الوقت- أحكم الجيش واللجان الثورية اليمنية سيطرتهم الكاملة على جميع مناطق محافظة عدن بعد فرار ميليشيات الرئيس المستقيل هادي والمجموعات التكفيرية، كما قتل عسكري سعودي من حرس الحدود وأصيب عشرة اخرون خلال تبادل لإطلاق نار مساء الاربعاء الماضي في احدى المناطق الحدودية مع اليمن .
وتمكنت قوات الجيش واللجان الثورية من السيطرة على قصر المعاشيق الرئاسي في عدن والمناطق المحيطة به وموقع جبل حديد العسكري، وأفيد عن إغلاق قناة عدن التابعة لهادي بعد السيطرة على مقرها كما نجحت القوات في دحر الجماعات التكفيرية من العديد من مناطق محافظة مأرب شمال شرق البلاد وسيطرت على مديرية حريب وتقدمت باتجاه محافظة شبوة من الشمال .
وشهدت منطقة كريتر جنوبي عدن ، مواجهات عنيفة عند محاولة مسلحي هادي الدخول إلى منطقة خور مكسر المحاذية في مساعٍ لتأسيس حيز ساحلي آمن يتيح لقوات التحالف الخليجي السعودي تنفيذ إنزال بحري في المنطقة الجنوبية .
في سياق متصل أفادت مصادر يمنية رفيعة ان الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من تطهير معسكر بدر وأحياء السعادة والسلام والاحمدية وحي المستشفى الجمهوري إضافة الى حي اكتوبر في مدينة عدن .
وأضافت المصادر ان "وحدات الجيش اليمني تؤازرها اللجان الشعبية تمكنت بعون الله من تطهير جبل حديد في عدن الذي يعتبر أكبر وأرفع الجبال المطلة على محافظة عدن"، وأشارت الى ان "جبل حديد يضم أكبر مخازن السلاح لوزارة الدفاع علما أنه قد تم نهبه سابقا من قبل ميليشيات الفار عبد ربه منصور هادي"، وأكدت المصادر انه "حصل تقدم من محور اخر من العريش الى المصعبين الى دار سعد ومعسكر سلاح المهندسين والسيطره عليه وصولا الى جوله السفينة ".
سكان مدينة عدن أفادوا بأن وحدات من الجيش تقدمت ايضا في منطقة خور مكسر كما دخل الجيش منزل اللواء علي محسن الأحمر ومنزل الرئيس عبد ربه منصور هادي .
واستُشهد ثمانية اشخاص بعد استهدافهم من قبل حرس الحدود السعودي في منطقة رازح، كما دمرت غارات الجوية المعادية منشآت مدنية في الأطراف الشمالية لمدينة عدن جنوب اليمن .
ومن بين الأماكن التي تم استهدافها فندق الاتحاد الواقع على طريق عدن ـ تعز، ومصنع عدن للفيبرغلاس وإحدى وكالات السيارات .
إلى ذلك نفى مصدر في حركة أنصار الله ما تردد عن إنزال بري لجنود أجانب في الميناء، وذلك بالتزامن مع اليوم الثامن للعدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن .
من جهة أخرى أكد مصدر أمني في ميناء عدن، جنوبي اليمن، إنه “لم يتم إنزال جنود في الميناء ”.
وأضاف “ما حصل هو أن بارجة صينية أرست في الميناء، وقامت بإجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول الأخرى (لم يسمها) من اليمن، وشوهد عدد من الجنود خارج البارجة يقومون بحراستها”، مشيراً إلى أن هؤلاء الجنود ليسوا تابعين للتحالف الذي تقوده السعودية في العدوان على اليمن .
وتابع:” الجنود عادوا إلى البارجة التي أقلت نحو 230 شخصاً، وواصلت سيرها ”.
من جانبها، أكدت الخارجية الروسية أن لصوصاً نهبوا القنصلية الروسية في عدن، موضحة "أن موسكو لا تتعاطى مع محاولات تلبيس الحوثيين تهمة الاعتداء ".
وقالت الوزارة إن "الخبراء يؤكدون أن القنصلية الروسية في عدن تضررت نتيجة القصف الجوي ".
وقد هبطت طائرتان روسيتان يوم الخميس الماضي في مطار صنعاء لإجلاء رعايا روس واجانب، في حين ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنّ الأسطول الروسي أجلى من عدن رعايا كلّ من روسيا واوزبكستان واوكرانيا وبيلاروسيا والأردن ومصر وليبيا من اليمن .
وكالة الانباء الرسمية السعودية (واس) نقلت عن وزارة الداخلية ان حرس الحدود في إحدى نقاط "المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن بمنطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية ما أدى الى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة بجروح (غير مهددة للحياة) ".
وأوضح المتحدث الامني باسم الوزارة ان إطلاق النار حدث اثناء قيام "رجال حرس الحدود بمهامهم، ما اقتضى الرد على مصدر النيران بالمثل والسيطرة على الموقف بمساندة القوات البرية ".
وفي تطور ميداني، بدأت فرق من الجيش السعودي بتفكيك أجزاء من السياج الحديدي على شكل منافذ أو بوابات عبور على امتداد الحدود مع اليمن، وتحديداً من جهة المزرق باتجاه الملاحيظ وصولا إلى حرض وهي مناطق تطل على صعدة وحجة .
في سياق متصل تحدّثت مصادر إعلامية عن سيطرة مسلحي "القاعدة" بشكل شبه تام على محافظة حضرموت، بعد مهاجمة هؤلاء مقاراً حكومية وعسكرية حيث دارت اشتباكات عنيفة في محيطها .
وأفادت التقارير أنّ 60% من عناصر التنظيم الذين هاجموا مدينة المكلا هم من خارج حضرموت ومن جنسيات أجنبية .
السعودية أحرقت كل أوراقها
من جهته، قال الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبدالسلام أن السعودية أحرقت كل أوراقها بإعلانها الحرب على اليمن .
وأضاف: ان اليمن لم يسئ الى أحد ولهذا فهم يصطنعون المبررات للعدوان على الاخرين .
وأوضح عبدالسلام ان النظام السعودي كشف عن تعاونه مع الجماعات الارهابية وان عدوانه يأتي لمنع الشعب من الإجهاز على الجماعات الارهابية، مؤكدا ان الموقف الأمريكي والعربي والأوروبي أثبت أنه مع "الكيان الإسرائيلي ".
ولفت عبدالسلام الى ان الشعب اليمني لم يمتص الضربة فحسب بل استطاع ان يخطو خطوات مهمة في مواجهة التحديات .
وتابع قائلاً: "إن من سيدخل اليمن كعدو سيدخل في مستنقع لن يخرج منه إلا مهزوماً، فاليمنيون يعملون ليلاً ونهاراً للدفاع عن بلدهم وكل الخيارات مفتوحة أمام اليمنيين ".
وإذ أكد أن الصراع سياسي وليس طائفياً أو بين ايران والسعودية ولا توجد ايران في اليمن، أشار إلى ان هناك تحركاً روسياً، مثمّناً دور موسكو السياسي والداعي للحلّ عبر الحوار .
واعتبر عبد السلام أن عملية نهب القنصلية الروسية في عدن "هي للرد على الموقف الروسي الرافض للحرب ".
وشكر القيادي اليمني باكستان على موقفها "الرافض للمشاركة بالحرب ضد اليمنيين ".
وقال إنه لم "تتبلور حتى الساعة رؤية للحلول المقترحة ونحن ندرك أن الحوار هو الحل"، لكنه أكد أن "هناك اقتراحات كثيرة لإجراء حوار في دولة اخرى بعيدة عن الضغوط ونحن على تواصل مع المبعوث الأممي جمال بن عمر ".