الوقت- كنت أشرب الشاي مع صديق لي في العشرينيات من عمري، عندما وجه لي بعض الكلمات المؤلمة لإثبات أن هذا هو الحال، كما يشير المؤلف إينات ليو أدلر في مقدمته.
وهو رجل يبلغ من العمر 60 عامًا وله زوجة والعديد من الأطفال، مثل معظم الناس، وقد كون لنفسه أصدقاء مقربين ومهنة طوال حياته.
يقول هذا الرجل إنني لو كنت أعيش في أرض لا تتمتع بحرية الصحافة، أفضل ألا أقرأ الصحف على الإطلاق وألا أنتمي إلى أي فصيل، هذا هو الوضع في "إسرائيل" اليوم، لست أنا من يغادر هنا، "إسرائيل" هي التي تركتني، وهذا المنحدر (الهجرة العكسية) يزداد حدة في كل لحظة، لم أعد أشعر بالارتباط هنا ولا أريد أن يولد أحفادي هنا.
وجاء في جزء آخر من هذه المذكرة أن (عصابة نتنياهو) ستقتل الأسرى غداً، بعد ذلك ستدوس كل قيم الالتزام المتبادل، وتضع الليبرالية والديمقراطية والعدالة في نفس المصير.
وفي ظل هذه الظروف ووباء هذا الشعور، يفضل الكثير منا الهروب لإنقاذ أنفسنا وأبنائنا وأحفادنا، في حين أن النهج المعاكس الوحيد هو حلم المتطرفين الصهاينة بالعيش في مستوطنات قطاع غزة.
ثم يعلن الكاتب عن إحصائية بهذا الخصوص فيكتب: منذ الـ7 من أكتوبر، غادر هنا أكثر من 100 ألف إسرائيلي، بينما لم تشمل الإحصائيات الرسمية آلافا آخرين، وحتى قبل الـ 7 من أكتوبر، خلال الانقلاب على الهيكل القضائي غادر الناس من هنا، بينما نشهد هذه الظاهرة بشكل يومي، جميعنا لدينا أصدقاء مثل أصدقائي الذين يسعون للهجرة، حتى لو كانوا لا يحبون المكان الذي يريدون الهجرة إليه، ولكن يفضلون الهجرة له، يقول صديقي، حتى لو لم أغادر "إسرائيل"، فلن يتمكن أطفالي من العيش في هذا المكان بعد الآن.
وفي نهاية المذكرة، جاء أيضًا أن "إسرائيل" 2025 لن تعود تذكرنا بحلم أجدادنا الذين هاجروا إلى هنا عبر البحار، ولن تكون المكان الذي عملوا فيه من أجل تحقيق أهدافنا، لأن الذين يريدون الاحتفاظ بمقاعدهم والوصول إلى المناصب الحكومية سحقوها وشوهوها.
إن الذين يطلقون النار على القوانين والمعايير في وضح النهار ويرتدون سترة الحصانة ليقولوا إن لهم مكانا خارج القانون وعلينا أن نعترف بمرارة أنهم سجلوا انتصارا مطلقا علينا.