الوقت- قالت منظمة العفو الدولية إن من المرجح أن يشكل استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لفروع مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، وينبغي التحقيق فيه على أنه جريمة حرب، ولطالما كانت هذه هي استراتيجية كيان الاحتلال الغاصب في الهروب من الهزيمة فاستهداف مؤسسة القرض الحسن لم يأتِ إلا ردا على الخسائر الاقتصادية الهائلة التي كبّدها حزب الله اللبناني للكيان الصهيوني لأكثر من عام، والفشل الذريع الذي تتلقاه قوات الجيش الصهيوني على الحدود مع لبنان وهو ما يؤكد أن كيان الاحتلال الصهيوني في طور الانتقال إلى الأهداف المدنية بعد فشله باستهداف قدرات الحزب العسكرية.
جريمة حرب
اعتبرت منظمة العفو الدولية استهداف المؤسسة المالية اللبنانية انتهاكاً للقانون الدولي الانساني ووفق المنظمة فإن مؤسسة القرض الحسن جمعية مالية غير ربحية لديها ما يزيد على 30 فرعا في مختلف أنحاء لبنان، وهي تشكل شريان حياة اقتصاديا لعدد لا يحصى من المدنيين اللبنانيين.
وشددت المنظمة على أنه، بموجب قوانين الحرب، فإن فروع المؤسسات المالية أعيان مدنية ما لم تكن تُستخدم لأغراض عسكرية، ولذا فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عليها “يرجح أن تشكل هجومًا مباشرًا على أعيان مدنية”، وفق المنظمة.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان: “حتى لو كانت المؤسسة تقدم تمويلا لحزب الله كما يزعم الجيش الإسرائيلي، فمن غير المرجح أن تندرج ضمن تعريف الهدف العسكري، وخاصة الفروع التي تخدم العملاء المدنيين”، وأضافت المنظمة: “الارتباط بحزب الله لا يكفي لتصنيف مبنى مدني أو المدنيين الموجودين فيه كأهداف عسكرية”.
وذكّرت المنظمة بأن فروع القرض الحسن تتواجد “داخل مبان مدنية أو وسط أحياء مدنية مكتظة بالسكان”، وقالت إنه “يجب على القوات الإسرائيلية في كلّ الأوقات التمييز بشكل واضح بين الأهداف العسكرية والممتلكات المدنية”.
من الجدير بالذكر، بأنه بدأت أولى الضربات لفروع المؤسسة بعيد الإعلان مباشرة بنحو نصف ساعة، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية وقوع ما مجموعه 11 غارة على مباني مؤسسة القرض الحسن في الضاحية الجنوبية لبيروت، علاوة على عدة فروع أخرى في أنحاء أخرى من البلاد، من ضمنها الجنوب والبقاع.
ما هي مؤسسة القرض الحسن
تعد مؤسسة القرض الحسن، التي تعمل بموجب ترخيص منحته لها الحكومة اللبنانية، أكبر جهة مقدمة للقروض الصغيرة في لبنان حاليًا، ويستخدمها العديد من المدنيين اللبنانيين للحصول على قروض صغيرة من دون فائدة.
ويعتمد عديد من اللبنانيين من مختلف الطوائف على مؤسسة القرض الحسن للحصول على قروض لتسديد تكلفة التعليم والرعاية الصحية ومزاولة الأعمال الصغيرة، وخاصة منذ انهيار القطاع المصرفي في لبنان عام 2019، وهي تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2007.
ومؤسسة القرض الحسن جمعية مالية غير ربحية لديها ما يزيد على 30 فرعا في مختلف أنحاء لبنان، وهي تشكل شريان حياة اقتصاديا لعدد لا يحصى من المدنيين اللبنانيين.
جدوى ضرب المؤسسة
بعد ضرب فروع مؤسسة القرض الحسن، إعلام إسرائيلي يُقرّ بفشل تأثير الاعتداءات الإسرائيلية على فروع مؤسسة "القرض الحسن" المنتشرة في عدّة مناطق في لبنان، ويؤكد أن حزب الله لم ينهر مالياً، وهو يستطيع التغلّب على كلّ شيء.
وفي هذا السياق قالت قناة "كان" الإسرائيليّة إنّ "حزب الله" لم ينهر مالياً فهو يستطيع التغلب على كل شيء"، وأضافت "كان": "لا أحد يستطيع إلغاء "حزب الله" كما لم تلغِ إسرائيل "حماس" داخل غزة على مدى سنة".
وفي سياق آخر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "حزب الله" ليس في مسار انهيار، ونحن نرى ماذا يحدث هنا كل يوم وكم يسجل من نجاحات"، مؤكداً أنّ "لا أحد يستطيع إلغاء حزب الله في لبنان، كما لم تلغِ إسرائيل حماس داخل غزة على مدى سنة".
ووفق محللين فإنّ استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمؤسسات مالية واجتماعية، تابعة لحزب الله، وتحديداً مؤسسات "القرض الحسن"، يأتي رداً على الخسائر الاقتصادية الهائلة التي كبّده إياها الحزب منذ أكثر من عام، وكذلك سعياً لضمان موقف سياسي قوي بالتزامن مع زيارة الموفد الأمريكي آموس هوكستين إلى لبنان.
الخسائر الاقتصادية للكيان الصهيوني
تمتاز منطقة الجليل الغربي بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للاقتصاد الاسرائيلي، حيث إنها تزدحم بالكثير من المصانع، وحسب احصاءات مالية فإن خسارة مصانع العسل في الجليل تجاوزت على مدى عام كامل أكثر من 4 مليارات دولار، وفقا للأرقام الإسرائيلية.
ويرى خبراء اقتصاديون أن ما تبقى من مصانع إسرائيلية في الجليل سيكون بمرمى صواريخ الحزب مجددا، وبالتالي فإن إسرائيل ستكون على موعد مع المزيد من الخسائر الاقتصادية.
يذكر أن الجليل الغربي أصبح شبه فارغ منذ أكثر من عام، سواء من المستوطنين أو المصانع هربا من صواريخ حزب الله التي استهدف بها المنطقة، منذ أكثر من عام إسنادا للمقاومة في قطاع غزة، والتي أطلقت طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.