الوقت- في ظل حالة السكر التي تعيشها السلطات الصهيونية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء كيان الاحتلال، بعد عمليتها الإجرامية باغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والتي تعيش في وهم النصر، تتحدث أوساط كثيرة في هذا الكيان عن عواقب هذه الجريمة، وتحذر من المفاجآت المخيفة التي تنتظر "إسرائيل"، ويعتقد كثيرون أنه بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، لن يكون هناك أي تغيير في الوضع الفوضوي الذي يعيشه هذا الكيان.
وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة هآرتس العبرية، في عامود كتبه كاتب هذه الصحيفة جدعون ليفي، في مقال له: الإسرائيليون سعداء بشكل يبعث على السخرية بعد اغتيال نصر الله، ويقومون بتوزيع الحلوى والشوكولاتة، ولم تتراجع "إسرائيل" قط وتضعف قبل هذا.
وأضافت وسائل الإعلام الصهيونية هذه: إن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن انفجار 80 قنبلة أمريكية في الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على لبنان يوم الجمعة لم يعرف بعد، ولكن مهما كانت هذه الخسائر البشرية، فليس لها أي تأثير على الوضع الفوضوي الذي تعيشه "إسرائيل"، سواء قُتل في هذا الهجوم مئة شخص أم آلاف المدنيين.
ويقال في تكملة المقال: سؤالنا بعد اغتيال نصر الله، هل كان الوضع في "إسرائيل" صباح الأحد أفضل منه صباح الجمعة؟ ما الذي تغير حقا؟ والحقيقة أنه بعد اغتيال نصر الله لن تنجو "إسرائيل".
وتابع كاتب هذا التقرير: نحن الآن في الأسبوع الأول من دون نصر الله، فلنلقي نظرة جيدة حولنا، الضفة الغربية تحت الانفجار، و"إسرائيل" محاصرة بين أنقاض غزة، ولا سبيل لتحرير الاسرى من غزة والمؤسسات المالية في العالم تواصل خفض التصنيف الائتماني للاقتصاد الإسرائيلي.
وأضاف: "من الأفضل حقًا عدم ذكر وضع إسرائيل الدولي بعد الآن، لأنه محرج للغاية، انظروا إلى مشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال خطاب نتنياهو يوم الجمعة (في إشارة إلى خلو القاعة من الحضور أثناء خطاب نتنياهو وسخرية الجمهور منه)، ولذلك فإن الوضع الأمني في "إسرائيل" أكثر اضطرابا مما يبدو، وقد تندلع حرب إقليمية في أي لحظة هذه الأيام، وقد خطونا يوم الجمعة خطوة كبيرة نحو بدء هذه الحرب.
وأكد كاتب هذا المقال في صحيفة "هآرتس": بعد عام من الحرب، لا تتحدث "إسرائيل" سوى لغة واحدة، وهي لغة الحرب والقوة الجامحة، ومن المخيب للآمال والمخزي للغاية أن الملايين من الناس فقدوا كل شيء بسبب هذا النهج الحربي الإسرائيلي، لكن البركان سوف ينفجر ذات يوم، وسواء كان نصر الله أم لا، فرغم أن "إسرائيل" لا تزال مدعومة من أمريكا في عمليات القتل التي ترتكبها في غزة ولبنان، فإنها لا يمكن أن تستمر هكذا إلى الأبد.
وحسب هذا المقال فإن "إسرائيل" ليس أمامها أي آفاق وخيارات محددة أمامها، ولا يمكن لدعم واشنطن أن ينقذها إلى الأبد؛ وخاصة في ظل العزلة الدولية التي تعيشها "إسرائيل."
وفي وقت سابق، أعلنت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير حول وضع الكيان الصهيوني بعد استشهاد السيد حسن نصر الله: بعد اغتيال نصر الله، من المحتمل أن يدرس باقي قادة وقيادات حزب الله كيفية الرد على "إسرائيل"، وفي هذه الأثناء، تظهر التقييمات أنه من المؤكد أن الضربات الأخيرة التي تعرض لها حزب الله لا يمكن أن تضعفه؛ لأن حزب الله لا يزال لديه العديد من القادة المهرة، وبالإضافة إلى ذلك، فهو لم يستخدم بعد أقوى أصوله، بما في ذلك الصواريخ الموجهة والصواريخ بعيدة المدى؛ الصواريخ التي من شأنها أن تسبب أضرارا كبيرة للبنية التحتية العسكرية والمدنية لـ"إسرائيل."
وشددت وسائل الإعلام الأمريكية على أن حزب الله لم ينتقم حتى الآن رداً على اغتيال نصر الله؛ لكننا بالتأكيد سنواجه تغييرات كبيرة، ويقول جوناثان بانيكوف، مسؤول استخباراتي أمريكي كبير سابق متخصص في الشؤون الإقليمية: إن حزب الله سيقدم بالتأكيد ردا كبيرا على "إسرائيل".