الوقت- بقي ملف الحج بين طهران والرياض مفتوحاً على مصراعيه، حيث جددت ايران مطالبتها بتوفير أمن حجاجها كشرط أساسي للمضي قدماً ببرنامج الحج لهذا العام، في وقت مازالت فيه المفاوضات المتعلقة بإصدار التأشیرات ونقل الحجاج الإیرانیین إلی بیت الله الحرام لاتزال من أهم القضایا الخلافیة مع السعودیة.
وعلى الرغم من أن الحج حق شرعي لكل المسلمين، ولا تسطيع السعودية أن تمنع المسلمين من اقامة هذه الفريضة، تمسك السلطات الحاكمة في الرياض بملف الحج كورقة ضغط، وورقة لتصفية حساباتها السياسية مع بعض الدول.
فبعد أن منع النظام السعودي كل من السوريين واليمنيين من أداء الفرضة المقدسة بذرائع عدة ، يبدو أن الصد عن بيت الله سيطال عما قريب الحجاج الايرانيين أيضاً.
وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة حسین جابری أنصاری أن السعودیة هی المسؤولة عن إغلاق الطریق أمام الحجاج الإیرانیین فی حال عدم الوصول إلی إتفاق فی هذه المجالات، وفي معرض شرحه لأخر المستجدات فیمایتعلق بإیفاد الحجاج الإیرانیین لموسم الحج القادم، أضاف المتحدث فی مقابلة صحفیة أنه لسوء الحظ، فإن السعودیة علی الرغم من ادعاءات مکررة حول عدم خلط الخلافات السیاسیة مع موضوع الحج لکنها فی واقع الأمر من خلال إیجاد أنواع العوائق حالت دون توقیع اتفاق حول الجوانب التنفیذیة المختلفة للحج لاسیما إصدار التأشیرات وإیفاد الحجاج الإیرانیین ونقلهم وأمنهم وسلامتهم.
وأعرب أن أمله فی أن یقوم السطات السعودیة خلال الفرصة المتبقیة بتعدیل سیاساتها الخاطئة وتوفیر إمكانیة الوصول إلی إتفاق ثنائی فی هذه المجالات الأساسیة، مؤکدا علی أنه فی حال عدم وقوع ذلک، ستکون الحکومة السعودیة هی المسؤولة عن إغلاق الطریق أمام الحجاج الإیرانیین للمشارکة فی موسم الحج القادم.
وكان رئیس منظمة الحج والزیارة سعید اوحدی الذی یرأس الوفد الإیراني في السعودیة كشف قبل أيام أن المفاوضات بين طهران والرياض للتوصل الى حل لقضية أمن الحجاج وصلت الى طريق مسدود، اجتمع أوحدي مع وزیر الحج السعودي وطرح معه هواجس ايران بشأن أمن حجاجها، وقال أوحدي "طرحنا مطالبنا لکی تدرج فی الإتفاق النهائی بما فیها الحفاظ علی عزة وکرامة الحجاج الإیرانیین وتأمینهم وصدور الحکم ضد الشرطیین السعودیین ونقل الحجاج الإیرانیین عبر الطائرات المحلیة ودراسة الأسعار والاسکان والنقل السریع".
وأضاف أوحدي أنه من المقرر أن يبلغنا السعوديون بموقفهم من المطالب الإيرانية بخصوص الضمانات اللازمة لأمن وسلامة الحجاج الإيرانيين مشيرا الى أنه واذا ما لم يلب الجانب السعودي هذه المطالب حتى الثامن من شعبان ستلغي برامج حج التمتع لهذا العام، ذلك أن القيام بهذا الأمر يحتاج الى الكثير من الاجراءات المسبقة مثل اعداد التأشيرات وجوازات السفر والتنسيق مع الفنادق وماشابه، أما اذا تفاعل الجانب السعودي قبل ذلك الموعد مع المطالب الإيرانية وأعطى ضمانات موثقة لحفظ سلامة الحجاج الإيرانيين عندئذ يمكن اجراء فريضة الحج للإيرانيين وهذا ما نرجوه.
وحول مسألة الدخول في الوقت الحرج أوضح رئيس منظمة الحج والزيارة، قال أوحدي "نحن بحاجة الى 25 يوما على الاقل لابرام عقود السكن والطعام والمواصلات وبناء المطبخ، وبحاجة كذلك الى 20 يوما اخرى للجاننا لاصدار تأشيرات الدخول بينما لم يبق امامنا سوى شهرين لبدء موسم الحج ".
بدوره قال مدير العلاقات العامة لمنظمة الحج مهدي شهسواري بشأن زيارة الوفد إلي السعودية أننا تلقينا دعوة رسمية من جانب وزارة الحج السعودية ونحن بصدد توفير الأرضية اللازمة لزيارة الوفد والطريق يحتاج إلي التفكير.
وكانت المفاوضات بشأن أداء الحج بين ايران والسعودية قد توقفت بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بین البلدین حیث کان من المقرر أن تجري المفاوضات قبل الشهور الـ3 الماضیة.
من جانبه اعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية في مجلس الشورى الاسلامي محمد صالح جوكار، جوكار أن هناك بعض المؤشرات التي توحي بأن السعوديين لا يرغبون بالتوصل الى اتفاق في هذا الشأن ويرغبون في عدم تيسير عملية الحج للإيرانيين، مشيراً الى ان هدف لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الإيرانية من أخذ هذه الضمانات هو أن يتم القيام بهذه الفريضة بكرامة واحترام دون أن تتعرض سلامة المواطنين الى خطر أو تهديد.
وتسعی إیران لاجبار السعودیة علی تأمین الزوار الإیرانیین بعد كارثة منى التي راح ضحيتها آلاف الحجاج من بينهم مئات الحجاج الايرانين,واتهمت طهران السطات السعودية بالتقصير والتسبب في الحادثة، مطالبة بفتح ملف الحج وتبعاتها علي السعودية للقيام بتعهداتها القانونية والاخلاقية في هذا الشأن، حيث توفد ايران 64 ألف حاج لاداء مناسك الحج كل عام.
وخلال موسم الحج الآخير اوفدت ايران 64 ألف حاج إیرانی لأداء فریضة الحج ، قضی 464 منهم ضمن الآلاف من الحجاج الأخرین خلال کارثة منی، ویرجح الخبراء السبب إلی سوء ادارة شؤون الحج.