الوقت- لا يزال العدوان الصهيوني على قطاع غزة، المدعوم من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، يترك وراءه دماراً ودماءً يومياً، كل يوم يمر يزداد حجم الدمار، ويزداد عدد الضحايا، ويزداد التدمير.
الكيان الصهيوني، الذي يعتبر نفسه قوة عسكرية قوية، يجد نفسه عاجزاً عن الوقوف أمام المقاومة الفلسطينية، التي تتمثل في حركة حماس وبقية حركات المقاومة المتواجدة على قطاع غزة، وهنا من الجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني يطلق تصريحات جوفاء فيما يخص مرحلة بعد انتهاء العدوان الصهيوني على غزة، حول مستقبل غزة.
يقول الجيش الصهيوني إنها لن تسمح لحركة حماس من إعادة إدارة غزة بعد الحرب، ومع ذلك، يبدو أن هذه التصريحات تتناقض مع الواقع على الأرض، فالمقاومة الفلسطينية، بقيادة حماس، لن تنتهي، وسوف تظل قوية ومستعدة لمواجهة العدوان الصهيوني.
موضوع إعادة إدارة غزة يظل محل تساؤل، حيث إن المقاومة الفلسطينية لن تسمح للكيان الصهيوني من السيطرة على غزة مرة أخرى، الشعب الفلسطيني يريد حقه في العيش بحرية، وستظل المقاومة الفلسطينية من الشعب، وستظل قوية ومستعدة لمواجهة العدوان الصهيوني، وإن النصر الحتمي سيكون حليف المقاومة الفلسطينية، وسوف يظل الكيان الصهيوني عاجزاً عن وقفه.
حلول مقترحة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب هل تقبلها الأطراف؟
أعلن وزير الخارجية المصري، عن تقدم ملموس في جهود الحوار الذي يجري في مصر، حيث تجري حوارات مكثفة بين حركتي فتح وحماس لتسليم إدارة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية، يأتي هذا التطور في إطار أمل الأطراف المعنية بإدارة غزة وأن تساهم هذه الخطوة في تمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم وبناء مستقبل أفضل بعيداً عن تصريحات الكيان الصهيوني الجوفاء ورغم التقدم المحرز في الملف، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه التطبيق العملي لأنك هناك الكثير من التحفظات حول السلطة الفلسطينة من قبل الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني لكون أبناء الشعب الفلسطيني ذاقوا الأمرييين من أعمال السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية نتيجة للسياسات التي تتبعها السلطة بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي تصب في مصلحة كيان الاحتلال الصهيوني فبالإضافة إلى العقبات السياسية، هناك تحديات اقتصادية وإنسانية تواجه قطاع غزة وتتطلب العمل بصدق وجهد كبير وهذا الأمر تفقده السلطة الفلسطينية ولا يخفى على أحد، ومع ذلك، ففي حال ما تم تسليم إدارة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية هل ستكون هناك جهود من قبل السلطة يمكن أن تساعد في تجاوز هذه التحديات وتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني المنشودة؟
حماس تشدد شروطها... مستقبل غزة على المحك
على الرغم من تصريحات الكيان الصهيوني حول منع حماس من إدارة غزة بعد الحرب، يبدو أن هذه التصريحات تتناقض مع الواقع على الأرض، فحماس، التي تتمتع بدعم شعبي واسع في قطاع غزة، لن تتنازل عن حقها في إدارة القطاع بعد الحرب.
حماس باقية لأنها من الشعب، وهي لن تسمح للكيان الصهيوني من السيطرة على غزة مرة أخرى، بعد أن تراكمت الخبرات والتحصيلات في معارك ضد الاحتلال، والمحادثات بين السلطة الفلسطينية وحماس في القاهرة، والتي تهدف إلى تحديد مستقبل إدارة غزة بعد الحرب، لم تتضح بشكل نهائي حتى الآن.
ومع ذلك، يبدو أن حماس لها شروط واضحة لمنع الكيان الصهيوني من الاستفادة من أي دور للسلطة الفلسطينية حول إدارة غزة بعد الحرب، ومن بين هذه الشروط، يبدو أن حماس تريد ضمانات واضحة من السلطة الفلسطينية حول عدم السماح للكيان الصهيوني من الاستفادة من أي دور للسلطة في إدارة غزة. يبدو أن هذه الشروط تهدف إلى منع الكيان الصهيوني من الاستفادة من أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة، وضمان أن حماس تبقى هي القوة الفعلية في القطاع، وهذا يعد جزءاً من استراتيجية حماس لضمان استمرارها في إدارة غزة، وضمان أن الشعب الفلسطيني يحصل على حقوقه الحقة في الحرية والاستقلال.
علاقة السلطة الفلسطينية بالكيان الصهيوني... حجر عثرة أمام الحرية
المشكلة الأساسية التي تكمن في السلطة الفلسطينية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعة علاقتها بالكيان الصهيوني في العديد من الملفات، هناك تساؤلات حول هذا العلاقة، وخاصة فيما يتعلق بالملف الأمني، ويعتبر الكثيرون أن السلطة الفلسطينية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالكيان الصهيوني، وهو ما يثير مخاوف بشأن الاستقلالية الفعلية للسلطة الفلسطينية في اتخاذ القرارات في حال تولّي السلطة الفلسطينية زمام الأمور في إدارة غزة بعد الحرب، يعتبر العديد من الفلسطينيين أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت السلطة اللفلسطينية سوف تنقل التجربة الموجودة في الضفة الغربية إلى غزة، يعتقد البعض أن السلطة الفلسطينية قد تكرر نفس النماذج والسياسات التي تتبعها في الضفة الغربية، بما في ذلك التعاون الأمني مع الكيان الصهيوني، الذي يعتبره البعض بمثابة تواطؤ في احتلال فلسطين.
هناك أيضًا عدم إجماع تجاه السلطة الفلسطينية من أبناء الشعب الفلسطيني، ويرى البعض أن السلطة الفلسطينية تمثلهم، بينما يعتقد آخرون وهم الغالبية أن السلطة الفلسطينية لا تمثلهم وإنما تمثل مصالحها الخاصة أو مصالح تخدم الكيان الصهيوني، ويعتبر البعض أن السلطة الفلسطينية قد فشلت في تمثيل الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي، وأنها لم تقدم أي حلول حقيقية للمشاكل الفلسطينية بل زادت من حجم المعاناة.
يجب أن تكون هناك مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وخاصة فيما يتعلق بالملف الأمني، ويجب على السلطة الفلسطينية أن تضع في الاعتبار مخاوف الشعب الفلسطيني وتعمل على بناء استقلالية حقيقية في اتخاذ القرارات إذا تولت إدارة قطاع غزة.
وهنا يـطرح السؤال الأساسي هل تضع السلطة الفلسطينية مصلحة الشعب الفلسطيني في المقام الأول وتعمل على على إدارة قطاع غزة بعيداً عن الإملاءات الصهيونية؟، يجب أن تكون السلطة الفلسطينية حكيمة في تعاملاتها وتعمل على بناء استقلالية حقيقية في اتخاذ القرارات.
هل تكرر السلطة سيناريو الضفة في غزة؟
في حال تولّي السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد الحرب، يطرح السؤال حول ما إذا كانت ستتمكن من تحقيق ما لم يحققه العدو الصهيوني خلال الحرب، ويعتبر الكثيرون أن السلطة الفلسطينية قد تواجه تحديات كبيرة في إدارة قطاع غزة، وخاصة بعد الحرب التي تركت دماراً واسعًا.
في الفترة الأخيرة، كان العدو الصهيوني قد فشل في تحقيق أهدافه في غزة، رغم الضرر والدمار الذي تسبب به، ويعتبر البعض أن السلطة الفلسطينية أنها إذا ما استمر في نفس سياستها مع العدو الصهيوني فإنها سوف تضر بالشعب الفلسطيني وبالأخص في غزة، فالسلطة ليس لديها قدرة على بناء استقلالية حقيقية في عملها وفي اتخاذ القرارات، ويعتبر الكثيرون سياسة السلطة الفلسطينية التابعة للأجهزة الأمنية للكيان الصهيوني قد تحقق ما لم يحققه العدو الصهيوني في غزة، حيث إن السلطة الفلسطينية مارست العديد من الانتهاكات بحق الشبان في الضفة الغربية رغم وجود العدوان فكيف سوف تعمل في حال تم تسليمها أيضاً إدارة قطاع غزة، لا بد أن حركة حماس تدرس الأمر جيداً ولن تترك قطاع غزة لقمة سائغة سواء أمام الاحتلال الصهيوني أو أمام السلطة الفلسطينية فالدماء الزكية التي روت أرض غزة يجب الحفاظ عليها.
في النهاية إن إدارة قطاع غزة بعد الحرب تمثل تحديًا كبيراً للجميع، سواء كانت السلطة الفلسطينية أو الفصائل الفلسطينية الأخرى، فمن جهة، هناك إصرار على التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وبناء مستقبل أفضل، ومن جهة أخرى، هناك تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة تواجه القطاع، الحل يكمن في تضافر الجهود لإعادة إعمار غزة والبعد كل البعد من قبل السلطة الفلسطينية عن تنفيذ أجندات الكيان الصهيوني وألّا تكرر الأخطاء التي ارتكبتها في الضفة الغربية بحق أبناء الشعب الفلسطيني.