الوقت- السجل الحافل لكيان الاحتلال الصهيوني في ارتكاب انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني بما يشمل انتهاك مبدأ التمييز ومبدأ التناسب ومبدأ الضرورة العسكرية وقواعد الحماية في النزاعات المسلحة، ولا سيما خلال هجومها العسكري المستمر على قطاع غزة، بما في ذلك شن هجمات عشوائية مدمرة دون إيلاء أي اعتبار لسلامة المدنيين وحياتهم حيث استخدم أنواعًا مختلفة من الأسلحة والذخائر وقوة تدميرية غير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في انتهاك لقواعد الحماية للمدنيين وممتلكاتهم من مخاطر الحرب، والتي يوفرها القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب دفع العديد من المنظمات الدولية والإسلامية للمطالبة بفتح تحقيق دولي يُجرم هذا الكيان الغاصب.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينهض
بعد أكثر من عام على الإجرام الصهيوني الذي استخدم شتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً في حربه العدوانية على غزة طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والإعلان عن الأسلحة الإجرامية لحرق وتبخير الأجساد لإخفاء الجريمة.
وعبر الاتحاد في البيان الختامي للاجتماع الرابع لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي اختتم في الدوحة مساء أمس الأحد، عن بالغ أسفه واستنكاره وتنديده بالموقف المتخاذل لكثير من الدول الإسلامية الذي لم يرق إلى مستوى المسؤولية التي يحتمها الشرع والضمير الإنساني قبل الواجب الأخوي والجوار.
وشدد على أن هذا الصمت والتخاذل ساهم في إمعان العدو المحتل في سفك الدماء وانتهاك الحرمات والإبادة الجماعية الإجرامية والتطهير العرقي العنصري، مشيدا في الوقت نفسه بمواقف جنوب أفريقيا والدول الداعمة والمنظمات الدولية التي وقفت سندا للشعب الفلسطيني.
ودعا الاتحاد إلى تفعيل القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية "في ملاحقة المجرمين الصهاينة فلا معنى لقانون لا نفاذ له"، مطالبا بضرورة استمرار البذل وتقديم العون للشعب الفلسطيني في ظل استمرار هذا العدوان الوحشي.
وفي سياق متصل، أشار البيان الختامي إلى أن الاتحاد يتابع ما يجري في مختلف الدول الإسلامية من تحديات كبرى توجب على الأمة الوقوف معها ومساندتها في محنتها.
دعم مساعي إعادة الإعمار في لبنان
فيما يخص الوضع على الساحة اللبنانية أعرب الاتحاد عن وقوفه مع الشعب اللبناني في دفاعه عن سيادته وأرضه ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم، داعيا إلى مساندة الشعب اللبناني ومد يد العون، مع الدعوة إلى إعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
على الصعيد السوري
أكد البيان الختامي للاتحاد أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع الأحداث المتسارعة في سورية وما قد تؤول إليه من تطور، "ويدعو الله أن يحفظ الشعب السوري من كل سوء وكيد، وأن يحقق له تطلعاته وأمنه واستقراره، ويؤكد وحدة أراضيه، ويقف مع مطالبه العادلة".
دعم الشعب السوداني
فيما يخص الوضع في السودان أكد الاتحاد حق "الشعب السوداني وتطلعه، ووقوفه معه في محنته، وطالب الأمة بالقيام بواجبها نحو الشعب السوداني وقضيته العادلة، وأكد الاتحاد حكومة السودان الشرعية ضد البغاة المتمردين الذي تجاوزوا الحدود كلها في العدوان على الأنفس والأموال والأعراض".
رفض الصمت والتخاذل
في الاجتماع الرابع لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أعرب الاتحاد عن بالغ أسفه واستنكاره للموقف المتخاذل للعديد من الدول الإسلامية، والتي لم ترق إلى مستوى المسؤولية التي تبتغيها من قبل الواجب الأخوي والجوار، هذا الصمت والتخاذل ساهم في تفاقم الوضع وانتهاك الحقوق.
مطالبات حقوقية وإنسانية
في سياق متصل طالبت منظمات حقوقية بالتحقيق في احتمال استخدام كيان الاحتلال الإسرائيلي أسلحة حرارية تؤدي إلى تبخر أو انصهار أجساد الضحايا ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها "إسرائيل"، بما في ذلك احتمالية استخدامها لقنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا في إطار هجومها العسكري واسع النطاق على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقال المرصد الأورومتوسطي: إن شهادات وثقها ومعلومات أولية جمعها كشفت جانبًا مخفيًا من المستويات المروعة للقتل الذي تمارسه "إسرائيل" في قطاع غزة، يتعلق بتُبخر أو انصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تسقطها طائرات حربية إسرائيلية على المنازل السكنية.
وأوضح الأورومتوسطي أن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى إحداث دمار هائل في مربعات سكنية بأكملها خلال هجماته على قطاع غزة يؤدي إلى أعداد ضخمة من القتلى والمصابين، يثير مخاوف من احتمال استخدامه "أسلحة حرارية" أو ما يعرف باسم "القنابل الفراغية"، والتي تشتهر في المجال العسكري بفاعليتها في تدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق الأرضية.
وأشار إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون في عداد المفقودين، إمّا لعدم القدرة على انتشالهم من تحت الأنقاض؛ لعدم توافر المعدات والإمكانات الفنية، أو لعدم العثور على جثامينهم في أماكن أزيلت منها الأنقاض، أو لإخفائهم قسرًا من الجيش الإسرائيلي.
ووثق المرصد الأورومتوسطي عدة حالات لضحايا قضوا في غارات إسرائيلية مدمرة لمبانٍ سكنية، ولدى محاولة انتشال جثثهم اتضح اختفاء البعض منهم أو احتمال تحولهم إلى رماد، وهو ما يثير علامات استفهام بشأن ماهية القنابل المستخدمة في هذه الهجمات.