الوقت- نبل و الزهراء مدينتان سوريتان كثر الحديث عنهما في الاونة الأخيرة, و عادت قضيتهما الى الواجهة الاعلامية بعد أن غاب الحديث عن حصارها المستمر منذ سنتين. تبعد المدينتان المذكورتان حوالي 20 كلم عن عاصمة الشمال السوري "حلب"، وهي تقع في الريف الغربي للمدينة. بعد أن بدأت عناصر الجيش الحر والجماعات الإرهابية المتشددة الأخرى تدخل أحياء عدة من مدينة حلب تعرض أبناء نبل القاطنين في أحياء مختلفة من المدينة لإعتداءات مباشرة بسبب انتمائهم الطائفي وبالفعل تم تصفية بعض أبناء نبل في أماكن عملهم في مدينة حلب ومن ثم قام معظم أبناء نبل بالهجرة من حلب إلى مدينتهم و عندما سيطر ما يعرف بالجيش الحر على المناطق الريفية في شمال حلب جرت محاولات متعددة لقطع الطريق المؤدي من حلب باتجاه الشمال والمعروف بطريق غازي عنتاب، نتيجة ذلك بدأ أهالي نبل المتوجهون من نبل إلى حلب أو بالعكس يتعرضون لمضايقات عديدة وقد تم اختطاف عدد كبير منهم عند عبورهم هذا الطريق تمت مبادلتهم بالمعتقلين من القرى الاخرى ومن ثم في مرحلة تالية تم قطع الطريق بين نبل وحلب بشكل تام ومنع الأهالي من الوصول من و إلى حلب وبدأ حصاراً على مدينة نبل في أواخر شهر أيار /مايو ومازال الحصار مستمراً حتى تاريخ اليوم. تجدر الاشارة الى أن انتماء أهالي نبل و الزهراء الى الطائفة الشيعية أجج حقد التكفيريين عليهم خصوصا بعد الهزيمة المدوية التي مني فيها في ملحمة القصير على الحدود الشمالية للبنان بهزيمة مدوية, أجبرت من تبقى منهم الى الهروب من المدينة باتجاه حمص.
و جديدا على صعيد التطورات الميدانية تمكنت قوات الجيش السوري بمساعدة مقاتلي اللجان الشعبية من صد هجمات الجماعات المسلحة التي تحاول منذ ثلاثة أيام التقدم باتجاه بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، وكبدت المسلحين قتلى وجرحى منهم المدعو "محمود خير" أبرز قادة الحملة التحريضية على البلدتين، بحسب ما أفادت مصادر المنار.
ودمر الجيش السوري وأهالي البلدتين دبابة لمسلحي النصرة هي الثالثة منذ بدء الحملة على المدينة، إضافة إلى آلية مجهزة برشاش، وعربة فوزليكا مع ذخيرتها في الجهة الجنوبية الشرقية لبلدة الزهراء بريف حلب الشمالي.
مصادر من داخل البلدة أشارت إلى أن جبهة النصرة تلقت خسائر فادحة، وإلى حالة هلع أصابت مسلحيها، ما جعلهم يشنون هجوما عبر رمي الصواريخ والقذائف العشوائية على الأحياء السكنية في نبل والزهراء.
وافادت المصادر عينها أن الوضع تحت السيطرة العسكرية، مع وجود تنسيق تام بين اللجان الشعبية والجيش السوري الذي يقوم بطلعات جوية مكثفة بمحيط البلدتين، ما أوجد طوقا ناريا لمنع أي تقدم للمجموعات المسلحة.
ويأتي هذا في وقت حقق الجيش السوري تقدما ملحوظا على جبهة حندرات بريف حلب الشمالي، وسط انهيار بصفوف الفصائل المسلحة وسقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح، فيما دارت اشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في منطقة البريج شمال شرق حلب، وذكر مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية أن وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، أحكمت سيطرتها على منطقتي المناشر والمقلع والتلال المحيطة بمنطقة العويجة في حلب وكبدت الارهابيين خسائر فادحة في الافراد والعتاد.
وأكملت وحدات الجيش سيطرتها على هذه المناطق بعد السيطرة على منطقة السكن الشبابي وقطع طريق امداد المسلحين بين الجندول والعويجة المحاذية لمشفى الكندي، لتكمل بذلك طوقها على المناطق القريبة وتفرض سيطرتهاالنارية على طرق إمداد التنظيمات الإرهابية عبر الأراضي التركية إلى الريف الشمالي.
و يحاول المسلحون التسلل إلى الجبهة الشرقية من جهة المعامل،حيث أوقعوا بعض النقاط في أيديهم ما أدى إلى اقترابهم وسهولة استهداف البلدة بالقذائف. يذكر المواطنون أن من لديه قبو فقد لجأ إلى تجهيزه والاحتماء فيه، أما الآخرون فيمكن تعرضهم لقذائف المسلحين مع العلم أن معظم بيوت البلدتين أرضية ذات طابق واحد. الناس التزموا بيوتهم والمحالّ التجارية مغلقة، ما يعني شبه توقف للحياة اليومية في القريتين. حالة الالتحام بين المدنيين واللجان المدافعة عن البلدة تبلغ أوجها، حيث تظهر بشكل متكرر، خلال أحاديثهم، عبارات الدعاء والامتنان للشباب الذين يقاومون هجوم التكفيريين. اذ أن المسافة الفاصلة بين المسلحين و قوات الدفاع الشعبي عبارة عن 1500 متر ليس أكثر, ما يسهل من ضرب البلدة بمختلف أنواع القذائف و الصواريخ حتى القصيرة المدى و المصنعة محليا من قبل المسلحين, الذين بدأوا عمدا استهداف المدنيين و البيوت الامنة انتقاما و تعويضا عن الخسائر التي لحقت بهم جراء التحامهم بالمدافعين عن البلدة.
و تعاني البلدتان جراء الحصار المفروض عليها من غلاء فاحش, حيث وصل سعر قارورة الغاز على سبيل المثال الى 10 الاف ليرة سورية(50$), و من نقص حاد في المواد الغذائية و التموين و الأدوية, و تفتقد البلدتان للمستشفيات المجهزة أيضا ما عدا عدد من المستشفيات الميدانية المتواضعة, مع ارتفاع نسبة المصابين خصوصا في المعارك الأخيرة بعضهم بترت أعضائه بسبب غياب وسائل العلاج.
ومنذ أيام تحرك بعض أبناء القريتين من سكان منطقة السيدة زينب في دمشق، ضمن تظاهرة لمطالبة السلطات بحماية أهالي نبل والزهراء المنكوبتين. في ظل استغرابهم لعدم التغطية و تسليط الضوء على ما يجري هناك, و تساؤل عن الازدواجية الحاصلة حيث يسلط كل الضوء على كوباني عين العرب اضافة لدعمها بقصف جوي من قبل قوات التحالف الدولي على مواقع المسلحين مانعين تقدمهم نحو المدينة, في حين لم يحرك العالم ساكنا بما خص ريف حلب, بل العكس حيث تقف بعض المحطات كقناة العربية المدعومة من السعودية, متفرجة و كأنها تتنظر سقوط نبل و الزهراء, بشئ من الترقب عارضة لأخبار ملفقة لسيطرة المسلحين على مناطق واسعة من بلدة الزهراء, و هذا ما نفاه الواقع الميداني على الأرض.
رفضت نبل و الزهراء منذ البداية التعاون مع المسلحين و وقف أهلها الى جانب الدولة السورية رغم ما قدموا من شهداء و جرحى و مخطوفين و رغم الخطر المحدق بهم و الحصار المفروض عليهم فموقفهم كان مبدأيا و غير خاضع للمصالح الشخصية, فجسدوا بصمودهم و ما زالوا يجسدون أروع الملاحم و هم يحفرون لاسمهم مكانا في تاريخ النضال حيث لا بد للتاريخ أن يذكرهم و قد برهنوا عمليا ب(وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله) .