؤخرا العشرات من أهالي قرى تل شاميرام وتل هرمز وعددا من أهالي قرى ناحية تل تمر بريف الحسكة .
وكانت وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية احبطت هجوما ارهابيا شنه التكفيريون في السابع والعشرين من الشهر الماضي على نقاط عسكرية جنوب مدينة الحسكة وفجرت سيارتين مفخختين لهم قبل وصولهما الى حاجز جنوب غرب مدينة الحسكة بنحو 15 كم .
قضاء دير الزور وريفها :
يأتي ذلك بعد تمكن وحدات الجيش السوري من القضاء على العديد من المرتزقة التكفيريين بريف دير الزور، حیث استهدفت وحدات من الجيش السوري تجمعات واوكارا للمرتزقة التكفيریين المدعومین من الحزب الحاكم في تركيا ومن يساندهم، وقضت على عدد منهم وأصابت آخرين كما دمرت آليات وأوكارا .
وقد ذكر مصدر في المحافظة أن وحدات من الجيش استهدفت تجمعات واوكارا للتكفيريین في قرية حطلة شرق مدينة دير الزور ما ادى الى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين وتدمير أوكار وتجمعات لهم. وتواصل وحدات من الجيش بالتعاون مع التشكيلات الشعبية ملاحقة التكفيریين في دير الزور وريفها حيث تم دحرهم من العديد من المناطق .
أمام هذا المشهد الذي يتزايد فيه الدعم للتكفيريین وبشكل غير مسبوق، وبالرغم من كل التحليلات والتوقعات المعادية، يستمر الجيش السوري وبالتعاون مع التشكيلات الشعبية، في إحراز المزيد من التقدم، وإلحاق المزيد من الخسائر في صفوف التكفيريين، والوقائع على الأرض خير شاهد على أن إرادة الشعب لا يمكن أن تهزم مهما كبر حجم المؤامرات، فإرادة الشعب هي المنتصرة لا محال .
