الوقت- من المتوقع إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيجيريا في ظل تزايد حجم الأنشطة المميتة والفتاكة لجماعة بوكو حرام الإرهابية. هذه المجموعة الإرهابية تسيطر الآن علي أجزاء من نيجيريا على طول الحدود مع تشاد والكاميرون، والتي تساوي في حجمها بلجيكا. وقد قتلت خلال هجماتها الآلاف من الناس، معظمهم من المدنيين وخطفت المئات.
ومع اقتراب المهلة القانونية للانتخابات، لا يزال هنالك الكثير من الشكوك حول إمكانية إجراء الانتخابات أو عدمها في مناطق شمال شرق نيجيريا التي تتعرض لهجمات بوكو حرام.
بعد أقل من أسبوعين يجب أن تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيجيريا، وأول رسالة سيبعثها إجراء هذه الانتخابات هي أن البلاد تعيش حالة مستقرة على الرغم من أنشطة بوكو حرام الواسعة النطاق خلال العام الماضي، وأن أنشطة هذه الجماعة لم تخل بالأوضاع في البلاد. ويري الخبراء أن هذا هو السبب في مضاعفة بوكو حرام لأنشطتها الإرهابية خلال الشهر الماضي، حيث استطاعت أن تسيطر علي مناطق واسعة من البلاد، أو في بعض الحالات كما في مدينة "باغا" في شمال شرق نيجيريا، والتي لم تكن تتوقع السيطرة عليها، أقدمت علي تدمير المدينة بأكملها، وقتلت كما قيل ألفين من سكان المدينة. ومثل هذه الأعمال يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى إغلاق بعض الدوائر الانتخابية.
إن بوكو حرام مجموعة إرهابية تريد تثبيت خلافتها في أفريقيا كما فعل داعش الارهابي، وقد استهدفت في هذا السبيل الانتخابات النيجيرية لمنع تحقيق الاستقرار في البلاد. لقد بدأت هذه الجماعة أنشطتها الرئيسية في الثالث من يناير عبر الهجوم علي مدينة "باغا"، ودمرتها في أقل من أسبوعين، وحققت في قتل الناس وذبحهم نجاحاً فاق مرض الإيبولا. وقد أدى تكثيف هذه الجماعة لهجماتها ان نسبة شعبية الرئيس النيجيري الحالي جودلاك جوناثان اصبحت من 74 في المئة في سبتمبر إلى 55 في المئة. هذا في حين أنه ينتمي إلي الحزب الأقوى في نيجيريا أي الحزب الديمقراطي الشعبي الحاكم (PDP )، ويعتقد المحللون أن البلد من دونه قد يكون في وضع أكثر تعقيداً.
وحسب إحصائيات"اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نيجيريا"، فإن 5/1 مليون شخص ممن يحق لهم التصويت، قد نزحوا من منازلهم بسبب هجمات بوكو حرام ، ويعيشون خارج نيجيريا. ومن الطبيعي أن هؤلاء الناس غير قادرين على العودة إلى ديارهم والتصويت وستفقد نيجيريا أصواتهم . وهذا الانخفاض في أعداد الناخبين بصرف النظر عن أنه يمكن أن يؤثر على عدد الأصوات المؤيدة لجودلاك جوناثان، فإنه يمكن في حال تزايده أن يعرض شرعية الانتخابات للخطر أيضاً، وهذا هو ما تريده بوكو حرام.
وربما السياسيون النيجيريون يلحقون الضرر بموقعهم والانتخابات أكثر من بوكو حرام، لأنه بعد هجوم بوكو حرام علي بلدة "باغا"، حاول السياسيون الحفاظ على موقعهم من خلال تجاهل هذه المأسآة. واللافت في الأمر أن جودلاك جوناثان كان من أوائل من أدانوا الهجوم علي مكتب مجلة "تشارلي ابدو". والخبر الجيد في هذا المجال هو أنه يبدو أن أفريقيا قد حسمت أمرها أخيراً وقررت مكافحة جماعة بوكو حرام الإرهابية. وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" في القمة الافريقية، دعمه لتشكيل قوة قوامها ۷۵۰۰ شخص لمكافحة هذه الجماعة الإرهابية.
ولكن تواصل تقدم بوكو حرام في بعض البلدان الأفريقية قد أقلق زعماء هذه القارة، ولذلك هم الآن يريدون الوصول إلي حل جماعي لمكافحة هذه الجماعة الإرهابية. ومنذ البدء الرسمي لأنشطة بوكو حرام الإرهابية في عام 2009 في نيجيريا وحتى الآن، قتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص علي يد هذه الجماعة ، ونزح أكثر من مليون من منازلهم.
وقد قررت دول الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، التي عانت مباشرة من جرائم بوكو حرام، إلي جانب دولة بنين، تشكيل جيش مشترك يتألف من سبعة آلاف و 500 جندي، للتعامل مع الأزمة الإقليمية التي أوجدتها هذه الجماعة الإرهابية.