الوقت- تعصف الخلافات الداخلية بالكيان الصهيوني، حيث نشب صراع قوي بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والأجهزة الأمنية في في الكيان الصهيوني، ما أدى إلى حالة من الجمود في مفاوضات تبادل الأسرى الحساسة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد وصلت هذه الخلافات إلى نقطة الغليان، مع اتهامات متبادلة بالفشل في إدارة المفاوضات وعدم القدرة على التوصل إلى اتفاق.
وفي خضم هذه الفوضى السياسية، يواجه نتنياهو غضباً عارماً من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يحملونه مسؤولية فشل الجهود المبذولة لإعادتهم، في حين أن الأجهزة الأمنية الصهيونية تشعر بالإحباط بسبب ما تعتبره تدخلاً سياسياً في شؤونها، ومع تصاعد التوترات، يبدو أن الانقسامات العميقة داخل القيادة الإسرائيلية تعرقل أي تقدم في المفاوضات، ما يلقي بظلال من الشك على مستقبل هذه القضية الحساسة.
انقسامات عميقة: جهود تبادل الأسرى تتعرقل بسبب نتنياهو
في خضم حالة الجمود التي تشهدها مفاوضات تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس، اندلع خلاف شديد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ما كشف عن انقسامات عميقة داخل القيادة الإسرائيلية، وقد أدى هذا الصراع الداخلي إلى تبادل الاتهامات بالفشل في إدارة المفاوضات، حيث يلقي كل طرف باللوم على الآخر في تعثر الجهود المبذولة لإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وقد تصاعدت التوترات بشكل كبير مع تزايد الغضب من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، ويشعر هؤلاء بالاستياء الشديد من نتنياهو، متهمين إياه بعدم بذل الجهود الكافية لإعادة أحبائهم، وقد تفاقمت هذه الخلافات بسبب الاختلافات في وجهات النظر والاستراتيجيات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية، حيث يُنظر إلى نتنياهو على أنه متردد في اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة للتوصل إلى اتفاق، في حين أن الأجهزة الأمنية لديها رغبة أكبر في المخاطرة من أجل تحقيق نتائج، وقد أدى هذا التضارب في المواقف إلى حالة من الشلل في المفاوضات، مع فشل الطرفين في التوصل إلى أرضية مشتركة.
وفي خضم هذه الفوضى السياسية، أصبح مستقبل مفاوضات تبادل الأسرى غير مؤكد، ومع استمرار حالة الجمود يبدو أن الانقسامات العميقة داخل القيادة الإسرائيلية تعرقل أي تقدم محتمل، ما يلقي بظلال من الشك على قدرة الكيان الصهيوني على حل هذه القضية الحساسة.
نتنياهو دمر مستقبله السياسي بعرقلة تبادل الأسرى
لقد دمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستقبله السياسي من خلال تعامله الكارثي مع قضية تبادل الأسرى مع حركة المقاومة حماس، ففي خضم العدوان الوحشي على غزة، أظهر نتنياهو عدم كفاءته وعدم اكتراثه بمعاناة عائلات الأسرى الإسرائيليين، حيث إن فشله في التوصل إلى اتفاق وإعادتهم هو وصمة عار على جبينه حسب ما يصرح به بعض القادة في الكيان الصهيوني، فلقد تسبب تبادل الأسرى بغضب عارم بين الإسرائيليين.
إن نتنياهو، الذي يضع مصالحه السياسية الضيقة فوق كل شي، قد فضحه سلوكه المشين، فبدلاً من العمل على ضمان عودة المحتجزيين وإنهاء عدوانه الغاشم على غزة، يتهم نتنياهو بالتلاعب والمراوغة، واستخدام هذه القضية كورقة مساومة لتحقيق مكاسب سياسية.
وقد خرجت المظاهرات في جميع أنحاء الكيان الصهيوني، حيث يطالب المحتجون الغاضبون باستقالة نتنياهو، ويتهمونه صراحة بعرقلة المفاوضات، والتضحية بمصير الأسرى من أجل إنقاذ مستقبله السياسي المتهاوي، و إن فشله في إظهار الشجاعة والقيادة اللازمتين في هذه الأوقات قد كشفا عن جوهر قيادته الضعيفة والمحسوبة.
وفي خضم هذه الفوضى، لا يمكن إنكار أن نتنياهو يواجه أيضاً انتقادات شديدة بسبب إدارته الكارثية للعدوان على غزة، وإن فشله في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، يجعله مسؤولاً بشكل مباشر عن المأساة الإنسانية التي تتوالى فصولها، ومع استمرار العدوان، تتزايد أعداد الضحايا الأبرياء، وتتعمق جراح الشعب الفلسطيني، بينما يظل مصير الأسرى الإسرائيليين معلقاً في الميزان.
إن نتنياهو، الذي كان يتباهى ذات يوم بمهاراته التفاوضية، قد فشل فشلاً ذريعاً في الارتقاء إلى مستوى التحدي، و إن تردده وجبنه في مواجهة القرارات الصعبة قد كلفا الكيان الصهيوني ثمناً باهظاً، ومع استمرار الجمود، يبدو أن مصير نتنياهو السياسي محسوم، حيث سيواجه العواقب الوخيمة لأفعاله، وإن الإرث الذي سيتركه خلفه سيكون وصمة عار في تاريخ الكيان الصهيوني..
في النهاية في خضم هذه الأزمة التي تعصف بالكيان الصهيوني، من الواضح أن مستقبل نتنياهو السياسي، بل مستقبل الكيان الصهيوني بأكمله، على شفا الهاوية، وإن فشل نتنياهو الذريع في التعامل مع قضية تبادل الأسرى، بالإضافة إلى العدوان الوحشي على غزة، قد كشفا الوجه الحقيقي لهذا الكيان الغاصب وقيادته المتهورة، فنتنياهو، الذي طالما ادعى القوة والتفوق، قد دمر مصداقيته وأظهر للعالم الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي.
إن الكيان الصهيوني يغرق في مستنقع من الفشل والانقسامات الداخلية، فالخلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية تتصاعد يوماً بعد يوم، وكل طرف يحاول التملص من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخر. إنهم يحاولون يائسين إخفاء الحقيقة عن الإسرائيلين، ولكن الحقيقة ستنجلي عاجلاً أم آجلاً.
وعندما ينتهي العدوان على غزة، ستكون الفوضى هي السائدة داخل الكيان الصهيوني، وإن عدد القتلى من الجنود الصهاينة، والذي يحاول نتنياهو والأجهزة الأمنية إخفاءه، سيكون بمثابة قنبلة موقوتة، والإسرائيليون سيستيقظون على حقيقة مرة، وهي أن قيادتهم قد فشلت فشلاً ذريعاً في حماية أمنهم المزعوم.
إن نتنياهو، الذي كان يتباهى بقوته العسكرية، سيصبح رمزاً للهزيمة والضعف، وإرثه سيكون وصمة عار في تاريخ الكيان الصهيوني، وذكرى أليمة لفشل ذريع وهزيمة نكراء ل"إسرائيل" التي طالما ادعت التفوق والغطرسة، وستجد نفسها في حالة من الفوضى والارتباك، وستواجه أسئلة صعبة حول شرعية وجودها وقدرتها على الاستمرار وسيكون العدوان على غزة نقطة تحول في تاريخ الصراع، وإن الكيان الصهيوني، الذي اعتاد ممارسة القمع والاحتلال، سيواجه واقعاً جديداً من المقاومة والصمود، والشعب الفلسطيني، الذي أثبت للعالم شجاعته وإصراره، سيخرج من هذه المعركة أكثر قوة وتصميماً، فغزة، التي صمدت في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، ستكون منارة للأمل والتحدي، وشاهداً على فشل الكيان الصهيوني وهزيمته.