الوقت- تتمايز الصحافة العالمية في تسليطها الضوء على العديد من الموضوعات، كلٌ بحسب اهتمامه. لكن ومن خلال المرور على الصحف خلال اليومين الماضيين، يمكن ملاحظة عددٍ من المواضيع التي كانت تقع ضمن أولوية الإعلام الغربي والعالمي. وهو ما سنسرده في هذا المقال.
خروج بريطانيا وآثاره
لا يزال موضوع خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، يشغل الصحافة العالمية. فيما تحدثت الصحف عن أثر ذلك على العلاقة بين بريطاينا وأمريكا، الى جانب الإنقسامات الحاصلة بين المسؤولين البريطانيين أنفسهم. وهو ما يمكن سرده فيما يلي:
صحيفة الواشنطن تايمز خرجت بتحليلٍ في افتتاحيتها، تتحدث عن أن خروج بريطانيا من الإتحاد اليوم، يمكن أن يُعيد علاقاتها الى القوة التي كانت عليه قبل أن يُضعفها الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. وهو ما يختلف مع تحليلات أكثر الصحف الأمريكية الأخرى والتي اعتبرت خروج بريطانيا من الإتحاد، سيكون سلبياً على علاقتها بواشنطن، حيث أنها كانت بوابتها للإتحاد الأوروبي. كما لم يغب عن الصحيفة محاولة الترويج لأهمية أمريكا، بالنسبة لبريطانيا، وحلولها محل الأطراف الأوروبية الأخرى. وأشارت الصحيفة الى أن مدينة لندن والتي تراجع دورها كمحورٍ إقتصادي لصالح مدنٍ أوروبية أخرى كفرانكفورت وزوريخ، يمكنها العمل على إعادة دورها، وذلك بمساعدة أمريكا التي ستصبح بحسب الصحيفة، أكبر مصدر لموارد التنمية من التكنولوجيا والطاقة لبريطانيا.
من جهتها صحيفة الفورين بوليسي، وفي مقالٍ للكاتب "اليكس مايسي"، تحت عناون " Boris Johnson Reached for the Throne but Got Stabbed in the Back Instead "، أي ما ترجمته "بورس جونسون طُعن في الظهر حين وصل الى العرش"، تحدث فيه الكاتب عن حالة الإنقسام التي تعيشها بريطانيا، حول من يمكن أن يخلف ديفيد كاميرون. مُشيرة الى أن عمدة لندن السابق "بورس جونسون"، كان مرشحاً أساسياً، لكنه طُعن في الظهر بحسب تعبير الصحيفة. وهو ما جعل وزيرة الداخلية "تريزا ماي"، تعلن ترشُّحها لزعامة المحافظين، في ظل إستمرار الإختلافات العميقة داخل حزب العمال البريطاني. وبحسب الكاتب، فإن الحالمين بخروج بريطاينا، استخدموا "جونسون"، لتحقيق ذلك. ثم طعنوه في الظهر بعد تحقيقهم النتيجة.
وهو الموضوع نفسه الذي تحدثت عنه صحيفة الواشنطن بوست، مُشيرةً الى أن السبب في حصول ذلك، وبحسب مقالٍ للكاتب "غرف وايتي"، فإن صديق جونسون، وزير العدل "مايكل جوف" قد سبقه بترشيح نفسه لهذا المنصب، حيث عمل الأخير على إقناع مؤيدي جونسون، بدعم حملته هو، حيث أن الأخير ليس أهلاً لقيادة بريطانيا.
تفجيرات إسطنبول وما تواجهه تركيا
ما يزال التفجير الإرهابي الذي ضرب تركيا، محط أنظار الصحافة العالمية، لإعتباره خطراً على الجميع وهنا يمكن ملاحظة التالي:
أشارت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها، الى أن التعاطف العالمي بعد التفجيرات الأخيرة التي ضربت مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، هو نتيجة للشعور العالمي بأن التهديد الإرهابي أصبح يضرب الجميع.
من جانبها، اعتبرت افتتاحية الإندبندنت، أن الهجوم الإرهابي على مطار إسطنبول، هو رسالة بأن هناك أمور في العالم تخص الأزمات الدولية، وهي أهم من خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي ينشغل به العالم اليوم. مؤكدةً أن الوضع الذي تعيشه تركيا من رخاء ورفاهية أصبح من الماضي بعد أن بات اليوم بخطر. وهو ما يجب على الجميع أن يشعر به.
صحيفة التايمز أكدت أن تركيا تتحمل نتيجة سياستها تجاه الإرهاب في سوريا. وهي أنها وضعت نفسها على خط المواجهة الأمامي في الحرب ضد إرهاب داعش بحسب تعبيرها.
استعادة الفلوجة والتحضير لمعركة الموصل
خرجت الفايننشال تايمز للحديث عن مسألة استعادة الفلوجة من داعش، واصفةَ ذلك بأنها لحظة مفصلية، محاولةً الترويج لأهمية الدعم الأمريكي والتقليل من شأن دور الحشد الشعبي دون ذكره. وفي مقالٍ تحت عنوان "The recapture of Fallujah is a pivotal moment"، اعتبرت الصحيفة أن ما قامت به القوات العراقية لاستعادة المدينة، وبدعم جويٍ أمريكي بحسب ادعائها، هو من الأمور المهمة مرحلياً في الحرب والإنتصار على الإرهاب. كما أكدت الصحيفة على ضرورة أن يُثبت العراقيون قدرتهم على حماية أراضيهم، دون إحداث توتيرٍ طائفي. مُشيرة الى أن التحضيرات لمعركة الموصل تجري على قدمٍ وساق، وقد تكون أصعب من معركة الفلوجة، للفرق في المساحة. ولم تمتنع الصحيفة عن إبراز قلق الأمريكيين من الفتنة في العراق، وضرورة التماسك بين أطياف المجتمع العراقي، بحسب إدعائها.
التلغراف تسأل: "بعد عامين على داعش، أين نحن اليوم"؟
نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريراً تقيمياً لتنظيم داعش الإرهابي، بعد مرور سنتين على إعلان قيام ما يُسمى بالدولة الإسلامية. موضحةً أننا اليوم، أمام مشكلةٍ تتعلق بأن المسؤولين الغربيين، لا سيما الأمريكيين والبريطانيين، يتحدثون عن صعوبة الفوز على داعش. في وقت نجح التنظيم في تصدير فكره ووحشيته بحسب الصحيفة الى كل أنحاء العالم. لا سيما لجماعاتٍ أخرى، كـ "بوكو حرام" في نيجيريا و "أبو سياف" في الفيلبين، وكذلك "إمارة القوقاز" في روسيا. فيما أشارت الصحيفة الى إعتماد التنظيم الإرهابي اليوم، على استراتيجية مهاجمة الأهداف وليس الأراضي. وسردت الصحيفة معلومات تتعلق بالوضع المالي المتراجع لداعش. لكنها أعطت اهتماماً للقدرة الإعلامية والترويجية التي يتصف بها التنظيم اليوم، لا سيما استغلاله لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، والتطبيقات الذكية للهواتف. الى جانب إصداره لمجلة خاصة به تحمل إسم "دابق".
برنامج التدريب الأميركي الجديد في سوريا وفشل المشروع القديم
أفصحت الصحف الأمريكية عن ما كان يُسرَّب في الإعلام الغربي، فيما يتعلق ببرنامج التدريب الأمريكي لأطراف سورية، تحت حجة دعمهم في قتال الإرهاب. وهنا نسرد التالي:
أوضحت صحيفة واشنطن بوست أنه وبعد الإنتكاسات العديدة لما يُعرف ببرنامج التدريب السابق الذي كان يهدف لإنشاء قوات مقاتلة سورية، أعاد البنتاغون الموافقة على مشروعٍ جديد بأهدافٍ ومنهجية جديدة. عبر تدريب عدد قليل من القيادات، وتمكينهم من العمل كصلة وصل مع القوات الأمريكية والغربية في التحالف الدولي ضد داعش. في حين أن البرنامج القديم والذي تم إنفاق الملايين عليه تم إيقافه. كما أشارت الصحيفة الى أن المشروع الحالي، يحاول المسؤولون المحافظة على سريَّته، إلا أنها أفصحت عن تضمُّنه فصائل من مقاتلين من الشمال الغربي السوري والجنوب، الى جانب القوات الكردية وبعض العشائر العربية.
من جهتها تحدثت واشنطن تايمز، عن أنه خلال تشرين الأول الماضي، تم إيقاف المشروع القديم. فيما تم البدء بالمشروع الجديد والذي تبلغ كلفته ما يقارب 400 مليون دولار. ويهدف لتدريب قيادات يمكنهم أن يقودوا ميليشيات، وليس تدريب وحدات بأكملها.