الوقت- أكد الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة إذا أراد الشعب السوري ذلك، مشيراً في الوقت ذاته الى أن مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لم يُطرح خلال العملية السياسية الحالية في جنيف، كاشفاً على أن وجهة الجيش السوري بعد تحرير تدمر ستكون مدينة الزور.
وفي الجزء الثاني من مقابلته مع وكالة "سبوتنيك"الروسية نشر الخميس 31 مارس/آذار، أوضح الأسد أنه "بعد مرور يومين على تحرير مدينة تدمر، فإن عدداً من الدول المفترض بأنها معنية بمكافحة الإرهاب أو جزء من التحالف الدولي الأمريكي لمكافحة الإرهاب حتى الآن لم تعلن موقفاً من تحرير تدمر، وأنا أريد أن أكون واضحاً بالدرجة الأولى.. النظامان الفرنسي والبريطاني، لم نسمع منهما أي تعليق".
مضيفاً أن "هناك أسبابا لذلك: أولا لأن احتلال تدمر من قبل الإرهابيين منذ أقل من عام كان دليلا على فشل التحالف وعلى عدم جديته في مكافحة الإرهاب، وخاصة مكافحة داعش، وأيضا تحريرها الذي تم بدعم روسي، كان هو الدليل الآخر على عدم جديتهم، الجيش السوري مصمم على تحرير كل منطقة، الدعم الروسي كان أساسيا وفعالاً للوصول إلى هذه النتيجة، دعم الأصدقاء في إيران أيضا بالإضافة لحزب الله، وهناك أيضا مجموعات أخرى سورية تقاتل مع الجيش.. طبعا بعد تحرير تدمر لابد أن نتحرك إلى المناطق المحيطة التي تؤدي إلى المناطق الشرقية كمدينة دير الزور.. وبنفس الوقت بدء العمل باتجاه مدينة الرقة التي تشكل الآن المعقل الأساسي لإرهابيي داعش".
وأكد الأسد قوله إنه لا يوجد لديه أي مشكلة في ذلك لأن الرئيس لا يمكن أن يعمل بدون دعم شعبي، وأنه من البديهي جدا الرد على إرادة الشعب، وليس بعض القوى المعارضة، مانحاً الهدنة في البلاد علامة فوق الجيدة، مضيفاً أنه يتم الالتزام عموما بالهدنة في سوريا حيث ألقت العديد من المجموعات المسلحة سلاحها وانتقلت إلى النشاط السياسي.
أما بالنسبة لتعريف المرحلة الانتقالية، فأكد الأسد أنه "لا يوجد تعريف لها. نحن بالنسبة لنا في سوريا نعتقد بأن تعريف مفهوم الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى دستور آخر، والدستور هو الذي يعبّر عن شكل النظام السياسي المطلوب في المرحلة المقبلة. فإذاً المرحلة الانتقالية لابد أن تستمر تحت الدستور الحالي، وننتقل للدستور القادم بعد أن يصوت عليه الشعب السوري (...) والشكل الانتقالي، هو حكومة مشكلة من مختلف أطياف القوى السياسية السورية، معارضة، مستقلين، حكومة حالية، وغيرها. الهدف الأساسي لهذه الحكومة العمل على إنجاز الدستور، ثم طرحه على السوريين من أجل التصويت، ولاحقاً الانتقال للدستور المقبل. لا يوجد شيء في الدستور السوري، ولا في أي دستور دولة من دول العالم اسمه هيئة انتقالية. هذا الكلام غير منطقي وغير دستوري".
وتابع أنه "يتم تصوير وقوف روسيا ضد الإرهاب على أنه وقوف مع الرئيس أو مع الحكومة السورية، وبالتالي هو عقبة في وجه العملية السياسية. ربما كان ذلك صحيحا لو أننا كنا غير مرنين منذ البداية، ولكن لو عدت إلى سياسة الدولة السورية منذ خمس سنوات، نحن استجبنا لكل المبادرات التي طرحت من دون استثناء ومن كل الاتجاهات، حتى ولو لم تكن صادقة، الهدف هو أننا لا نريد أن نترك فرصة إلا ونجربها من أجل حل الأزمة".
الأسد يرحب بانشاء مزيد من القواعد الروسية في سوريا
وفي موضوع العلاقات الثنائية بين دمشق وموسكو رحب الأسد بانشاء مزيد من القواعد الروسية على تراب بلاده، قائلاً"إذا تحدثنا عن المرحلة الحالية، مرحلة الإرهاب، نعم، بكل تأكيد نحن بحاجة لوجودها لأنها فاعلة في مكافحة الإرهاب، حتى ولو عاد الوضع في سوريا من الناحية الأمنية مستقرا. فعملية مكافحة الإرهاب ليست سريعة أو عابرة. الإرهاب انتشر عبر عقود في هذه المنطقة وبحاجة لفترة طويلة لكي تتم مكافحته وحتى ذلك الوقت، حتى تستعيد الأمم المتحدة دورها الحقيقي، القواعد العسكرية ضرورية، لنا، لكم، للتوازن الدولي في العالم، هذه حقيقة سواء اتفقنا معها أم لم نتفق، ولكنها الآن هي حالة ضرورية"، منوهاً إلى أنه بعد القضاء على الإرهابيين ستقوم روسيا بنفسها بتقليص وجودها العسكري في قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
وتابع مؤكدا "أنا أتحدث فقط عن روسيا، لا يوجد دولة أخرى، لأن علاقتنا مع روسيا عمرها أكثر من ستة عقود وهي مبينة على الثقة والوضوح، ومن جهة أخرى، لأن روسيا تستند في سياساتها إلى المبادئ، ونحن نستند إلى المبادئ، لذلك عندما تأتي قواعد عسكرية روسية إلى سوريا فهي ليست احتلالاً، بل على العكس هي تعزيز للصداقة وللعلاقة، وتعزيز للاستقرار والأمن، وهذا ما نريده".
وأكد الأسد أنه لا أحد يستطيع منع القيادة السورية من دعوة قوات أجنبية على أراضيها طالما الامر تمبناء على موافقة السلطات التشريعية والتنفيذية في البلاد، مشيراً في الوقت ذاته الى أن إدخال قوات حفظ سلام إلى سوريا مستحيل وغير منطقي لأن هذا يتم أولا من خلال اتفاق مع الدولة السورية، وثانيا لأن هذه القوات ستصطدم بمجموعات مسلحة مشتتة تظهر وتختفي، تتوحد وتتفكك.
الدول الأجنبية لا تفقعل شيئاً لحل أزمة اللاجئين
وقال الرئيس السوري بخصوص اللاجئين إن الدول الأجنبية لا تفعل شيئا جديا إزاء حل هذه الأزمة، مشيرا إلى أن "المشكلة الأساسية هي الإرهاب، فيجب أن نقوم بمكافحته على المستوى الدولي.. هو مدعوم بشكل مباشر من تركيا، ومن العائلة السعودية المالكة، وجزء من الدول الغربية وخاصة فرنسا وبريطانيا، وباقي الدول تنظر، تشاهد، لا تقوم بعمل جاد".
وأضاف أن "الهجرة ليس سببها فقط الإرهاب والوضع الأمني، وإنما الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على سوريا (...) بالنسبة لنا كدولة، لا بد من القيام بأعمال ولو أولية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي في سوريا، وهذا ما نقوم به الآن بالنسبة لإعادة الإعمار".
الأسد: الارهابيون هم جيش اردوغان
وفي معرض رده عن دور أردوغان في الأزمة السورية، أكد الأسد أن الرئيس التركي أولاً.. يقوم بدعم الإرهابيين بشكل مباشر.. يسمح لهم بالتنقل داخل الأراضي التركية للقيام بمناورة عسكرية بدباباتهم.. وليس فقط كأشخاص.. يقدم لهم الأموال عن طريق السعودية وقطر.. طبعاً عبر تركيا.. يقوم ببيع النفط الذي تسرقه “داعش”.. بالوقت نفسه كان يقوم برمايات مدفعية تجاه الجيش السوري عندما كان يتقدم لكي يدعم الإرهابيين.. كان يرسل إرهابيين تركيين ليقاتلوا مع الإرهابيين الآخرين في سورية.. وهذا الشيء مستمر.. الاعتداء على الطائرة الروسية في الأجواء السورية هو أيضاً عدوان على سورية لأن هذه الطائرة كانت في أجوائنا.. وبالتالي تحت السيادة السورية.. كل هذه الأشياء يقوم بها منذ البداية.. بالإضافة للتصريحات التي تعبر عن تدخل في الشؤون الداخلية.. كل ما قام به أردوغان هو عدوان بكل معنى الكلمة.. فنستطيع أن نقول إننا فقدنا الصبر وفقدنا الأمل منذ وقت طويل بأن هذا الشخص قد يتغير.. ولكن اليوم الحرب على أردوغان وعلى السعودية تكون من خلال ضرب الإرهابيين.. فالجيش التركي.. أو جيش أردوغان وليس الجيش التركي هو جيش أردوغان الذي يقاتل في سورية اليوم.. هم الإرهابيون.. فعندما تضرب هؤلاء الإرهابيين في سورية فأنت تؤدي لهزيمة أردوغان بشكل مباشر.. فعلينا أن يكون ردنا في الداخل السوري أولاً.. بعدها أنا أعتقد عندما نهزم الإرهاب.. الشعب التركي ليس ضد سورية ولا يكن أي عداوة لسورية.. ستكون العلاقات جيدة.. هذا في حال بقي أردوغان في مكانه..