الوقت- فشلت عملية الهجوم الذي شنته 13 مجموعة إرهابية توحَّدت، ضمن عملية أسمتها "هي لله". فيما اعترف الارهابیون بأنهم تفاجأوا، من صلابة القوات السورية والمقاومة. الأمر الذي دفعهم لإيقاف الهجوم بعد فترةٍ قصيرةٍ من بدئه. في وقتٍ سعت المجموعات الارهابیة من خلال هجومها المُتحد، للتعويض على الحال المعنوية التي يعيشها الإرهابيون في الشمال السوري. فجاءت نتيجة الهجوم الفاشل، لتزيد المعنويات تراجعاً، وتُثبت حجم الصلابة التي يتمتع فيها الحلفاء في الميدان. فماذا حول عملية "هي لله"؟ ولماذا فشلت بحسب اعترافات قياديين من المجموعات الإرهابية؟ وما هي دلالات ذلك؟
تقرير حول الهجوم و فشله
أطلقت المجموعات المسلحة في درعا منذ أيام، معركةً اطلقو عليها تسمية "هي لله "، شملت معظم قطاعات الجنوب السوري، وتحديداً درعا، القنيطرة والسويداء. وذلك بهدف مهاجمة واستهداف نقاط الجيش السوري والتجمعات السكانية الموالية للجيش في تلك المنطقة. فيما أفادت مواقع تابعة للارهابیین يوم الجمعة، أنه شارك في العملية 13 فصيلاً ارهابیا تحت مسمى "غرفة عمليات الفرقان". وكان قد فشل هجوم المسلحین على قريتي المجيمر وبرد بريف السويداء الغربي، كما فشلوا في التقدم في المنطقة. وسعت المجموعات الارهابیة الى إشغال وحدات الجيش في مطار الثعلة، دون تسجيل أي إصابات في صفوف الجيش السوري. فيما نجح المسلحون في استهداف المدنيين عبر قصف المناطق السكنية في مدينة خان أرنبة وبلدة جبا بريف القنيطرة.
أسباب الفشل بحسب اعترافات قياداتٍ ميدانية
نقلت جريدة "السفير" اللبنانية بحسب قياديين ميدانيين في المجموعات الإرهابية المسلحة، أن سبب توقف العملية التي تم الترويج لها كثيراً، هو أن الإرهابيين لم يتوقعوا أن يكون حجم الرد على الشكل الذي حصل. حيث كانوا يتوقعون أن يسقط حاجز "برد" بسرعة ومع بداية هجومهم. لكن القتال الميداني للجيش السوري والحلفاء، أبرز حجم الخبرة التي اكتسبتها القوات العاملة على الأرض ضدهم. فيما كانت القدرات اللوجستية لدى القوات السورية والمقاومة من إمتلاكهم منظومة رؤية ليلية ومناظير حرارية متطورة، عاملاً ساهم في إفشال التقدم. كما أن الإحتضان الشعبي للجيش والمقاومة من قِبل أبناء المنطقة لعباً دوراً كبيراً في إفشال العملية. في وقتٍ أشار قياديٌ آخر الى أن أحد أهم الأسباب الذي أدت الى الفشل أيضاً، هو تراجع الإمداد الذي كان يصل إلى الجماعات الإرهابية من داعميها في الخارج عن طريق الأراضي الأردنية.
تحليلٌ ودلالات
لعل السؤال الأبرز يكمن في الدلالات التي يمكن الوصول لها، نتيجة الفشل الذي مُني به الهجوم. وهنا يمكن الإشارة للتالي:
- سعى الارهابیون لفتح جبهة في الجنوب السوري، وذلك لإشغال الجيش السوري، والتعويض عن خسارة الارهابیین في الشمال. الى جانب المحاولة في تخفيف الضغط على معركة حلب. و هو الأمر الذي فشل للأسباب التي ذكرها القياديون الميدانيون في اعترافاتهم.
- وبحسب المعطيات التي حصلت، فإن خسارة الارهابیین، في الهجوم الجنوبي، سيزيد من تراجع المعنويات لدى الإرهابيين في العموم السوري. حيث أن الهدف الأصلي للهجوم، كان رفع معنويات الإرهابيين، فيما جاءت النتيجة معاكسة. حيث توقع المسلحون أن يُشكل هجومهم في الجنوب، ضغطاً على قوات النظام وحزب الله. لكن الصد القوي الذي مارسته قوات محور المقاومة، ساهم في فشل الهجوم قبل بدئه.
- من الناحية الجيوعسكرية، أثبت الهجوم فشل الإتحاد الذي روَّج وسعى له المسلحون. حيث أن العملية والتي تضمنت 13 مجموعة اتحدت لإنجاح الهجوم، فشلت، وإنعكس فشلها على كافة الفرق. مما يعني أن المجموعات الإرهابية، فقدت كافة أوراقها في الميدان، إذ أنها استخدمت أقوى أوراقها وإمكاناتها الميدانية لإنجاح الهجوم.
- أثبتت العملية، قدرة الحلفاء وتحديداً الجيش السوري وحزب الله، على الإنسجام في الميدان السوری. كما بيَّنت وبحسب اعترافات القياديين الميدانيين للمجموعات الإرهابية، قدرتهم على العمل معاً في كافة مراحل المعركة. وأظهرت إمساكهم بالميدان، من الناحية العسكرية والأمنية. وهو ما يضحد كافة إدعاءات الإعلام العربي والغربي، والذي حاول الحديث والترويج لفشلٍ في التنسيق الميداني بين الحلفاء.
فشل المسلحون مرةً أخرى في تحقيق أهدافهم العسكرية. لكن فشلهم هذه المرة، كان ثمنه باهظاً. فالعملية بأسرها كانت تهدف لرفع معنويات المسلحين لا سيما في الشمال السوري. لتأتي الخسارة في الجنوب، بحجم خسارتين. خسارة في العملية، وخسارة في التعويض المعنوي. لهذه الأسباب الى جانب الحقائق، والإعترافات التي ذكرناها، يمكن القول بأن الهجوم في الجنوب السوري تحول الى نقمة.