الوقت في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تبرز حركة المقاومة الإسلامية حماس كقوة رئيسية في السعي لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني.
لطالما كانت حماس منفتحة على المفاوضات التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، ومع ذلك، فإن تعنت "إسرائيل" بقيادة بنيامين نتنياهو وإعاقته المتكررة للمفاوضات يمثلان عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام.
لقد رحبت حماس مرارًا وتكرارًا بالجهود الدبلوماسية التي من شأنها أن تخفف من وطأة الأزمة الإنسانية في غزة وتضمن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ومع ذلك، فإن "إسرائيل"، بقيادة نتنياهو، تلجأ إلى المراوغة واختلاق الذرائع في كل مرة، ما يدل على عدم التزامها الحقيقي بالتوصل إلى حل سلمي، ويصل هذا التعنت إلى ذروته في عملية الاغتيال الغادرة لرئيس حركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، والتي تظهر النوايا الحقيقية ل"إسرائيل" في عرقلة أي تقدم نحو السلام.
إن ’إسرائيل"، بقيادة نتنياهو، تضع باستمرار شروطًا إضافية وتعقيدات في المفاوضات، ما يدل على محاولة متعمدة لعرقلة أي تقدم، ويبدو أن هدفهم الحقيقي ليس التوصل إلى اتفاق عادل ودائم، بل إطالة أمد الصراع ومعاناة الشعب الفلسطيني، وإن هذه التكتيكات المماطلة والمتناقضة تتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان .
حماس تتمسك برؤية بايدن... الكيان الصهيوني يعرقل المفاوضات بشروطه الجديدة
أعربت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن إحباطها من استمرار العنف ضد الفلسطينيين على الرغم من جهود الوساطة الجارية، وفي بيان صدر يوم الأحد، دعت الحركة الوسطاء إلى تطبيق اتفاق 2 يوليو/تموز 2024 على أساس رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.
وأكدت حماس في بيانها على أن التزام "إسرائيل" بالشروط المتفق عليها مسبقًا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، بدلاً من الدخول في جولات تفاوضية جديدة أو مقترحات إضافية، وجاء هذا البيان في ظل استمرار التوتر بين حماس و"إسرائيل"، حيث كانتا على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة إطلاق سراح الأسرى في الشهر الماضي.
وأشارت حماس إلى أن الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر ومصر، لديهم دور أساسي في ضمان التزام "إسرائيل" بالاتفاقيات السابقة، ومنع أي تصعيد إضافي للعنف، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان وفد حماس سيحضر الاجتماعات القادمة مع الوسطاء في القاهرة أو الدوحة، ما يلقي بظلال من الشك على فرص التوصل إلى اتفاق دائم في المستقبل القريب.
إن إحباط حماس من استمرار العنف ضد الفلسطينيين، وعدم التزام "إسرائيل" بالاتفاقيات السابقة، يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها جهود الوساطة، ومع استمرار التوتر والخلافات، يبقى مصير الشعب الفلسطيني معلقًا في الميزان، ما يزيد من أهمية الدور الذي يلعبه الوسطاء في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
تعنت نتنياهو يعرقل السلام
لطالما كان بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، عقبة أمام تحقيق السلام مع حركة المقاومة الإسلامية حماس ففي كل مرة تقترب فيها المفاوضات من نقطة اتفاق، يلجأ نتنياهو إلى وضع شروط جديدة وإعاقة التقدم، ما يعيد الطرفين إلى نقطة الصفر، حيث إن الكيان الصهيوني، بقيادة نتنياهو، يعمل على شراء الوقت وتأخير المفاوضات، دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في غزة.
إن تاريخ الكيان الصهيوني حافل بالعراقيل التي وضعها أمام أي جهود لتحقيق السلام، ففي كل مرة يتم التوصل فيها إلى اتفاق أو تفاهم، يجد الكيان الصهيوني ذريعة جديدة لعرقلة التنفيذ، إنهم يتجاهلون الوساطة الدولية ويصرون على وضع شروطهم الخاصة، ما يدل على عدم الجدية في التوصل إلى حل دائم.
ويتساءل المرء، هل يدرك كيان الاحتلال عواقب ما يقوم به؟ إن استمرار العدوان على غزة ورفض التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى تصعيد المقاومة، فعلى الطاولة الآن، هناك خيار واضح: إما السلام العادل أو مواجهة مقاومة باسلة في حال قرر الكيان الصهيوني الاستمرار في عدوانه.
إن حركة حماس، التي تتمسك بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة، لن تقبل باستمرار الوضع الراهن، فهي على استعداد للدفاع عن حقوق الفلسطينيين بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك المقاومة المسلحة، ونتنياهو والكيان الصهيوني يجب أن يدركوا أن هناك حدودًا لصبر الشعب الفلسطيني، وأن أي محاولة لشراء الوقت أو عرقلة المفاوضات لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والصراع.
حماس بين خيارين... صمود ومقاومة مع إتاحة الفرص للسلام
تواصل حركة المقاومة الإسلامية حماس مسيرتها الشجاعة على مسارين متوازيين، الأول هو الدفاع المستميت عن غزة والشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، والثاني هو إتاحة الفرص للوسطاء الدوليين لإيجاد حلول دبلوماسية تخفف من المعاناة الإنسانية التي تسبب بها الكيان الصهيوني، وفي كلا الحالتين، تؤكد حماس أن أولويتها القصوى هي ضمان حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
إن الكيان الصهيوني، بقيادة بنيامين نتنياهو، يمارس المراوغة وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، ما يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، وإن تعنت الكيان الصهيوني ورفضه للمفاوضات دون شروط جديدة يدل على عدم التزامه بتحقيق السلام الدائم، إنهم يتجاهلون الوساطة الدولية ويصرون على شروطهم التعجيزية، ما يعكس نواياهم الحقيقية في إطالة أمد الصراع.
وفي خضم هذه التطورات، يبرز سؤال مهم: هل تستطيع جهود الوسطاء الضغط على كيان الاحتلال لقبول المفاوضات دون شروط جديدة؟ إن دور الوسطاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة وقطر ومصر، هو دور حاسم في دفع الكيان الصهيوني نحو طاولة المفاوضات، ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يتطلب إرادة سياسية قوية وموقفًا حازمًا ضد أي محاولة لعرقلة السلام.
إن حركة حماس، التي تتمتع بدعم شعبي واسع، تضع مصير الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياتها، إنهم عازمون على الصمود والمقاومة، ولكنهم أيضًا يمدون يد السلام إذا كان الكيان الصهيوني مستعدًا للالتزام بالاتفاقيات الدولية واحترام حقوق الفلسطينيين.
إن الكرة الآن في ملعب الكيان الصهيوني، وعليه أن يختار بين السلام العادل أو مواجهة عواقب استمرار العدوان، فحماس، بصمودها ومقاومتها، تثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع أو يستسلم، إنهم يقفون شامخين في وجه الظلم والاحتلال، ويؤكدون أن حقوقهم ليست محل تفاوض، وإن الكيان الصهيوني، بمراوغته ومجازره، يقود المنطقة إلى مستقبل مظلم، ولكن حماس، بشجاعتها وثباتها، تضيء الطريق نحو الحرية والعدالة
في الختام، إن حركة حماس، بصمودها ومقاومتها ، تبرهن للعالم أجمع أنها المدافع الحقيقي عن حقوق الشعب الفلسطيني، فهم يقفون بثبات في وجه آلة الحرب الصهيونية، بقيادة نتنياهو، الذي أثبت مرارًا وتكرارًا أنه لا يسعى إلى السلام، حيث إن تعنت الكيان الصهيوني ورفضه للمفاوضات دون شروط جديدة يدل على نواياه الحقيقية في إطالة أمد الاحتلال ومعاناة الفلسطينيين، و حماس، بشجاعتها وتضحياتها، تستحق الدعم والتضامن من المجتمع الدولي، إنهم يقدمون نموذجًا فريدًا في الصمود والمقاومة السلمية، ويمدون يد السلام إذا كان الكيان الصهيوني مستعدًا للالتزام بالاتفاقيات الدولية واحترام حقوق الشعب الفلسطيني
.يجب على الكيان الصهيوني أن يدرك أن سياساته العدوانية ورفضه للسلام لن تجلب له الأمن أو الاستقرار، إن الطاولة الآن أمام الكيان الصهيوني، وعليه أن يختار بين السلام العادل أو مواجهة عواقب استمرار العدوان، فالشعب الفلسطيني، بقيادة حماس، لن يتراجع أو يستسلم، وسيواصل نضاله المشروع حتى تحقيق الحرية والعدالة.