الوقت- ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الاثنين أن نحو 800 ألف طفل قد فروا من منازلهم في شمال شرق نيجيريا بسبب الصراع مع جماعة "بوكو حرام" الإرهابية .
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة بأن عدد الأطفال اللاجئين قد زاد على الضعف خلال العام الماضي بسبب فرارهم إلى تشاد والنيجر والكاميرون وفي داخل نيجيريا .
وقال مانويل فونتين، المدير الإقليمي لليونيسيف لشؤون غرب ووسط أفريقيا إن "العشرات من الفتيات والفتيان فقدوا في نيجيريا - تم خطفهم وتجنيدهم من جانب الجماعات المسلحة وهوجموا" أو تم استخدامهم كدروع بشرية أو يضطرون إلى الفرار من العنف .
وتعتبر جماعة بوكو حرام من أكثر الجماعات الارهابية تطرفاً، وقد تسببت منذ نشأتها عام 2012 بمقتل أكثر من 10 آلاف ضحية وتهجير أكثر من 1.5 مليون من بيوتهم، كما تحرم الجماعة التعليم بالمدارس التقليدية وتعليم الفتيات، حيث استهدفت الجماعة التلاميذ والمعلمين وقامت بتخريب أو تدمير أكثر من 300 مدرسة وقتلت ما لا يقل عن 196 معلماً و314 تلميذا حتى نهاية 2014، بحسب المنظمة .
وكان زعيم جماعة بوكو حرام قد أعلن الشهر الماضي بيعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الارهابي، الأمر الذي رد عليه التنظيم الارهابي بقبول البيعة وذلك في تسجيل صوتي بثته مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية للجماعة الارهابية. كما حث داعش المسلحين الذين لا يتسنى لهم الانضمام إلى صفوف مسلحيها في العراق وسوريا على الالتحاق بجماعة بوكو حرام النيجيرية للمساعدة في مد حدود ما أسمته "دولة الخلافة" لتشمل أفريقيا .
وقد بلغ إرهاب جماعة بوكو حرام المتطرفة حد اختطاف 276 فتاة من مدرستهن في مدينة تشيبوك في شمال شرق البلاد، الأمر الذي أثار موجة إدانة عالمية. وقامت الجماعة الارهابية ببيع الفتيات وتزويجهن بالإجبار. وما زال هناك أكثر من 200 فتاة في عداد المفقودين .
وفي حدث متصل، عمد أزواج عشرات النساء اللواتي أرغمن على الزواج بمسلحين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام المتشددة، إلى قتلهن قبل استعادة القوات الحكومية مدينة باما في شمال شرقي نيجيريا، لتجنب وقوعهن في أيدي الجيش النيجيري .
وأفاد موقع "المرصد" ان شهود عيان أكدوا أن المتشددين الذين هربوا من تقدم الجيش الذي أعلن أمس الاثنين أنه استعاد مدينة باما، كانوا يتخوفون من القتل أو الانفصال عن نسائهم، وعمدوا إلى قتلهن حتى لا يتزوجن بغيرهم .
ويزعم المسلحون المتطرفون انهم "إذا ما قتلوا نسائهم، فسيبقين طاهرات حتى يصعدن إلى السماء حيث يلتئم الشمل ".
هذا وتبذل الحكومة النيجيرية مساعيها للقضاء على هذه الجماعة المتطرفة، إلا أن انخفاض اسعار النفط انعكس سلباً على قدرة الحكومة على تمويل الحرب ضد الارهاب، مما أثار موجة انتقاد عارمة في الأوساط النيجيرية ضد قرار السعودية التي أصرت على عدم خفض إنتاجها من النفط الأمر الذي تسبب بانخفاض كبير في أسعار النفط العالمية .