الوقت – قبل عدة ایام حصل انفجار فی البحرین وتحدیدا فی منطقة الدیة واسفر عن مقتل ثلاثة عسکریین بینهم ضابط اماراتی وقام نظام آل خلیفة اثر ذلک بتشدید قمعه للمواطنین البحرینیین والذی قوبل بانتقادات شدیدة من قبل عالم الدین البحرینی آیة الله الشیخ عیسی قاسم .
وقد اعلنت الجماعة التی تطلق علی نفسها " سرایا الاشتر " والتی یقودها عدد من الشباب البحرینیین مسؤولیتها عن هذا الانفجار الذی تم تنفیذه بواسطة عبوة یدویة الصنع استخدمت فی اعدادها مواد متفجرة وفی متناول الید ویمکن صناعتها من خلال معلومات بسیطة موجودة علی صفحات الانترنیت .
واکدت هذه الجماعة فی بیان انها نفذت هذا الانفجار انتقاما للدماء التی سالت علی ارض البحرین والتی کان اصحابها یطالبون بالعدالة والحریة والتغییر السیاسی وردا علی الاحتلال العسکری السعودی لاراضی البلاد والتی تصادف ذکراه السنویة الثالثة هذه الایام .
ورغم ادانة الشیخ عیسی قاسم والسید عبد الله الغریفی فی بیان مشترک لهذا الانفجار ووصفهم إیاه بالارهابی وکذلک شجب جمعیة الوفاق الوطنی الاسلامیة فی بیان منفصل لهذا الانفجار فإن التیارات التی تطالب علانیة باسقاط النظام وفی طلیعتها حرکة الاحرار الاسلامیة وائتلاف 14 فبرایر وحرکة خلاص وجمعیة حق وحزب العمل الاسلامی أیدت فی بیانات منفصلة ایضاً العملیة التی نفذتها "سرایا الاشتر" واعتبرتها ذات مردودات ایجابیة کونها تعید وبقوة قضیة الشعب البحرینی ومطالبه العادلة بتحقیق الحریة والدیمقراطیة الی الواجهة من جدید رغم مساعی السلطات الی التمویه والتعمیة علیها ورکنها طی النسیان .
ویعطی هذا الانفجار الذی نفذته مجموعة قلیلة من الشباب فی منطقة الدیة رسالة مفادها ان الاجهزة الامنیة البحرینیة تعانی من الهشاشة والضعف والارتباک رغم وفرة امکاناتها القمعیة من جانب، ومن جانب آخر یوضح هذا الانفجار الذی قتل خلاله احد الضباط العسکریین الاماراتیین بأن قوات ما یعرف بـ" درع الجزیرة" التابعة لمجلس تعاون الدول العربیة فی الخلیج الفارسی وتقودها السعودیة لا یقتصر دورها علی حفظ الاماکن العامة والمؤسسات الحکومیة فی بلدان مجلس التعاون ومواجهة التهدیدات الخارجیة التی قد تتعرض لها هذه البلدان کما تزعم قیادات هذه القوات بل تتعدی ذلک الی المشارکة فی قمع المتظاهرین المطالبین بالتغییر السیاسی فی عدد من هذه البلدان کما یحصل الآن فی البحرین.
ویری المراقبون ان انفجار الدیة تمکن من بث الرعب فی اوساط حکومة آل خلیفة الی درجة باتت معها هذه الحکومة ومن یدعمها من حلفائها الغربیین وفی مقدمتهم امیرکا یخشون من دخول الثورة البحرینیة مرحلة الکفاح المسلح بعد أن کانت تقتصر علی التظاهرات والاعتصامات السلمیة وخوفهم من أن یرغم ذلک سلطات المنامة علی الجلوس الی طاولة المفاوضات ویجبرها علی التحاور مع المعارضة البحرنییة والقوی السیاسیة التی تمثلها والنزول عند رغبة الشعب والاستجابة لمطالبه المشروعة لحل الازمة المتفاقمة فی البلد .
وتجدر الاشارة الی ان استاذ العلوم السیاسة بجامعة قطر محمد المسفر ذکر أن السعودیة والامارات والبحرین اتهمت قطر بالوقوف وراء تفجیر الدیة رداً علی اتهام الاخیرة لجهات سلفیة قریبة من السعودیة وتسهیلات بحرینیة بالوقوف وراء تفجیرات الدوحة فی 27 فبرایر والتی اسفرت عن مقتل 47 شخصاً ، وهذا ما کان أحد اسباب قرار الدول الثلاث سحب سفرائها من الدوحة وهو الإجراء الأول من نوعه منذ تأسیس مجلس التعاون فی عام 1981. وقد عبرت السلطات القطریة عن اسفها واستغرابها من هذا القرار فی بیان صادر عن مجلس الوزراء.
وتأتی هذه التطورات المتسارعة وغیر المسبوقة علی صعید العلاقات بین دول مجلس التعاون لتعکس مدی التوتر لدی بعض دول المنطقة جراء أداء قناة "الجزیرة" التی تبث من قطر واتهام عدة دول للدوحة باحتضان جماعة الإخوان المسلمین، وقد سبق للإمارات أن استدعت السفیر القطری لدیها وابلغت احتجاجها بسبب تصریحات أطلقها مفتی الجماعة یوسف القرضاوی، کما سبق أن أصدرت السعودیة قرارا یجرّم الانتماء لما اسمته تیارات حزبیة