الوقت - کشفت اشرطة صوتیة مسربة نشرها الکاتب السعودی ناصر العتیبی، مواقف لامیر قطر السابق حمد بن خلیفة ووزیر خارجیته حمد بن جاسم، عن اساءات لدول خلیجیة وعلی راسها السعودیة والامارات والبحرین.
الاشرطة انتشرت علی مواقع التواصل الاجتماعی وکانت تملکها الدول الثلاث منذ اشهر ، وتتضمن نقاشا دار خلال اجتماع بین الحَمَدین – حمد بن خلیفة وحمد بن جاسم- مع العقید اللیبی الراحل معمر القذافی.
ویری الکاتب ان مضمون هذه المحادثة ، کان السبب الرئیسی ولیس غیرها ( بحسب مصادره ) فی التغییرات التی حصلت فی قطر وازاحت معها حمد بن خلیفة واتت بنجله تمیم خلفا له.
ما تضمنته هذه التسجیلات وصف بالتآمر علی السعودیة والسعی لنشر الفوضی فی أرجائها، حیث قال (الحَمَدان) إن الأسرة الحاکمة السعودیة ستزول خلال 12 عامًا بسبب وجود خلافاتٍ شدیدة فیما بینهم، وأن سعود الفیصل وزیر الخارجیة هو مَن یدیر المملکة ولیس الملک عبد الله. وکشف وزیر خارجیة قطر السابق فی التسجیلات ان بلاده علی علاقة مع جمیع الأطراف المعارضة للسعودیة، وأنها أکبر دولة تسبّب إزعاجًا للسعودیة، وأن قناة الجزیرة تتحدّث عن المحرمات فی السعودیة.
اما امیر قطر السابق فقال ان الاردن ومصر دولتان بدون کرامة بسبب تنسیقهما مع المملکة.
یقول الکاتب العتیبی انه علی ضوء هذه التسجیلات فان صفقة رباعیة جرت بین السعودیة والامارات والبحرین من جهة وقطر من جهة اخری، لضمان الحفاظ علی العلاقات ما بین الجیران - وإن فی أدنی مستویاتها. وقضت الصفقة باستبعاد حمد الامیر لانه لا یمکن بأیة حال من الأحوال العمل من جدید وترمیم العلاقات، بین الطرفین ما لم یتم التخلص من سبب المشکلة وهو (الحَمَدان).
.
.
لن نخوض فی التحقیق والاستقصاء لا عن مصداقیة الخبر ولا عن صحة رای الکاتب الذی یعتبر ان التغییر الذی حصل فی قطر سببه صفقة رباعیة. بل لا بد من الاشارة الی ان القضیة بین هؤلاء، لیست قضیة (رمانة) کما یقول المثل اللبنانی (بل قضیة قلوب ملآنة) بین دول خلیجیة تتربع علی فوهة برکان من الخلافات فیما بینها .
فالمشاکل متجذرة بین السعودیة وقطر وتعود الی تاریخ نشأة الامارة شبه الجزیرة. وجاء سیاق الاحداث والتنافس بینهما علی الهیمنة والسیطرة علی الدول العربیة لیزید من حجم المأزق ویوسع من فجوة الازمة، خاصة فی الفترة الاخیرة، بعد دعم السعودیة لحلفائها فی مصر للاطاحة بحلیف قطر الرئیس المعزول محمد مرسی، وبعد استرجاع الریاض دورها القیادی فی دعم الجماعات المسلحة والمعارضة فی سوریا واقصاء الدور الدوحوی.
المشاکل لا تتوقف عند هذه الامور، فبعد رعایة امیر الکویت صباح الاحمد الصباح فی الریاض لقاء مصالحة بین الملک السعودی عبد الله
وامیر قطر تمیم بن حمد ، تم التوقیع علی اتفاق یتضمن جملة نقاط ابرزها یتعلق بالحفاظ علی امن الدول الخلیجیة وتخلی قطر عن دعم الاخوان المسلمین ، وتوقف قناة الجزیرة والشیخ یوسف القرضاوی عن التحریض واثارة الفتن ضد السعودیة والحکام الجدد فی مصر .
وبعد عودة تمیم الی بلاده منعه والده( الذی لا یزال الحاکم الفعلی لقطر) من تنفیذ الاتفاق . وهذا ما اغاظ الدول الثلاث السعودیة والبحرین والامارات ، فاتخذت اجراءات عقابیة ضد الدوحة وسحبت سفراءها منها، وهددت بفرض عقوبات اضافیة اقسی ، ان لم تنفذ الدوحة الاتفاق.
وبلغ الامر بالدول الثلاث وقطر ان تبادلت فی اجتماعات لمجلس التعاون حول المسؤولیة عن تفجیرات وقعت فی کل من الدوحة والمنامة بحسب ما نقلت مصادر صحافیة .
حتی الان لا تزال الازمة تستعر تحت الرماد بین السعودیة وقطر ، ولم تنجح کل الوساطات الجاریة للاصلاح بینهما والتقریب، ولا یزال سیف تهدید الثلاثی الخلیجی بفرض عقوبات اضافیة فوق راس الدوحة قائما، ما یعنی ان الخلافات القطریة السعودیة مرشحة للتفاقم لا سیما مع اقتراب موعد التسویات فی المنطقة، وتثبیت کل منهما( الریاض والدوحة) نفسه کلاعب اساسی فی المعادلة الجدیدة.