الوقت- في حين لا تزال وسائل إعلام وخبراء ودوائر النظام الصهيوني تقوم بالتحليل والتكهنات حول نوعية رد إيران وحزب الله على جرائم هذا النظام الإرهابية باستشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وفؤاد شكر القائد العسكري الكبير للحزب، أعلنت مصادر عبرية أن التقديرات تشير إلى أنه كلما تأخرت إيران وحزب الله في الرد على "إسرائيل"، كلما زاد إرباك الإسرائيليين وتفككهم عسكريا ونفسيا واجتماعيا.
وحسب هذه التقارير، فإن الخسائر الاقتصادية للكيان الصهيوني، والتي تزايدت بشكل غير مسبوق في حرب غزة، أصبحت أسوأ بكثير بسبب الخوف من رد فعل إيران وحزب الله، بالإضافة إلى الاتجاه التنازلي في قيمة العملة، الشيكل (عملة النظام الصهيوني)، وما زالت بورصة تل أبيب تهبط.
وتشير المعطيات إلى أن الصهاينة أوقفوا جميع أنشطتهم ليس فقط في المناطق الشمالية وعلى الحدود اللبنانية، بل أيضا في تل أبيب نفسها، خوفا من رد إيران وحزب الله، كما أوقفت شركات الطيران الأمريكية والأوروبية رحلاتها إلى تل أبيب وبقي 150 ألف إسرائيلي في دول مختلفة لا يستطيعون العودة إلى تل أبيب.
في المقابل، فإن المستوطنين الذين فروا من المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة منذ بداية معركة الأقصى، لا يجرؤون على العودة إلى هذه المناطق، وفي هذه الأثناء، أدى الضغط النفسي الذي يعاني منه الصهاينة إلى تشنج المجتمع الإسرائيلي بشكل كبير، حيث يصابون بالذعر عند سماع أي صوت.
وهكذا فإن الوضع الهيستيري للصهاينة يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة معاريف العبرية، في إشارة إلى الذعر واسع النطاق الذي يسود المجتمع الصهيوني والقلق المستمر من الرد المتوقع من إيران وحزب الله، أن "إسرائيل" قلقة من تسلل قوات حزب الله إلى الشمال.
وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية نقلاً عن مصادر أمنية تابعة لنظام الاحتلال: "في الوقت الحالي أعيننا على الأرض وليس على السماء، ويجب أن نكون مستعدين للسيناريوهات والجهود غير المتوقعة التي ستبذل للتسلل إلى مناطق الشمال".
من ناحية أخرى، أعلنت شبكة CNN: أن السلطات الإسرائيلية في القدس المحتلة نصحت المستوطنين بتجهيز ملاجئهم بحيث يمكنهم الوصول إليها خلال 90 ثانية.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الإنجليزية، حول مواقع "إسرائيل" المحتملة التي ستستهدفها المقاومة، أن المراكز الحيوية الإسرائيلية في مدينة حيفا تنتظر بفارغ الصبر انتقام حزب الله، ويمكن لحزب الله تدمير هذه المراكز بهجوم صاروخي ضخم.
وأضافت وسائل الإعلام الإنجليزية: طائرات حزب الله دون طيار تحلق في سماء حيفا منذ أشهر وتمكنت من تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية، كما تمكنت هذه الطائرات دون طيار من إعداد خرائط مهمة للمواقع في أكبر ميناء في "إسرائيل" ونظام القبة الحديدية، وحتى المكاتب الفردية للقادة العسكريين في الجيش الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، أعلنت ما تسمى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية: أن انتظار رد حزب الله وإيران أدى إلى تعطيل الحياة اليومية للإسرائيليين، وخاصة في مناطق الشمال.
وفي وقت سابق، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى وثيقة الجيش الإسرائيلي حول سيناريوهات حرب واسعة النطاق مع حزب الله، ما يظهر قلق الصهاينة المتزايد من وقوع مثل هذه الحرب.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل في هذا الصدد: أن الجيش الإسرائيلي وزع وثيقة على رؤساء السلطات المحلية في المناطق الشمالية، تظهر فيها سيناريوهات توسيع الحرب مع حزب الله، وتتضمن الوثيقة المذكورة سيناريوهات مخيفة مثل انقطاع التيار الكهربائي لمدة 3 أيام في معظم المدن، وانقطاع المياه الذي قد يستمر لعدة أيام، وانقطاع خطوط الهاتف الثابت لمدة تصل إلى 8 ساعات، وانقطاع اتصالات الهاتف المحمول لمدة 24 ساعة، وانقطاع الراديو والإنترنت.
وقالت وسائل الإعلام العبرية المذكورة: تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أننا قد نواجه هجوماً غير مسبوق بمئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية تحمل 50 كيلوغراماً أو 10 أضعاف هذه الكمية من المتفجرات، ومن المتوقع أن يستهدف حزب الله أهدافا جنوب حيفا وكذلك في تل أبيب، وهو ما قد يدفع أعدادا كبيرة من المستوطنين إلى النزوح إلى القدس والمناطق الجنوبية.