الوقت - إندلعت إشتباكات عنيفة بين تنظيم "داعش" الإرهابي من جهة، وعناصر "جبهة النصرة" الإرهابية من جهة أخرى، داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق.
وتركزت الإشتباكات في شارع "لوبية" ومحيط "مجمع اليمان" وقرب "مسبح الباسل"، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وأفادت مصادر محلية أن تنظیم "داعش" بات یسیطر على أکثر من 75% من مساحة المخیم، وسط حرکة نزوح کثیفة للمدنیین باتجاه مناطق سیطرة الجیش السوري القریبة من "الیرموك"، حیث سیطر "داعش" داخل حي "حیفا" خلال الساعات الماضیة، على شارع المدارس وثلاث کتل أبنیة، بعد إشتباکات عنیفة مع النصرة أدت إلى مقتل 4 إرهابیین وجرح آخرین.
وفي حي "العروبة" داخل المخیم، وقعت هجمات متبادلة وعملیات کرّ وفرّ بین مسلحي"جبهة النصرة" و"داعش" أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الإرهابیین في صفوف الطرفین.
کما تتواصل الإشتباکات في منطقة "الجاعونة" جنوب شرق المخیم، حیث بات تواجد "النصرة" منحصراً في مبنیین ضمن ساحة "الریجة"، عند المدخل الشمالي للمخیم.
وتشیر المصادر إلى أن 10 مسلحین من "جبهة النصرة" بایعوا تنظیم "داعش" داخل مخیم الیرموك، فیما لا زالت بعض المجموعات المسلحة مترددة في حسم أمرها بین خیارین؛ إما مبایعة "داعش" أو الفرار باتجاه المناطق التي یسیطر علیها الجیش السوري.
ویشهد المخیم منذ بدایة العام الماضي معارك مستمرة بین التنظیمین بهدف السیطرة علیه بشکل کامل، إضافة إلى المعارك بین الإرهابیین والجیش السوري، کما شهد أواخر العام المنصرم تسویة مع الحکومة السوریة، إقتضت بإنسحاب الإرهابیین وخاصة المبایعین لتنظیم "داعش" إلى مدینة الرقّة شمال شرق سوریا، لکن لم یکتب لها النجاح، بعد نقضها من قبل الإرهابیین والتكفيريين.
في سیاق متصل، إستعاد ما یسمى "لواء شهداء الیرموك" المبایع لتنظیم "داعش" الإرهابي، السیطرة على سد "سحم الجولان" و"حاجز العلان"، إضافة إلى جمیع النقاط التي خسرها خلال الأیام الماضیة في الریف الغربي لمدینة درعا جنوب سوریا، وذلك بعد إشتباکات عنیفة مع عناصر "جبهة النصرة" الإرهابیة، وباقي الفصائل المسلحة الأخرى في المنطقة.
وتأتي هذه المعارك في إطار المعارك المتواصلة بین التنظیمین في ریف درعا الغربي منذ أسابیع، والتي أدت إلى مقتل وجرح عشرات الإرهابیین والتكفيريين من الطرفین.
في السیاق ذاته، قام "لواء شهداء الیرموك" بتسلیم 5 جثث لمسلحي "الجیش الحر"، مقابل تسلّمه 4 جثث، في إطار عملیة تبادل تم الاتفاق علیها بین الطرفین خلال الساعات الماضیة.
وفي وقت سابق، تمكن تنظيم "داعش" من إستعادة السيطرة على مربع "جماعة الأنصار" المبايعة له في شارع 15 غرب المخيم والذي كانت "جبهة النصرة" قد إستولت عليه في السابع من نيسان/ أبريل الجاري.
يذكر أن عدد سكان المخيم اليرموك، بلغ 160 ألفاً قبل إندلاع الأزمة السورية في منتصف آذار / مارس 2011. ويقطن في المخيم حالياً نحو 6 آلاف مدني فلسطيني، ويبلغ عدد عناصر "داعش" فيه نحو 3 آلاف موزعين في المخيم وفي بلدة الحجر الأسود المجاورة له، في حين يبلغ عدد عناصر تنظيم "جبهة النصرة" نحو 300 عنصر.
وفي وقت سابق أشار القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أبو كفاح غازي إلى أن الإشتباكات تركزت على جميع محاور التماس إبتداءً من محور الريجة - شارع اليرموك، وشارع لوبية - تقاطع صفد، وحتى محور الطربوش - شارع فسطين. وأضاف إنه تم ضبط شبكة أنفاق على محور فلسطين-اليرموك حفرتها وإستخدمتها الجماعات المسلحة.
وبيّن غازي أن عدد من العائلات تمكنت من الهرب باتجاه يلدا وببيلا، في حين وقع الباقون ضحية الخطف والذبح وإنتهاك انساني فاضح. مشدداً على أن الجهود التي بذلت لحل أزمة المخيم وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت ورفض الجماعات المسلحه ذات الإرتباطات المتعددة.
في هذه الأثناء أشار المتحدث بإسم المفوضية العليا للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كريس غينيس إلى أن سكان مخيم اليرموك باتوا محاصرين، مؤكداً إن الظروف الإنسانية التي يعيشون فيها قاسية للغاية، معرباً في الوقت ذاته عن قلق المفوضية إزاء عدم حصول السكان في المخيم على المياه الصالحة للشرب. وأضاف أن آخر توزيع للمواد الغذائية يعود إلى 15 آذار/مارس الماضي.