الوقت- أطفال، نساء، عجزة وعائلات بلا مأوى، أينما ولوا وجههم، فإن قذائف التحالف الذي تقوده السعودية تخترق أجسادهم، لتنثر هذه القذائف الانشطارية حقد المملكة على المدنيين العزل، يموت أطفال اليمن جوعاً بينما نرى صوراً لأمراء خليجيين يتناولون الهمبرغر المغطى بالذهب، كم يجب أن يُقتل من أبناء اليمن حتى يرتوي آل سعود وحلفائهم؟!.
بات من المعيب أن نسأل لماذا هذا الصمت الدولي، الأحرى بنا أن نسأل لماذا هذا الحقد الدولي على شعب لم يتجه نحو الكعبة إلا للصلاة والتعبد، لربما أزعج مملكة النفط أن الرئيس الأشقر السمين طالبها بدفع ضريبة باهظة تضاف إلى فاتورة حمايته لها، ما دفع زعماء المملكة لصب جام غضبهم على الشعب اليمني.
وفي جديد الحقد الدولي على اليمن، ما أعلنته في الأمس منظمة العفو الدولية، عن استخدام تحالف العدوان على اليمن لقنابل عنقودية برازيلية الصنع، من المفترض أنها محظورة دولياً، ورغم حظرها واستخدام السعودية لها، لم يتجرأ المجتمع الدولي حتى بإصدار أي تنديد باستخدمها ضد الشعب اليمني.
وقالت المنظمة في بيان لها أن قنابل عنقودية تم إلقائها على ثلاث مناطق مكتظة بالسكان وعلى مساحات زراعية وسط صعدة، يوم 15 شباط/فبراير الماضي. وأشارت إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة شخصين على الأقل بجروح خطيرة في محافظة صعدة.
ووثقت منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان، استخدام السعودية أكثر من 7 أنواع من الذخائر العنقودية المحظورة دولياً ، في أكثر من ثلاث مناطق يمنية خلال عام ونيف، ففي 6 ديسمبر/كانون الأول 2016 قامت قوات التحالف بضرب مواقع قريبة من مدرستين في محافظة صعدة، أدت إلى مقتل مدنيَّين اثنين وإصابة 6 آخرين على الأقل، بينهم طفل.
كما قامت قوات تحالف العدوان على اليمن بهجوم على منطقة أحما في صعدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2015، مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص على الأقل، كذلك الأمر في أيار/مايو 2016، حيث عثرت منظمة العفو الدولية على مزيد من الأدلة على النوع نفسه من الذخائر العنقودية في قرى بمحافظة حجة، على بعد 30 كيلومتراً عن الحدود مع السعودية.
وأتت أول التعليقات على استعمال السعودية للقنابل العنقودية من بيروت، على لسان مديرة قسم البحوث في منظمة العفو الدولية، لين معلوف، التي أكدت أن محاولات السعودية لتبرير استعمالها الذخائر العنقودية وادعائها أنها تتوافق مع القانون الدولي، هي محاولات عبثية، فهذه الأسلحة خطيرة جداً وقد سببت أضرار جسيمة في صفوف المدنيين المحاصرين.
وقالت معلوف "إن الذخائر العنقودية أسلحة غير تمييزية، بحكم طبيعتها، وتلحق أذى لا يمكن تصوره بحياة المدنيين. واستعمال مثل هذه الأسلحة محظور بموجب القانون الإنساني الدولي العرفي تحت كل الظروف".
وأضافت مديرة البحوث أنه "وفي ضوء الأدلة المتزايدة باطراد، بات مُلحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تنضم البرازيل إلى الاتفاقية الدولية بشأن الذخائر العنقودية، وأن تتوقف المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء في التحالف عن استعمال أية ذخائر عنقودية".
وفي السادس من ديسمبر، امتنعت والسعودية والبرازيل والولايات المتحدة عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار حظي بدعم أغلبية ساحقة لفرض حظر دولي على استخدام الذخائر العنقودية.
واعترفت قوات التحالف بقيادة السعودية في 19 ديسمبر/كانون الأول 2016، بأنها استخدمت ذخائر عنقودية بريطانية الصنع بكميات محدودة على حد تعبيرها، رغم أنها أعلنت أنها ستتوقف عن استخدام هذه القنابل.
تحتوي الذخائر العنقودية على ما بين عشرات ومئات الذخائر الصغيرة، التي تنفجر في الهواء وتنتشر بصورة عشوائية على منطقة واسعة تصل مساحتها إلى مئات الأمتار المربعة، وكثير منها لا ينفجر ويخلف ذخائر صغيرة غير منفجرة تشكل تهديدا لفترة طويلة بعد انتهاء النزاع. ويمكن أن يتم إسقاطها أو إطلاقها من طائرة، أو إطلاقها، كما هو الحال هنا، عن طريق صواريخ أرض-أرض.
واستعمال الذخائر العنقودية من قبل أي دولة وإنتاجها وبيعها ونقلها محظورة وفقاً للاتفاقية التي وقعت من قبل 100 دولة في اوسلو عام 2008، والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 2010.
وتجدر الإشارة إلى أن القنابل العنقودية التي يستخدمها التحالف في عدوانه على اليمن، هي صناعة شركة "افيبراس" البرازيلية وهي ذخائر يطلقها سلاح "استروس 2" القادر على إطلاق عدة صواريخ يحتوي كل صاروخ منها على 65 ذخيرة بوتيرة مكثفة وسريعة، لمسافة 80 كلم.
ووفقاً لتقرير أعدته الأمم المتحدة، قالت فيه أن الصراع في اليمن أسفرعن مقتل 7400 شخص، وأدى إلى إصابة 40 ألف آخرين، منذ بداية العدوان السعودي في مارس/ آذار 2015 حتى الآن.