الوقت- يزداد المشهد الأمريكي الداخلي هشاشةً بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية حيث تتواصل المظاهرات التي تخلّلتها أعمال عنف لليوم الرابع على التوالي في مختلف الولايات الأمريكية.
فبعد مشهد دموي شهدته واشنطن خلال العامين الماضي والجاري بسبب التمييز العنصري وعمليات القتل التي طالت المواطنين السود، يبدو أن المشهد الداخلي الأمريكي في حقبة ترامب، لا يقل خطورةً وغموضاً عن العلاقات الخارجية الأمريكية حيث وصل الأمر ببعض المتظاهرين للمطالبة بالإنفصال عن أمريكا عبر استفتاء.
مطالبات بالانفصال في ولاية كاليفورنيا
فقد انطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو لانفصال ولاية كاليفورنيا عن أمريكا عبر استفتاء سيقام في خريف 2019، بالتزامن مع مظاهرات في أجزاء مختلفة من البلاد؛ احتجاجا على فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وذكرت مجلة "تايم" الأمريكية، أن ناشطون فى كاليفورنيا دعوا سكان ولايتهم إلى احتجاجات أطلقوا عليها "Calexit"، وتعنى "خروج كاليفورنيا"، مستوحين ذلك من مصطلح "Brexit"، الذى استخدم للتعبير عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ولقيت الدعوات للاحتجاج انتشارا واسعا على موقع "تويتر".
وتلقى الحملة دعما من أشخاص معروفين، أبرزهم "شيرفن بيشيفار"، أحد المستثمرين في شركة "أوبر" والذي وعد بتمويل حملة لتحويل كاليفورنيا إلى بلد مستقل إن فاز ترامب بالرئاسة.
وفي وقت سابق ذكر موقع "يو إس إيه توداي" الأمريكى، أن ذكر، أن محتجين غاضبين من فوز ترامب انطلقوا فى الشوارع بجنوب كاليفورنيا شرق أمريكا وتسبب البعض منهم فى وقف حركة النقل وإضرار فى الممتلكات.
وأحرق متظاهرون دمية لـ"ترامب"، وحطموا نوافذ غرفة الأخبار لموقع "أوكلاند تريبيون"، وتظاهر مئات الطلاب فى شوارع بيركلى وسان خوسيه، وأكثر من 200 شخص فى مدينة أوكلاند، وأغلقوا الشوارع مرددين هتافات هذه شوارعنا، وهذا ليس رئيسنا.
وأورد موقع "يو إس ويكلي" الأمريكى أن المغنية الشهيرة ليدى جاجا توجهت إلى برج دونالد ترامب حيث مقره الانتخابى فى نيويورك، ورفعت لافتة مناهضة له بعد فوزه فى الانتخابات، وقالت على صفحتها بـ"تويتر" أن دونالد يفرقنا بشكل متهور.
مظاهرات في مختلف الولايات الأمريكية
لم تقتصر المظاهرات الأمريكية على ولاية كاليفورنيا، ففي وسط مدينة لوس أنجلوس تجمع حشد من الأمريكيين الغاضبين، وشوهوا بعض الممتلكات، ورسموا على الجدران رسمًا جرافيتيًا يهين ترامب. كذلك، تجمع مئات الطلاب في حرم "جامعة كاليفورنيا" رافعين لافتات كتب عليها "دامب ترامب" (تخلوا عن ترامب) و"الحب ينتصر على الكراهية".
وقالت إحدى المتظاهرات وتدعى ديزي ريفيرا (24 عاما) لوكالة فرانس برس "في البدء قبلت بانتخابه، ولكن عندما رأيت خطاب الإقرار بالهزيمة الذي ألقته هيلاري كلينتون الأربعاء لم أتمكن من التوقف عن البكاء".
وأضافت "لا يمكنني أن أصدق أننا انتخبنا هذا العنصري والمعادي للأجانب والكاره للنساء، رئيسا".
من جانبه، قال نورمان إيزمان، ضابط شرطة بلوس أنجلوس: إن نحو 200 شخص تظاهروا بالقرب من مركز الولاية فضلا عن 50 آخرين كانوا فى ميدان بيرشينج، ولم يتم اعتقال أى شخص.
وفي سان فرانسيسكو الواقعة إلى الشمال من لوس أنجلوس احتشد حوالى ألف شاب وشابة، غالبيتهم من تلامذة الثانويات، في مسيرة احتجاجية انطلقت من الحي المالي نحو مبنى البلدية. وردد المتظاهرون الذين قطعوا السير شعار "هذا ليس رئيسنا".
ونقلت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل عن إحدى المتظاهرات وتدعى باميلا كامبوس (18 عاما) قولها "نحن نتظاهر لأننا نريد الدفاع عن حقوقنا ونستحق أن يستمع إلينا".
وأضافت "دونالد ترامب عنصري. إنه يهاجم كل المهاجرين وكل المسلمين. لقد رأيت كل رفاقي في الصف يبكون".
كما تظاهر آلاف الطلاب في العديد من المدن في شمال كاليفورنيا، ولا سيما في نابا وهايوورد.
وفي ضاحية نيويورك تجمع حوالى 200 شخص في ميدان واشنطن في قرية غرينتش للاحتجاج على فوز ترامب.
بدورها شهدت مدينة بالتيمور الواقعة إلى الجنوب على الساحل الشرقي تظاهرة شارك فيها مئات الطلاب.
وبحسب وسائل إعلام أميركية فقد شهدت مدن عديدة في ولاية تكساس تظاهرات طلابية مماثلة.
احتجاجات بورتلاند واريغون تتحول إلى مواجهات عنيفة
وأما في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون الأمريكية، أفضت المظاهرات التي شهدتها الولاية الأمريكية، إلا اندلاع أعمال عنف اعتراضا على انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا، وردد المتظاهرون شعارات "ليس رئيسنا" و"لتكن أمريكا آمنة للجميع".
وتجمع آلاف المتظاهرين في مركز المدينة الواقعة في غربي أمريكا ، وقام بعضهم بتحطيم واجهات المحلات التجارية وزجلج السيارات، وإلقاء المفرقعات وقلب حاويات القمامة. وقد اعتقلت الشرطة 29 شخصا .
وحذر المتظاهرون، الذين تراجعت أعدادهم، من أن رئاسة ترامب ستؤدي إلى حالة انقسام عميق فيما يتعلق بقضايا العرق والجنس.
وقد أطلقت الشرطة الأمريكية الأمريكية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين احتجاجا على انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وقالت الشرطة إن الفوضويين اندسوا بين المتظاهرين وقاموا بأعمال الشغب بما فيها الاعتداء على الشرطة وتخريب السيارات والمحال التجارية. كما خرج المتظاهرون في عدد من المدن الأمريكية الكبرى بما فيها لوس أنجيليس وفيلادلفيا ودنفر ومينيا بوليس وهم يهتفون "إنه ليس رئيسي".
ترامب يرد على المظاهرات: أنا فخور بكم
وفي خطوة لاحتواء الوضع، نشر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" تحمل أول رد منه على الاحتجاجات التي خرجت منذ إعلان نتيجة الانتخابات صباح يوم الأربعاء الماضي، اعتراضا على فوزه بها.
وقال في تغريدته إنه أحب شغف "المجموعات الصغيرة من المحتجين" من أجل أمريكا، التي وصفها ببلده العظيم، وأكد فيها أنه يسعى للتفاهم مع جميع الأمريكيين معبرا عن فخره بهم.
وفي وقت سابق، وصف ترامب الاحتجاجات ضده بأنها غير عادلة، بعد نجاحه في الانتخابات التي وصفها بانها كانت مفتوحة وناجحة.