الوقت- يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ أكثر من عام، مكثفاً في الشهرين الماضيين إبادته الجماعية في شمال القطاع، وخلال الحرب الحالية وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات قطاع غزة ضمن قائمة أهدافها العسكرية بذريعة استخدامها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، ولكنها لم تقدم أدلة ملموسة، في حين دحضت ذلك تقارير وتحقيقات صحفية دولية.
وفي هذا السياق وضمن حربه على المستشفيات، قصفت طائرات الاحتلال تمديدات الأكسجين مرة أخرى في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، هذا ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس، الوضع الراهن في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة بـ"المأساوي".
وفي منشور له على منصة "إكس"، أوضح غيبريسوس ، أن 14 شخصا أصيبوا خلال الساعات الـ 48 الماضية في مستشفى كمال عدوان نتيجة لهجوم مكثف من قبل الجيش الإسرائيلي، وأكد أن مدير المستشفى الطبيب حسام أبو صفية وبعض الأطباء من بين المصابين في الهجمات الإسرائيلية.
مضيفاً "هذا الوضع مأساوي للغاية، وما زال هناك الكثير من المصابين في المستشفى وغرف العناية المشددة"، مؤكداً على ضرورة وقف الهجمات على المستشفى بشكل فوري وتوفير ممر آمن للبعثة الإنسانية حتى يتم التمكّن من نشر الطواقم الطبية وتوفير الإمدادات لمن تبقى من المرضى.
يذكر أنه في بداية الاجتياح البري للقوات الإسرائيلية على غزة عام 2023، فرضت "إسرائيل" حصارا على مستشفى كمال عدوان وهو مستشفى حكومي عام يقع في بيت لاهيا في قطاع غزة، ويعد أحد أكبر المستشفيات في القطاع، وتبلغ القدرة السريرية الإجمالية له 94 سريراً تقريباً.
قتلوا أطفالنا أمام أعيننا ودفناهم بأيدينا
قال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل ابنه لأنه يقدم رسالة إنسانية، وإنه دفن ابنه بجوار جدار المستشفى.
ولم يتمالك أبو صفية نفسه، وانهمرت دموعه عند تذكُّر ابنه الشهيد، معبّرًا عن الألم العميق الذي يشعر به نتيجة فقدانه وسط الأحداث المؤلمة التي يشهدها شمال قطاع غزة.
وأردف قائلا "كل شيء فقدناه في هذه المستشفى حتى أبناؤنا، حرقوا قلوبنا على المستشفى وقتلوا أطفالنا أمام أعيننا لأننا نحمل رسالة إنسانية، ونقوم بدفنهم بأيدينا".
والجمعة، أعلنت وزارة الصحة في غزة اقتحام الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، واعتقال مئات المرضى والجرحى والطواقم الطبية، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إنها فقدت الاتصال بهذا المستشفى، ويتزايد عدد الجرحى بشكل مستمر، إذ يفقد المصابون حياتهم لعدم توافر الإمكانات الطبية اللازمة، وطالب المجتمع الدولي بفتح ممرات إنسانية لإدخال الطواقم الطبية والمعدات اللازمة لإنقاذ الجرحى.
وبعد إصابة مدير المستشفى الآن يعمل المستشفى بطبيب واحد فقط، يذكر أن المستشفى هو "الوحيد" الذي ما زال يقدم الاستجابة بحدها الأدنى في الشمال، الذي يتعرض لعمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة.
وأعرب أبو صفية عن خشيته من أن تتحول المستشفيات في الشمال لـ"مقابر جماعية" وسط نقص العلاج اللازم والمستلزمات الأساسية للحياة كالوقود والطعام.
وقال "كل دقيقة يموت شخص.. هناك عشرات الجثث في الشوارع"، مبيناً أن العديد من القتلى كان بالإمكان أن يعيشوا لو تم تقديم علاج بسيط لهم، لكن بسبب الحصار وكثافة القصف يبقون في الشوارع ويتم العثور عليهم لاحقاً وقد فقدوا حياتهم.
وأكد أبو صفية أن نداءات استغاثتهم السابقة بقيت بـ"لا جواب" من المجتمع الدولي، مستدركاً "تم إخلاء بعض المرضى لكن من دون توفير مستلزمات طبية للمستشفى".
أمطار غزيرة وفيضانات تزيد الوضع سوءاً
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الأمطار الغزيرة في غزة أمس، تسببت في فيضانات في عدة مواقع يقيم بها النازحون في خان يونس جنوبا ومدينة غزة شمالا، وقد أتلفت الأمطار خيام الناس وممتلكاتهم.
ويقوم مكتب الأوتشا ومنظمات الأمم المتحدة بزيارات ميدانية إلى عدة مناطق لتقييم آثار الأمطار وحشد جهود الاستجابة، وتقدر منظمات أممية عدد المقيمين في أماكن إيواء مؤقتة بأنحاء غزة بمليون وستمئة ألف شخص، وكانت جهود الاستعداد لموسم الأمطار قد قابلت العديد من القيود المشددة خلال الأشهر الأخيرة بسبب التحديات التي تواجه الوكالات في جلب إمدادات كافية إلى غزة.
ويقيم أكثر من 450 ألف شخص في 100 منطقة معرضة للفيضانات في خان يونس ودير البلح ورفح، وفي جميع تلك المواقع، تقدم الجماعات المحلية الدعم لاستعدادات هطول الأمطار وحدوث الفيضانات، ومنها وضع أكياس الرمل في 20 موقعا.
وأشار ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن 90% من هذه المواقع - التي جرى بها التقييم - تفتقر إلى خطط طوارئ يمكن تنفيذها إذا تسببت الفيضانات في جعلها غير قابلة للسكن.
وفي مدينة غزة، تفيد التقييمات بأن عشرات الأسر شُردت بعد أوامر الإخلاء الصادرة يوم السبت من السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق بأحياء شرقية بالمدينة.