الوقت - يعتزم البرلمان الألماني "البوندستاج" تصنيف ما جرى مع الأرمن في عام 1915، في عهد الدولة العثمانية على أنها "إبادة جماعية" على الرغم من المعارضة التركية لذلك. وجاء في الموقع الإلكتروني للبرلمان أنه سيتم التشاور في الثاني من شهر يونيو القادم بشأن المذكرة التي قدمها الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بعنوان "تذكر وإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن وغيرهم من الأقليات المسيحية قبل 101 عام".
وقال رئيس حزب الخضر الألماني جيم أوزدمير ذو الاصول التركية في تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر يوم الأحد : اننا لن نستسلم لمستبد مثل اردوغان، من الممكن أن يكون هناك غضب قادم من أنقرة، ولكن لا يمكن ابتزاز البوندستاج من خلال أردوغان".
وأكد اوزدمير انه نظرا للوثائق التي تملكها وزارة الخارجية الالمانية فلا توجد هناك شكوك ان هذه الجريمة كانت ابادة وانه بعد قرار البرلمان الالماني سيكون انكار ابادة الارمن اكثر صعوبة على تركيا.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان: " إن ألمانيا تتحمل مسؤولية تاريخية خاصة بصفتها حليف سابق للإمبراطورية العثمانية"، وأكد أن ذلك يسري بغض النظر عن النقاش السياسي اليومي بشأن سياسة اللجوء.
واضاف أوبرمان : انني ارفض الوقوف مكتوف الايدي امام اردوغان والانصياع له ، نحن لانعتزم ارتكاب اخطاء.
وقد وافق نواب البرلمان الالماني على طرح مسودة هذه المذكرة التي تحظى بدعم كافة الاحزاب الكبيرة في البرلمان، ومن المتوقع ان يتم المصادقة عليها في الثاني من يونيو بعد ان كانت المانيا تعتبر ابادة الارمن على يد العثمانيين ابان الحرب العالمية الاولى "عمليات قتل".
اما رئيس كتلة الديمقراطيين المسيحيين في البرلمان الالماني فولكر كاودر فإنه يعتقد ان اصدار قرار بادانة ابادة الارمن يمكن ان يشكل خطوة في سبيل المصالحة الارمنية التركية.
ويقول كاودر : نحن نريد البحث عن حقائق التاريخ ونساعد بنظرتنا الانتقادية الأرمن والاتراك على التغلب على اسباب ابتعادهم عن بعضهم البعض.
لايمكن القبول بهذه الجريمة
يساور بعض نواب الاحزاب المشاركة في الحكومة الائتلافية الالمانية قلق من احتمال تاثير قرار البرلمان على العلاقات الالمانية التركية، فتركيا تعارض بشدة استخدام مصطلح الابادة لعمليات القتل الواسعة التي جرت ضد الارمن وتكتفي بوصف تلك الاحداث قائلة "ان مئات الآلاف من المواطنين الاتراك ومسيحيي ارمينيا قد فقدوا حياتهم نتيجة الحرب بين الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الروسية للاستيلاء على الاناضول ابان الحرب العالمية الاولى.
ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الدولة التركية الحديثة صاحب ارث الامبراطورية العثمانية ويقول ان تركيا لايمكنها تقبل ارتكاب مثل هذه الجريمة.
وقد ابدت تركيا ردة فعل عنيفة على تصريحات الرئيس الالماني يواخيم غائوك في العام الماضي والذي اعتبر في خطاب بمناسبة مرور مئة عام على ابادة الارمن ان ما جرى كان عملية ابادة.
وقد اصدرت وزارت الخارجية التركية بيانا قالت فيه ان الشعب التركي لن ينسى ولن يسامح ولا يحق للرئيس الالماني ان يتهم الشعب التركي بجريمة لم يرتكبها.
ورغم ردة الفعل القوية هذه قال رئيس البرلمان الالماني نوربرت لامرت ايضا في مراسم مرور مئة عام على ابادة الارمن "ان ما حدث في منتصف الحرب العالمية الاولى في شرق الامبراطورية العثمانية امام مرأى العالم كان نموذجا عن ابادة.
وقد وافق باقي المتحدثين من نواب البرلمان الالماني من مختلف الكتل البرلمانية على تقييم وكلام رئيس البرلمان الالماني.
احتمال توتر العلاقات بين البلدين
لقد طرح حزب الخضر الالماني مسودة هذه المذكرة في البرلمان مرة اخرى لكنهم تراجعوا عنها في شهر فبراير الماضي لكي يكون هناك متسع من الوقت امام ائتلاف الاحزاب الحكومية على اعتاب اجتماع الاتحاد الاوروبي وتركيا حول موضوع اللاجئين لأن الحكومة الالمانية والاتحاد الاوروبي هما بحاجة الى دعم تركيا للتغلب على مشكلة اللاجئين، لكن نواب الاحزاب الكبيرة في البرلمان قد اعلنوا انهم لايريدون تغيير مواقفهم حول ابادة الارمن بسبب حاجة المانيا الى تعاون تركيا لحل أزمة اللاجئين.
ومن المتوقع ان يؤدي المصادقة على هذا القرار في الثاني من يونيو الى غضب تركي قوي وهناك احتمال بتوتر العلاقات بين البلدين لأن مخططي ومسؤولي هذه الجريمة في الحكم العثماني وهما طلعت باشا وكمال باشا يحظون بالاحترام والتقدير في تركيا حتى الآن.