الوقت- مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين المرشحين الجمهوري "دونالد ترامب" والديمقراطية "هيلاري كلينتون" هدد أنصار ترامب باندلاع ثورة في الشوارع وأعمال شغب وعنف إذا خسر مرشحهم في هذا السباق الرئاسي.
وأعلن الكثير من أنصار ترامب المنضمّين لمجموعتين تطلق إحداهما على نفسها اسم "قوة أمن الـ 3%" فيما تحمل الأخرى اسم "حراس القسم" بأنهم لن يتوانوا في استخدام السلاح في حالة فوز كلينتون، مشددين على أنهم "سيفعلون كل ما يمكن من أجل خلعها من الرئاسة" في إشارة إلى كلينتون.
ويثير تلويح أنصار ترامب بالعنف قلقاً في أمريكا، لاسيّما إن ترامب كان قد حذّر ولمرات عديدة من إمكانية التلاعب في الانتخابات ورفض أن يؤكد ما إذا كان سيقبل بنتائجها إذا لم يفز، وهو ما أثار المخاوف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري من نقل سلس للسلطة. ويشكو ترامب في خطاباته مما يعتبره تآمراً من منابر الإعلام واختلاقاً للأكاذيب، لأجل ترجيح كفة منافسته الديمقراطية.
ويظهر استطلاع للرأي عدم ثقة الناخبين الجمهوريين بنزاهة الانتخابات، حيث أكد 69 في المئة من هؤلاء الناخبين إنهم "ستكون لديهم شكوك جدية" بشأن دقة عملية فرز الأصوات، فيما عبّر آخرون عن اقتناعهم بأن كلينتون لن تتمكن من هزم ترامب سوى عبر تزوير الانتخابات.
ونقلت مصادر إعلامية عن مؤسس "قوة أمن الـ3%" كريس هيل قوله: "هذه هي الفرصة الأخيرة لانتشال أمريكا من خرابها، معرباً عن كراهيته لفترة حكم أوباما وضيقه من أن كلينتون ربما تسير في نفس سياساته". وأعلن أنه سيقود جماعته إلى واشنطن يوم الاقتراع للدفاع عن المحتجين إذا كانت هناك حاجة للدفاع عنهم.
وأكد هيل إنّ مجموعته لن تتردد في "اتخاذ خطوات ملموسة" إذا حاولت كلينتون نزع السلاح عن مالكيه، وقال: "سأكون هناك لمساعدة أهلي ومنع نزع أسلحتهم، وسأقاتل وسأقتل وربما أموت خلال ذلك".
وتعتبر الانتخابات الرئاسية الحالية أكثر الانتخابات تقسيماً للمجتمع الأمريكي منذ عقود طويلة. وهناك مخاوف من أن يتم إعلان الأحكام العرفية في عموم البلاد بعد إعلان النتائج، خصوصاً وإن الكثير من وسائل الإعلام تغذي نبرة الكراهية والغضب التي تشعر بها كل مجموعة تجاه الأخرى.
في هذا السياق ذكر موقع "وولد سوشاليست" الأمريكي على لسان الكاتب المعروف "باتريك مارتين" إن الانتخابات الأمريكية الحالية كشفت حالة الاشمئزاز الكبيرة التي تجتاح الشارع الأمريكي تجاه الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وقال الموقع إنّ استطلاع للرأي أجراه مركز "سي بي أس" يوثق اشمئزاز الشعب الأمريكي تجاه الحملة الانتخابية للعام الحالي 2016 واغترابهم عن الحزبين التي تسيطر عليهما الشركات التجارية الكبرى.
وأشار المركز إلى أن أكثر من ثمانية من بين كل عشرة ناخبين غير متحمسين على الاطلاق لهذه الانتخابات، حيث ينظر أغلبية الناخبين إلى ترامب وكلينتون على أنها غير شريفين وغير مؤهلين لقيادة البلاد.
في غضون ذلك عبّر الكثير من المراقبين عن خشيتهم من أن تنزلق أمريكا نحو الفوضى لأن الكثيرين سيصابون بالإحباط وقد يعملون لتغيير الوضع بأيديهم، خاصة إذا ما قررت كلينتون تجاوز التعديل الثاني في الدستور، الذي يعطي الحق للأمريكيين بامتلاك السلاح. وكان ترامب قد دعا في وقت سابق أنصار حمل السلاح إلى الوقوف في وجه منافسته الديموقراطية.
وكانت "الرابطة الوطنية للسلاح"، أبرز منظمات لوبي الأسلحة الفردية الأمريكية، دعت إلى التصويت لصالح ترامب ما يعزز سيطرته على اليمين الأمريكي. وعدّلت الرابطة خطابها لتصبح مدافعة عن الحرية الفردية إستناداً إلى التعديل الثاني للدستور الذي يضمن في رأيها الحق الفردي غير المشروط في حيازة أسلحة نارية للدفاع عن النفس. وردّ ترامب لاحقاً على هذا الخطاب بمضاعفة الوعود لناشطي الرابطة.
من جانبها رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مقال استقصائي مزيجاً من القلق والغضب وخيبة الأمل بين أنصار ترامب وهم يتابعون التقارير حول احتمال خسارته في الانتخابات، كما تظهر ذلك استطلاعات الرأي.
وأضافت الصحيفة: إنه خلف الهتافات الحماسية التي تسود التجمعات الجمهورية، هنالك "خوف قاتم" مما سيحدث في حال عدم وصول ترامب إلى البيت الأبيض، واعتبرت أن البعض يؤمن بأن البلاد ستتجه إلى "صراع عنيف"، في حال أصبحت كلينتون الرئيسة الأمريكية المقبلة.
وفي وقت سابق دعا النائب الجمهوري السابق في الكونغرس "جو وولش" الأمريكيين إلى "الاستعداد لحمل السلاح وتجهيز بنادقهم، في حال إعلان فوز كلينتون بالانتخابات الرئاسية".
جو وولش
في هذه الأثناء حذر المتابعون للشأن الأمريكي من أحداث عنف بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات، مشيرين إلى إن هناك حالة غضب مكتومة لدى مناصري ترامب قد تشتعل وتجتاح البلاد إذا فازت كلينتون، خاصة مع وجود شكوك وقلق متزايد من إمكانية تزوير الانتخابات لصالحها، وإذا فاز ترامب فإن اليسار الراديكالي المؤيد لكلينتون قد تنتابه نوبة غضب كبيرة.
ويعتقد المراقبون بأن هذا الشرخ السياسي لن يقتصر على الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا؛ بل سينسحب على القطاعات الأخرى. كما إن السياسات التي سيتبعها المرشحان في حال فوز أي منهما ستزيد في هذا الشرخ. أي بمعنى آخر إذا فازت كلينتون فإن الجمهوريين سيعتبرونها رئيسة لدورة واحدة لأنها فازت بسبب ضعف ترامب، وفي نفس الوقت سيقوم الجمهوريون بعرقلة حركة حكومتها لكي لا تنجح مرة أخرى في انتخابات عام 2020.