رفض القائم بالأعمال الإيراني لدى مصر، مجتبي أماني التعليق على قرار الخارجية المصرية باستدعائه، اعتراضا على تصريحات صدرت عن الخارجية الإيرانية.
وقال أماني: "لا أريد أن أعلق على شيء، ولا أريد التعليق على الموضوع".
كانت الخارجية المصرية أعلنت استدعاءه، اعتراضا على ما وصفه المتحدث باسم الخارجية تدخلا في الشئون المصرية، على خلفية تصريحات للخارجية الإيرانية حول الأوضاع في مصر.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من استدعاء الخارجية للسفير القطري، وإبلاغه رسالة شديدة اللهجة، مفادها رفض مصر الكامل لأي تدخل في شئونها الداخلية.
ويعتبر محللون أن الخطوة تشير إلى خط جديدة في سياسة التعامل المصري مع الدول الأخرى، ورفضها أي مساس بشئونها الداخلية، خاصة من قبل تركيا في البداية ثم قطر وإيران.
استدعت الخارجية المصرية اليوم الاثنين رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مجتبي أماني احتجاجاً على تصريحات عبرت عن قلق طهران من تزايد ضحايا قمع المظاهرات، كما جددت انتقاداتها لقطر متهمة إياها بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية بعد بيان مماثل لخارجيتها.
وأفاد موقع صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون غرب ووسط آسيا أبلغ أماني إدانة القاهرة لتصريحات أدلي بها مؤخراً وأخرى من المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الإيرانية حول الشأن المصري.
وشدد السفير خالد عمران على أن هذه التصريحات مرفوضة شكلاً وموضوعاً، وتعبّر عن عدم إلمام أو تغافل متعمد عن حقيقة الأوضاع في مصر.
وأكد رفض حكومته الكامل لتدخل إيران بالشأن الداخلي المصري، مشدداً على "ضرورة احترام سيادة الدول وقرارات شعوبها، لاسيما أن مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي الإيراني".
تدخل مرفوض
ومن جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية بدر عبد العاطي رفض حكومته للتصريحات الإيرانية معتبرا أنها تدخل مرفوض في شؤون مصر الداخلية.
وذكر أن بلاده لن تسمح مطلقا لأي دولة بالتدخل فى شؤونها الداخلية، مؤكداً حق الحكومة فى اتخاذ القرارات الضرورية لتوفير الأمن للمواطنين وفرض للنظام العام في إطار تطبيق القانون وأن "الحكومة مسؤولة أولا وأخيرا أمام الشعب المصري".
وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلت السبت عن المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم تعبيرها عن قلق بلادها "إزاء تصاعد حدة المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مصر والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين المصريين".
فهمي احتج على ما اعتبره تدخلا قطريا بالشأن المصري (رويترز)
انتقاد لقطر
من جهتها، نقلت وكالة أنباء الشرق المصرية عن وزير الخارجية نبيل فهمي خلال تصريحات له بالجزائر أن "الموقف مع قطر يسير في طريق غير سوي، والتدخل القطري لن يمر مرور الكرام".
وكانت الخارجية استدعت السفير القطري بالقاهرة سيف بن مقدم البوعينين السبت للاحتجاج على بيان نظيرتها القطرية انتقد فيه تزايد سقوط ضحايا في المظاهرات بمصر.
وفي تطور لاحق اليوم الاثنين، كشف مصدر مطلع النقاب لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن أن وزير الخارجية كلف سفير بلاده بالدوحة بنقل رسالة احتجاج إلى الحكومة القطرية تعكس الاستياء الشديد والرفض الكامل لمضمون بيان الخارجية القطرية الأخير بشأن الوضع السياسي بمصر.
وقد أعاد السفير المصري بالدوحة محمد مرسي التأكيد أن هذا البيان من جانب الخارجية القطرية "مرفوض شكلا وموضوعا ويمثل تدخلا مرفوضا في الشأن الداخلي المصري".
كما أكد السفير أن القاهرة لن تسمح لأية دولة بالتدخل في الشأن الداخلي للبلاد حتى لو كانت دولة عربية، مشددا على أن شروع هذه الدولة أو تلك في هذا المسلك "يجعلها تتحمل مسؤولية ما سيترتب على ذلك من تبعات".
وسبق أن أصدرت الخارجية القطرية بيانا الجمعة عبرت فيه عن القلق من تزايد أعداد ضحايا قمع المظاهرات، وسقوط عدد كبير من القتلى في كافة أرجاء مصر.
وأشارت خارجية قطر إلى أن قرار تحويل حركات سياسية شعبية إلى منظمات إرهابية، وتحويل التظاهر إلى عمل إرهابي لم يجدِ نفعا في وقف المظاهرات السلمية، بل كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل، في إشارة إلى قرار الحكومة المصرية في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "تنظيما إرهابيا".
واعتبر البيان القطري أن ما جرى ويجري في مصر "يقدم الدليل تلو الدليل على أن طريق المواجهة والخيار الأمني والتجييش لا تؤدي إلى الاستقرار" مؤكدا أن الحل الوحيد هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة في مصر العربية العزيزة من دون إقصاء أو اجتثاث.
يُذكر أن الآلاف قتلوا وجرحوا خلال المظاهرات المتواصلة منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز، وأثناء مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في أغسطس/آب الماضي.