الوقت - بعد استشهاد أب وابنه في مخيم جنين على يد عناصر الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، أكدت كتائب جنين أن سلطة أبو مازن أفشلت كل الجهود الرامية إلى وقف التصعيد، مشددة على أن سلاح المقاومة لن يُلقى أرضاً، وأن النضال ضد الاحتلال مستمر.
وتستمر السلطة الفلسطينية منذ أسابيع في تحركاتها العدائية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتحديداً في مدينة ومخيم جنين، وذلك في إطار التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، وقد أسفرت هذه التحركات عن استشهاد عدد من المواطنين الفلسطينيين على يد عناصر أمن السلطة.
وفي الليلة الماضية، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد "محمد حسين قاسم الحاج"، البالغ من العمر 43 عاماً، وابنه "قسام محمد الحاج"، البالغ من العمر 14 عاماً، برصاص عناصر أمن السلطة الفلسطينية.
جريمة جديدة للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين
وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "صفا"، استُشهد المواطن الفلسطيني وابنه برصاص قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قرب المدخل الشرقي لمخيم جنين، كما أُصيبت بشدة "أسماء محمد الحاج"، ابنة العائلة، في جريمة ارتكبتها عناصر أمنية تتبع للسلطة بقيادة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية.
وأوضحت عائلة الحاج في جنين أن قناصاً من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تمركز على ارتفاع مشرف على المخيم، وأن والد العائلة كان يقوم بإصلاح خزان المياه على سطح منزله قبل أن يستهدفه القناص ويُطلق النار عليه.
من جانبه، صرّح الناطق باسم "كتائب جنين"، التابعة لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، قائلاً: "تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن، حيث استُشهد 16 مواطناً فلسطينياً أعزل على يد عناصر هذه الأجهزة".
سلاح المقاومة في الضفة الغربية لن يُلقى أرضاً
وأضاف البيان إن عناصر الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقلت عدداً من ممرضي مستشفى جنين أثناء تقديمهم العلاج للجرحى، كما قامت باحتجاز الفرق الطبية العاملة في مخيم جنين وأضرمت النار في إحدى سيارات الإسعاف.
من جهتها، تمكن مقاتلو كتائب جنين قبل عدة أيام من اقتحام منزل كان تحت سيطرة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وطرد تلك القوات منه.
وفي بيان آخر، أكدت كتائب جنين أنها تعاملت بإيجابية مع جميع المبادرات التي قدمها الوسطاء والعشائر الفلسطينية لإنهاء التوترات، إلا أن السلطة الفلسطينية أفشلت كل تلك المبادرات وما زالت تصر على التصعيد.
وجددت الكتائب تأكيدها على التمسك بسلاح المقاومة، قائلة: "حتى لو قُدم لنا وزن أسلحتنا ذهباً، فلن نتخلى عنها أبداً، نحن على استعداد لقبول أي حل يضمن وقف إراقة الدماء الفلسطينية ويحترم الحق المشروع لشعبنا في مقاومة الاحتلال".
حركة الجهاد الإسلامي تدين جريمة السلطة الفلسطينية في جنين
بدورها أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بشدة الهجوم الذي شنّته عناصر الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية على منزل عائلة الحاج في مخيم جنين، والذي أسفر عن استشهاد الأب وابنه، وجددت الحركة مطالبتها بوقف اعتداءات السلطة على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار المفروض على مخيم جنين فوراً.
صدرت هذه التصريحات في سياق تصاعد الغضب الشعبي، حيث تستمر السلطة الفلسطينية في ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في مخيم جنين، رغم التحذيرات والمطالب الداخلية بوقف هذه الانتهاكات، وخلال الشهر الماضي، استشهد عدد من الشباب الفلسطينيين على يد قوات الأمن التابعة للسلطة، ما أثار غضباً واسعاً في أوساط الفلسطينيين داخل الضفة الغربية وخارجها.
وقد أدى استمرار هذه السياسات القمعية إلى تدهور مكانة السلطة الفلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني، الذين باتوا يعبرون عن رفضهم المتزايد لهذه الانتهاكات والانحياز الواضح ضد مصالحهم الوطنية.