الوقت- على وقع دخول الانتخابات الأمريكية مرحلة الحسم، تلقّت مرشّحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ضربة جديدة بعودة مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في استخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي عندما كانت وزيرة للخارجية في تطوّر جديد قد يلقي بظلاله على مسار الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية قبل 11 يوما من يوم التصويت.
الفضيحة الجديدة التي تضاف إلى سجل فضائح الانتخابات الرئاسية الأميركية، تعدّ تطوّراً غير عادي وفق مراقبين، فيما يظل من المبكر توقع تأثيراتها على نتيجة الاقتراع المرتقب في 8 نوفمبر المقبل، ليبقى التساؤل قائماً حول حجم تأثير"ما تم الإعلان عنه"، وفي وقت أصبحت فيه ثقة الناخبين هشة للغاية والأوضاع باتت تنذر بـ "تغييرات زلزالية" على مسار حملتي المرشحين وحظوظهما.
الـ"FBI" يستئنف التحقيق في رسائل كلينتون
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي)، أعلن استئناف التحقيق في تسريب رسائل هيلاري كلينتون.
ووجه جيمس كومي مدير الـ"FBI" خطابا لعدد من رؤساء اللجان في الكونغرس الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول أعلن فيه أن مكتبه سيحقق في مزيد من الرسائل المتعلقة بهذه القضية، مضيفا أن من غير الواضح حتى الآن مدى خطورة الرسائل الجديدة، ودون أن يحدد إطارا زمنيا للانتهاء من التحقيق.
وقال كومي في الخطاب "في إطار قضية منفصلة، اطلع الـ"FBI" على وجود رسائل إلكترونية يبدو أنها وثيقة الصلة بالتحقيق"،
وذكرت وكالات أنباء أن معاودة هذا التحقيق هزت الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة قبل التصويت الذي يجرى في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني لاختيار الفائز في سباق إلى البيت الأبيض تتصدره كلينتون حاليا في استطلاعات الرأي.
ويأتي هذا التحرك قبل 11 يوما فقط من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تعتبر الديمقراطية هيلاري كلينتون أحد المرشحين فيها، إلى جانب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، علما أن هذه القضية بدأت في مارس/آذار 2015 قبيل بدء المرشحة كلينتنون حملتها الرئاسية، بعد ان اتهمت باستخدامها بريدها الخاص غير المحصن في مراسلات رسمية تقتضي السرية، وذلك في أثناء توليها وزارة الخارجية لمدة أربعة اعوام، ما عرض المعلومات السرية لخطر القرصنة.
وفي 5 يوليو/تموز الماضي وبعد إجراء تحقيقات مطولة أعلن كومي أن مكتبه يوصي بعدم ملاحقة هيلاري كلينتون، الأمر الذي كررته وزارة العدل.
الخارجية ستتعاون مع التحقيق.. وترامب يرحّب
وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة إنها ستتعاون مع التحقيق، حيث صرح مارك تونر المتحدث باسم الوزارة للصحفيين "بالتأكيد نحن مستعدون للتعاون إذا طلب منا أن نفعل هذا، لكن ليس لدينا أي تفاصيل أو معلومات إضافية في هذه المرحلة".
من جانبه، سارع المرشح الجمهوري دونالد ترامب الجمعة للترحيب بإعلان الـ"FBI" بفتح القضية من جديد وقال خلال مؤتمر انتخابي لحملته في ولاية نيو هامبشير "أكن احتراما كبيرا لحقيقة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل يعتزمان التحلي بالشجاعة لتصحيح الخطأ الفظيع الذي ارتكباه سابقا".
قال ترامب: "أنا مضطر لإعلان أخبار جديدة وحرجة للغاية"، وقابل الجمهور كلماته بالصخب، وهو يخبرهم بأن التحقيق مع هيلاري كلينتون أعيد فتحه مرة أخرى"، مضيفًا أمام حشد من أنصاره في نيوهامبشاير، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أظهر "شجاعة لتصحيح خطأ رهيب ارتكبوه".
بينما قال بول ريان رئيس مجلس النواب وهو أبرز جمهوري منتخب في الكونغرس إنه يجب ألا يتم إطلاع كلينتون على أي معلومات سرية لحين انتهاء التحقيق.
وقال في بيان "مرة أخرى لا تلومن هيلاري كلينتون إلا نفسها.. عهد إليها ببعض أهم أسرار بلدنا وخانت تلك الثقة بالتعامل بإهمال مع معلومات عالية السرية"
بايدن: غير مهتم بالعمل في إدارة كلينتون
لم تقتصر ضربة كلينتون على الـ"FBI"، فقد قال نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إنه غير مهتم بالعمل تحت رئاسة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إذا انتُخبت رئيسة للولايات المتحدة، الأمر الذي وجد فيه البعض ضربة جديدة لكلينتون من قبل حلفاءها.
وأوضح بايدن في مقابلة تلفزيونية في دولوث بولاية مينيسوتا: "سأبذل كلما في وسعي إذا انتُخبت هيلاري لمساعدتها ولكني لا أريد البقاء في الإدارة".
وذكرت مجلة بوليتيكو، الخميس، أن حملة كلينتون تفكر في تعيين بايدن وزيرا للخارجية إذا فازت في الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر.
كلينتون مستعدة للمواجهة.. الناخبون الأميركيون يتساءلون
وفي محاولة لتغطية موقفها سارعت كلينتون إلى مطالبة مكتب التحقيقات بكشف كافة الحقائق الخاصة بالقضية، معتبرة أن التحقيقات لن توصي بما يثبت أي تورط أو إدانة لها.
وبدأ الناخبون الأميركيون في طرح العديد من الأسئلة بشأن هذه الرسائل الجديدة، وماذا تحتوي من معلومات؟ والأهم تأثيرها على هوية قاطن البيت الأبيض القادم.
ويتابع الجميع تأثيرات "القصة الجديدة" على الأيام الأخيرة الحاسمة قبيل موعد الانتخابات، وحجم ما قد تحدثه من "تغييرات زلزالية" على مسار حملتي المرشحين وحظوظهما، وذلك بالنظر إلى استطلاعات للرأي أشارت مرارا إلى تقدم كلينتون، وهي استطلاعات شكك المرشح الجمهوري مرارا في مصداقيتها.
ورغم أن كل ذلك لا يبدو غير واضح حتى الآن، إلا أن قضية الرسائل الجديدة من المؤكد ستؤثر على حظوظ كلينتون وترامب بدرجة أو بأخرى، وقد تفرض نفسها حتى على الأيام الأولى لجلوس كلينتون بالمكتب البيضاوي، هذا بفرض فوزها أصلا بالانتخابات.