الوقت- تعيش أوروبا هذه الأيام حالة أمنية صعبة جراء الهجمات الارهابية التي ينفذها منضوون تحت لواء تنظيم داعش الارهابي، و كان آخر هذه الهجمات في فرنسا "نيس" و الذي ذهب ضحيته أكثر من 80 قتيل و 200 جريح في حادث دهس ارهابي. و في هذا السياق نشرت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" تقريراً جديداً عن الأحداث الارهابية التي ضربت اوروبا خلال عام 2015.
و أشار التقرير الى ارتفاع نسبة الأعمال الإرهابية في أوروبا بشكل كبير خلال عام 2015 الفائت، حيث بلغ عدد القتلى خلال عام 2015 151 قتيل و 360 جريح (بدون حساب آخر عملين ارهابيين في نيس و ألمانيا) مقارنة بالعام 2014 و الذي بلغ أقل من 10 قتلى.
و أضاف التقرير أن الاجراءات الأمنية في أوروبا استطاعت احباط 211 هجوم ارهابي و اعتقال 1077 شخصاً في الاتحاد الأوروبي لجرائم تتعلق بالإرهاب منهم 424 في فرنسا وحدها موضحا ان 94 بالمئة من الأفراد الذين تمت محاكمتهم وجدوا مذنبين.
أما فيما يخص التهديدات للإتحاد الأوروبي، وضع التقرير هذه التهديدات تحت شعارين:
1- التهديد الأول يتعزز بالأعداد الكبيرة من المقاتلين "الإرهابيين" الأجانب العائدين الذين يتواجدون على أراضي العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد
2- أما الخطر الثاني فيتمثل بارتفاع الكبير في الانتماءات القومية وكراهية الأجانب والمشاعر العنصرية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ما أدى بالنتيجة لأعمال عنف قام بها اليمين المتشدد.
أما "روب وينرايت" مدير وكالة يوروبول أكد أن أقلية من المتعصبين أوصلت الأمور الى هذا المنحى الخطير في اوروبا و أكد ان الهجمات المخطط لها على غرار هجمات باريس “اثبات على ارتفاع مستوى الخطر المحدق بالاتحاد الاوروبي بسبب اقلية من المتعصبين تتخذ مقرا في الشرق الاوسط اضافة الى شبكة افراد ولدوا ونشأوا في اوروبا”.
و أضاف "وينرايت" أن هذا النوع من الأشخاص يزدادون تشددا في فترة زمنية قصيرة. و سلط وينرايت الضوء على قضية مهمة و هي أن عددا كبيرا من المغادرين للانضمام الى صفوف التنظيم المتطرف في سوريا والعراق اصبح من النساء و اللواتي كان لهم دور كبير في تجنيد المدنيين و خصوصاً الرجال اثناء مكوثهن على اراضي الاتحاد الاوروبي.
و قال وينرايت أن هؤلاء النساء تلقوا تدريبات عالية على استخدام الاسلحة النارية، و شدد على أهمية هذا الموضوع و لما سيكون له أثار سلبية و خطيرة في المستقبل حيث سيشهد دورهن تطورا في المستقبل، ما سيؤثر على طبيعة واثر عمليات تنظيم داعش الارهابي في اوروبا.
أما فيما يخص الهجمات الفردية، عبّر " وينرايت" عن صعوبة ضبط هكذا عمليات، و أشار إلى أن الهجمات الإرهابية ذات الطابع الفردي لا تزال الأسلوب المفضل لدى الجماعات الإرهابية، وتخص بالذكر ما يدعى بتنظيم الدولة (داعش).
ويقر وينرايت بأن الأجهزة الأمنية في أوروبا تواجه صعوبة كبيرة في تحديد هوية المسافرين الى مناطق الصراع في الشرق الأوسط من أجل القتال، فـ"لا يوجد أي دليل على أن كل مسافر إلى الشرق الأوسط هو إرهابي، وبالقدر نفسه لا دليل على أن كل طالب لجوء هو إرهابي أيضاً".
وختم وينرايت، بالقول أن الدول الأوروبية استفادت من خبرات وخدمات الوكالة بشكل كبير في السنة الماضية، خاصة لجهة دعم التحقيقات المدانية لمنع الهجمات وتعطيل الإرهابيين، حيث "ساهمنا في زيادة قدرة الهيئات الاستخباراتية في الدول الأعضاء وقدمنا العديد من الآراء والمشورات للسلطات السياسية حول مستوى التهديد في كافة الدول".
اذاً تقف أوروبا هذه الأيام أمام مشهد خطير جداً، ربما يدخلها في صراع طويل الأمد في محاربة الارهاب الذي صدّرته الى دول شرق الأوسط كسوريا، و العراق و غيرها من البلدان. فكيف سيكون مستقبل أوروبا أمام هذه التحديات؟