الوقت – تشعر دول مجلس التعاون بالقلق دوما من النفوذ الايراني في المنطقة وهذا ما لايمكن اخفاؤه بسهولة ويفعل قادة هذه الدول اي شيء لمواجهة النفوذ الايراني لكن ما سبب هذا القلق وهذه الخشية وما هي خطط قادة هذه الدول لمواجهة ايران؟
الايديولوجية الثورية الايرانية
رغم ان الثورة تحدث في نطاق وطني لكن طبيعتها تتخطى البعد الوطني الضيق ولذلك يعتبر الكثير من الخبراء ان سبب تشكيل مجلس تعاون كان شعور العرب المحافظين في دول الخليج الفارسي بالخشية من الثورة الاسلامية وسياسات ايران لتصدير هذه الثورة.
القدرات العسكرية الايرانية
ان احد اسباب اعتبار ايران كتهديد هي قدراتها العسكرية لكن هذا يحدث في وقت كانت ايران تواجه عقوبات دولية طوال العقود الثلاثة الماضية تطال المجال العسكري ومن المعروف ان العتاد العسكري الايراني في معظمها ترجع الى فترة ما قبل الثورة لكن رغم ذلك شهدت القدرات العسكرية الايرانية تطورا هاما وان معظم الخطر الايراني يخص مجالات القطاع النووي وقطاع الصواريخ والقوات البحرية المنتشرة في المياه الجنوبية.
وبغض النظر عن التضخيم الاعلامي والسياسي فيما يخص قدرات ونوايا ايران فإن الخبراء العسكريين يعتقدون ان العقيدة العسكرية الايرانية ونوعية العتاد العسكري الايراني ليستا موجهتين لشن عدوان وهجوم على دول الجوار بل انهما مبنيتان حسب منطق الردع ورغم هذا يبدو ان الدول الجارة لايران في مجلس التعاون لايمتلكون القدرة على فهم ذلك والتمييز بين منطق الردع والنزعة الهجومية ولذلك يعتبرون القدرات العسكرية الايرانية تهديدا ضدهم ولذلك يعمدون الى شراء الاسلحة واستضافة القوات الامريكية على اراضيهم وتنويع علاقاتهم العسكرية مع باقي الدول في مواجهة ايران.
التكنولوجيا النووية الايرانية
ان العلوم التي تكسب اصحابها تكنولوجيات جديدة هي من عوامل قوة البلدان ولذلك عمدت ايران الى الاستثمار في العلوم والتكنولوجيات الجديدة ومنها تقنية النانو والخلايا الجذعية ومجال الفضاء والطاقة النووية وحققت نجاحات في هذه المجالات، وتأتي جهود ايران في مجال العلوم النووية في وقت تعتبر ايران من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي التي تحفظ حقها في امتلاك طاقة نووية سلمية وحقها ايضا في تلقي مساعدات تقنية في هذا المجال مع العلم انها لم تتلق اية مساعدات حتى الان.
ان نظرة الدول العربية تجاه البرنامج النووي الايراني تتضمن رؤى مؤيدة ورؤى معارضة لكن دول مجلس التعاون تقول ان لايران اهدافاً عسكرية في هذا المجال وانها تريد الوصول من خلال هذا الى مكانة اقليمية اعلى ولذلك يقومون بمعارضة البرنامج النووي الايراني.
ان الصحوة الاسلامية التي حدثت في المنطقة زادت من نفوذ ايران ولذلك يخشى قادة دول مجلس التعاون تدخل ايران النووية القوية في شؤون الدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين مما سيؤدي الى تضاؤل نفوذ دول مجلس التعاون التي لم تكتف بابداء المعارضة لايران فقط بل اتخذت خطوات عملية وسجلت مواقف سياسية حادة وتماشت مع الغرب في فرض العقوبات النفطية على ايران وسعت الى الحصول على الاسلحة النووية في مواجهة ايران.
تحريض الشيعة في دول مجلس التعاون
لدى دول مجلس التعاون حساسية تجاه دور جيرانها فيما يخص اقلياتها الدينية واضافة الى ذلك ادى تفشي الصراعات الطائفية في المنطقة الى ظهور حروب تشن بالوكالة وانتقلت المنافسة بين اللاعبين الاقليميين الى البحرين وسوريا والعراق ومع وصول موجة الاحتجاجات الشعبية من المغرب العربي الى البحرين اشتد التوتر بين ايران ودول مجلس التعاون، ان قادة دول مجلس التعاون يعتبرون اكبر تهديد آت من قبل ايران هو الايديولوجيا والسعي لتعبئة الاقليات الشيعية في المنطقة ولذلك قامت دول مجلس التعاون التي تقودها السعودية باتباع السياسات التالية في مواجهة ايران:
الف: تفسير التطورات الجارية بالمنطقة في اطار التوتر الطائفي
ان دول مجلس التعاون استخدمت الخطاب الطائفي طوال سنوات وسعت الى اظهار ايران كدولة شيعية في وقت تسعى ايران الى اظهار نفسها كدولة مسلمة تحمي مصالح المسلمين امام الغرب بمنأى عن الخلافات الطائفية لكن دول مجلس التعاون ركزت على خطر النفوذ الايراني المزعوم ونفوذ حزب الله فيما شددت ايران على انها تدعم حتى الحركات السنية في تونس ومصر وليبيا وان اتهامها بالطائفية امر مرفوض.
ب – السعي لاحتواء ايران
ان مساعي دول مجلس التعاون لاحتواء ايران امتدت الى البحر الابيض المتوسط والمغرب العربي وان هذه الدول تسعى الى توسيع مجلس التعاون ليشمل الاردن والمغرب ايضا، ومن جهة اخرى سعت دول مجلس التعاون الى التدخل المباشر في سوريا الحليفة الاستراتيجية لايران وحلقة الوصل بينها وبين لبنان وفلسطين وهناك الان حرب باردة بين ايران ودول مجلس التعاون بعد الصحوة الاسلامية التي عمت المنطقة ولذلك نجد ان دول مجلس التعاون تشن حربا بالوكالة ضد ايران في البحرين وسوريا والعراق واليمن.