الوقت - في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن مصر و"إسرائيل" تجريان محادثات جديدة لإعادة فتح معبر رفح الحدودي.
تأتي هذه الجهود في إطار سعي لتسهيل تدفق المساعدات إلى القطاع، بعد أن أغلق المعبر منذ مايو 2024 بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتسلط هذه التطورات الضوء على أهمية التعاون الإقليمي في تحقيق السلام والاستقرار، في وقت يتطلع فيه الجميع إلى تهدئة الأوضاع وتحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين.
في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية يوم السبت، تم الكشف عن أن مصر و"إسرائيل" تجريان محادثات لإعادة فتح معبر رفح، وهو المعبر الحدودي الرئيسي الذي يربط بين مصر وقطاع غزة، يأتي هذا التطور في إطار جهود جديدة تهدف إلى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالإضافة إلى محاولة التوصل إلى اتفاق أوسع لوقف القتال المستمر في المنطقة.
أغلق معبر رفح منذ مايو 2024 بعد أن شنت "إسرائيل" عملية عسكرية واسعة النطاق في بلدة رفح الحدودية، وقد اعتمدت غزة بشكل كبير على هذا المعبر لإيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها، ما جعل إغلاقه يشكل أزمة إنسانية متزايدة في القطاع، وفي هذا السياق، قام مسؤولون مصريون بزيارة "إسرائيل" في وقت سابق من الأسبوع الجاري للتفاوض حول شروط إعادة فتح المعبر.
تسعى المحادثات الحالية إلى الاستفادة من الزخم الذي نتج عن وقف إطلاق النار في لبنان، الذي صمد لأربعة أيام بعد شهرين من القتال العنيف بين "إسرائيل" وحزب الله، إذا تم التوصل إلى اتفاق بين مصر و"إسرائيل"، فقد يتم فتح المعبر في أوائل ديسمبر، وفقًا للمفاوضين العرب.
تشمل المساعي الجديدة لإعادة فتح المعبر اقتراحًا تتم مناقشته مع كل من "إسرائيل" وحماس، يهدف إلى وقف القتال في غزة لمدة 60 يومًا على الأقل، يتضمن الاقتراح أيضًا السماح لـ"إسرائيل" بالحفاظ على وجود عسكري في القطاع، مع بدء إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة بعد سبعة أيام، ومن المتوقع أن يناقش مسؤولو حماس هذا الاقتراح في القاهرة.
أكد مسؤول في حماس أن وفدًا من الحركة سيتوجه إلى القاهرة، لكنه لم يعلق على جدول أعماله.
في سياق متصل، أعربت حماس عن انفتاحها على وقف إطلاق النار، ولكنها كانت تقاوم منذ فترة طويلة الشروط التي تهم "إسرائيل" ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار في لبنان قد ساهم في تقليل الضغوط على حماس، التي واجهت خسائر كبيرة في صفوف قياداتها ونشطائها.
في تحول ملحوظ، أشار كل من مصر وحماس إلى أنهما لن يصرّا على مغادرة الجيش الإسرائيلي من معبر رفح الحدودي على الفور، وهو ما كان يعد مطلبًا رئيسيًا قد أحبط المحاولات السابقة لإعادة فتح المعبر.
في المراحل الأولى من إعادة فتح المعبر، سيتم السماح بدخول 200 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميًا، وفقًا للمفاوضين العرب، ومع ذلك، لم يتم تأكيد أي شيء رسمي حتى الآن، حيث رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق، وكذلك مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
في تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أكد نتنياهو أنه غير مستعد لإنهاء الحرب في غزة، مشددًا على أن تل أبيب ستستمر في مهمتها للقضاء على حماس.
وقد واجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، بالإضافة إلى ضغوط تمارسها إدارة بايدن في أعقاب اتفاق لبنان.
سلط الاتفاق في لبنان الضوء على الظروف الإنسانية القاسية في قطاع غزة، حيث أدى القتال المستمر إلى تدمير جزء كبير من القطاع وتشريد أكثر من مليوني شخص، وقد قُتل أكثر من 44,000 شخص نتيجة النزاع، ما يزيد من الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية.
مع تحول الاهتمام الإقليمي نحو لبنان، أصبحت المحادثات حول غزة في حالة من الركود، ضغطت "إسرائيل" لتنفيذ عمليات في الجزء الشمالي من القطاع لاستهداف فلول حماس، ما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
في هذا السياق، اقترحت مصر في أكتوبر الماضي وقف إطلاق نار محدود لمدة تصل إلى أسبوعين، على أمل بناء زخم للتوصل إلى اتفاق أكبر.
عرضت "إسرائيل" بشكل منفصل على أعضاء حماس المرور الآمن إلى دولة أخرى إذا توقفوا عن القتال وأطلقوا سراح الرهائن، ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق ملموس حتى الآن، ما يجعل الوضع في غزة معلقًا بين الأمل في تحسين الأوضاع الإنسانية والواقع الصعب الذي يعيشه السكان.
تظل محادثات إعادة فتح معبر رفح موضوعًا حيويًا في سياق الأزمات الإنسانية والسياسية في المنطقة. مع استمرار المفاوضات بين مصر والكيان الصهيوني وحماس، يبقى الأمل قائمًا في تحقيق تقدم يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، لكن التحديات لا تزال كبيرة، والقرارات السياسية ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مصير هذه الجهود.